روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
عقلها أخيرا من ادراك ما سمعه للتو فتهتف في نفى تام وثبات متصنع
_ لا مفيش حاجة يا آدم صدقني
_ امال بتبصي حواليكي وبتدوري على مين كدا !
مهرة مخترعة كڈبة حتى تستطيع الفرار من حصاره
_ أصل شوفت واحدة صحبتي اعرفها ودلوقتي مش لقياها .. بس شكلي شبهت عليها ومش هي
آدم بنظرة شبه مستنكرة وثاقبة كالصقر
أدركت أن كذبتها لم تجدي بنفع معه وأنه كشفها لكنها اكتفت بابتسامتها المضطربة واسرعت تلتقط مشروبها ترتشفه بهدوء وعيناها تتجول بكل مكان عدا وجهه تتفادى النظر إليه عمدا كأنها تتهرب من نظراته التي تخترقها ! .
سارت باتجاه غرفة مكتبه الخاصة تحمل بيدها كأس ماء ممتلئ وباليد الأخرى اقراص لعلاج الآم الرأس .
كان هو يضع ذراعه فوق عينيه المغلقة بسبب الألم القاسې الذي يضرب برأسه منذ استيقاظه من النوم وعندما احس بوجودها أزاح ذراعه وفتح عيناه يحدق بها وبيديها الممدودة بالماء والعلاج .
_ خد العلاج ده هيخفف ألم الصداع شوية
عدنان باستغراب ونظرات دقيقة
_ وإنتي عرفتي منين إني عندي صداع !
جلنار ببساطة
_ واضح ياعدنان وطبيعي جدا يجيلك صداع شديد بعد الحالة اللي رجعت بيها امبارح البيت
مد يده يلتقط اقراص الدواء ليبتلع واحدة منها ثم يجذب كوب المياه ويرتشفه كله دفعة واحدة فوق الدواء ثم نظر لها وتمتم بنبرة لينة
سكتت للحظات طويلة حتى تفوهت بهمس ناعم ورقة امتزجت بمعالم وجهها العابسة
_ مكنتش اقصد
الټفت برأسه تجاهها وتطلعها بحيرة لبرهة حتى أدرك مقصدها فتنهد وابتسم مغمغما
_ مكنتيش تقصدي في إي بظبط .. في إنك مبتحبنيش ولا ....
قاطعته وتابعت بخفوت
_ في كلامي عموما ياعدنان .. يعني كنت متعصبة ومش عارفة أنا بقول إيه !
_ ليه !
لم يبتعد رغم ملاحظته لتوترها .. بل اقترب أكثر ليتلذذ بذلك الاضطراب الذي نادرا ما يراه على وجهها وأردف بهمس رجولي يذيب البدن
_ كنتي متعصبة ليه ياجلنار .. سألتك لو أنا عملت حاجة ضايقتك مني ومردتيش عليا .. فحابب اعرف كان إيه سبب عصبيتك !
! .
________________________________________
بدت لها في البداية
_ شايفة إيه !!
فاقت من تأملها لعيناه على تلك الجملة التي تفوه بها فحدجته بعدم فهم ليكمل بنفس النبرة السابقة يعيد سؤاله بتوضيح أكثر
_ شايفة إيه في عيوني !
ماذا يحدث لي! لماذا اتطلع إليه كالبلهاء هكذا توقف عن هذه السخافات وعودي لوعيك ياحمقاء ! لم يكن عقلها هذه المرة من يتحدث بل نفسها المتمردة .. وفورا ارتدت للخلف تبتعد عنه وتجيب بحزم بسيط
_ هشوف ايه يعني ! .. مش شايفة حاجة وبعدين أنا هبص لعينك ليه
فشل في حجب ابتسامته أكثر من ذلك حيث ارتفعت لثغره ومط شفتيه بجهل مجيبا بنظرة ذات معنى
_ لنفس السبب اللي بيخيلني أنا كمان ابص في عينك واتأملها
جلنار بابتسامة ساخرة
_ وهو ايه ده بقى السبب !
عدنان بلمعة عين مختلفة
_ إنتي فاهمة قصدي كويس
أدركت ما يقصده فتجمدت قسمات وجهها لثواني قبل أن تهب واقفة وتهتف بعناد وثبات
_ لا مش صح
القت بجملتها وقررت إنهاء حرب الأعصاب التي تعاني منها فاندفعت نحو الباب حتى تغادر لكنه قبض على كفها يمنعها من التقدم .. وكأنه قرأ ما كان يدور برأسها اثناء تأملها لعيناه فقرر الرد بفعل بسيط لكنه يعني الكثير .
رأته يقرب كفها من شفتيه ويغلق عيناه ليلثم باطنه برقة وعمق .. تماما كقبلته بالأمس كأنه يرسل لها إشارة من خلالها أنه يتذكر ليلة أمس جيدا وخصوصا اعترافه الذي يؤكده الآن لها بالفعل .
تسارعت دقات قلبها الشغوف واضطربت بشدة فسحبت كفها بهدوء بعدما ابعد شفتيه وفتح عيناه ثم أسرعت للباب تفتحه وتنصرف لتقف بالخارج أمامه بعدما اغلقته خلفها .
هبطت بنظرها إلى كفها تحديدا لباطنه موضع قبلته .. فترتفع الابتسامة لشفتيها الجميلة وتغلق على كفها وبشكل لا إرادي ترفعه لشفتيها غير مصدقة ما يحدث .
وسط تلك اللحظات سمعت صوت صغيرتها تهتف بتعجب من حالة أمها
_ مامي !!
فزعت واسرعت بإنزال كفها لتجيب على ابنته بجدية تجسدتها بمهارة
_ نعم ياحبيبتي
هنا بفضول طفولي واستغراب
_ بتضحكي ليه !
أشارت جلنار لنفسها باستنكار تنفي سؤال ابنتها
_ أنا بضحك !!!! .. هضحك ليه .. أكيد مش بضحك