روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
هذا الرقم ولماذا يحذرها من رائد !! .. ماذا يعرف عنه حتى يقول هكذا !! .
بقت على هذا الوضع لدقائق تارة تعود وتقرأ محتوى الرسالة من جديد بتدقيق أشد كلمة كلمة وتارة ترفع نظرها تحدق في الفراغ بشرود .. لا تنكر شعور القلق والخۏف الذي انتابها لوهلة بعد هذه الرسالة رغم سخافتها بالنسبة لها إلا أن صاحبها نجح في بث الخۏف بنفسها وتحقيق مبتغاه الذي لا تعرف سببه ! .
_ وبعدين يازينة تعالي ساعديني شوية يابنتي كلها كام ساعة وعمتك وولادها يوصلوا ده حتى خطيبك هيجي الليلة !
مسحت زينة على وجهها متأففة في عقل مشوش .. لكنها قررت عدم الانشغال برسالة سخيفة كتلك من ارسلها هدفه واضح وهو دلع نيران الشجارات والتفرقة بينهم .. لتجيب على أمها بإيجاب وخفوت
استدارت ميرفت وغادرت من جديد لتعود للمطبخ تكمل تجهيزات طعام المساء .. بينما زينة فما هي إلا دقائق قصيرة حتى لحقت بأمها لكي تساعدها .
داخل الاستراحة الخاصة بالمستشفى .....
تجلس فوق مقعدها حول طاولة صغيرة وعلى الوجه المقابل لها مقعد فارغ .. أو بالأحرى مقعده حيث استقام منذ لحظات وابتعد عنها لكي يجيب على هاتفه وقد اوصاها بأن تتناول طعامها ومشروبها إلى حين عودته .. واكتفت هي بالإماءة في موافقة دون أن تتحدث .
________________________________________
وجهها المبتهج دائم الابتسام وبات شاحبا تحيط بعيناها الهالات السوداء .. كانت ترفع شعرها لأعلى في تسريحتها المعتادة لتتركه ينسدل على ظهرها ذيل طويل .. مرتدية بنطاله الأبيض الواسع واعلان كنزة بحمالات عريضة وفوقها جاكت جينز واسع في الذراعين يعطيها شكل لطيف مقارنة بجسدها المتناسق .
فجأة التقطته عيناها .. لا تعرف كيف رأته هل ظهر من العدم أم أنه كان يقف منذ وقت ولم تلاحظه .. اتسعت عيناها في دهشة وړعب لكن اوهمت عقلها بأنها مجرد تخيلات ولا وجود له .. كان يرتدي بنطال جينز ضيق يناسب جسده الرفيع وفوقه جاكت أسود اللون يغلق سحابه حتى رقبته وفوق رأسه قبعة يرتديها كنوع من أنواع التخفي .. لكن تلك القبعة لم تخفيه عنها .. فتلك النظرة التي بعيناه لن تتمكن من محوها أبدا .. حتى تلك الندبة التي في يسار وجنته لا تتمكن القبعة من إخفائها .. وما أكد لها أنه حقيقة عندما عبر أحد من جواره واصطدم بكتفه .. لم يهتز ولم يحيد بنظراته الثاقبة والمخيفة عنها بل بقى ثابتا كالصخر بأرضه .
التجول حولها بحثا عن آدم .
على حين غرة اصطدمت بجسدها به فارتدت للخلف وكادت أن تسقط لولا يده التي التقطتها واعادت توازنها .. كانت ستنطلق منها بين شفتيها صيحة عالية في هلع ظنا منها أنها اصطدمت بذلك الذي تحاول الهرب منه لكن هدأت أنفاسها المتسارعة ودخلت السکينة لقلبها فور رؤيته لتزفر بقوة وتهتف بزعر ملحوظ
تفحص معالم وجهها باستغراب وغمغم بهدوء
_ كنت برد على التلفون يامهرة .. حصل إيه مالك
هزت رأسها بالنفي تجيبه بخفوت ورأسها تستمر بالتلفت حولها في خوف
_ محصلش حاجة أنا جيت اشوفك بس لما لقيتك اتأخرت
أمسك آدم بوجهها وثبته عليه في اتجاهه ليهتف في لهجة شصارمة
_ بصيلي يامهرة في إيه مالك .. بتبصي حواليك پخوف كدا ليه !!
علقت عيناها بخاصته الخضراء في لحظة وسرعان ما عادت لوعيها تقول بطبيعية مزيفة
_ مفيش حاجة صدقني .. خليك معايا بس ومتسبنيش
ابتسم آدم بساحرية وتمتم في خفوت جميل
_ ما أنا معاكي أهو هو أنا سبتك !!
بادلته الابتسامة بأخرى مرتبكة وبعد ثواني كان هو يتحرك نحو الطاولة بعد أن أشار لها بعيناه أن تأتي .. فهرولت مسرعة خلفه تسير بجواره شبه ملتصقة به كطفل صغير يحتمى بوالده وعيناها تتجول في كل بقعة بحثا عن صاحب القبعة لكن لا أثر له .
لاحظ آدم تصرفاتها الغريبة والتصاقها به كنتيجة لخۏفها من شيء لا يعلمه فانتظر حتى جلسوا فوق مقاعدهم حول الطاولة وهتف بجدية
_ في حاجة حصلت وأنا مش موجود يامهرة .. شوفتي حاجة أو حد يعني !!
لم تنتبه لكلماته بسبب انشغالها بالتجول بنظرها بحثا عنه في استغراب فقد كان يقف هناك للتو كيف اختفى بهذه السرعة .. عاد آدم يهتف في غلظة صوته القوى
_ مهرة !!!
انتفضت وعادت بوجهها لجهته تنظر له ببلاهة قبل أن يتمكن