الخميس 05 ديسمبر 2024

روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )

انت في الصفحة 235 من 264 صفحات

موقع أيام نيوز


متنفسا الصعداء بحنق .
لم تكن بحاجة للاقتراب منه حتى تتأكد أنه ثملا بعض الشيء وليس بوعيه الكامل .. فبقت جالسة مكانها تحدقه بصمت لدقيقة كاملة حتى ارتفع صدرها بنفس عميق أخذته وهبط ببطء مع زفيرا متمهلا .. ثم خرج صوتها الخاڤت بتعجب 
_ عدنان إنت كنت سايق العربية بالحالة ده ! 
همهم بهدوء تام 

_ امممم .. خاېفة عليا ولا إيه ! 
أصدرت تأففا قوى بيأس لتجيبه في جدية 
_ طيب قوم غير هدومك وخد دش 
لم تسمع أي رد منه فقط صوت تنفسه الحاد كان هو المسموع .. وبعد برهة من الوقت سمعت همسه وهو يبتسم بمرارة 
_ الحقيقة دايما بتوجع .. وإنتي قولتي الحقيقة امبارح
ابعد ذراعه عن عينيه وتطلعها بعينان لامعة يتابع كلامه بخزي وألم 
_ واللي يوجع اكتر هو نظرات الكره وعدم الثقة والنفور اللي بشوفها في عينك .. صدقيني بتخليني اكره نفسي اكتر .. هي وجعتني في كرامتي وشرفي وإنتي في قلبي
لوهلة اشفق قلبها عليها ربما لو كان بوعيه لما كانت اشفقت لكن كلامه وهو ثمل هكذا يشعرها بالسوء والحزن .. فاقتربت منه في الفراش وامسكت بذراعه تحثه على النهوض هاتفة 
_ عدنان قوم إنت مش في وعيك لما تفوق قول اللى إنت عايزه
رأته يضحك بسخرية ويغمغم في نبرة موجوعة 
_ وهو أنا من إمتى كنت بوعي أساسا .. لو كان عندي وعي وعقل كانت هتقدر تستغفلني أربع سنين وكنت هظلمك واخسرك بسببها
تقوست ملامح وجهها بتأثر فضغطت على ذراعه أكثر وغمغمت برجاء 
_ قوم ياعدنان عشان خاطري 
لم يبالي برجائها أو محاولاتها بل تابع بنفس نبرته السابقة وابعد يدها عن ذراعه بلطف 
_ لما بشوف كرهك ليا بقول معقول أنا وصلتها للدرجة دي .. معقول إنت كنت غبي وحقېر كدا ياعدنان
لا تتفوه ببنت شفة تستمر في التحديق به بسكون والعبوس ظاهر على محياها .. تستمع لكلماته التي يجلد بها ذاته في قسۏة .. وفي أعماقها تتمناه أن يتوقف فلا تريد أن تسمع منه أي شيء وهو بهذه الحالة المزرية .
اكمل عدنان بثغر مبتسم في أسى 
_ جايز أكون اناني زي ما بتقولي .. بس أنا أناني في حبي وتمسكي بالشخص اللي عايزه .. مش بقبل بعده عني ولا بقبل اشاركه مع حد 
ثم سكت لدقيقة قبل أن يتبع بعينان تلمع بدمعة متحسرة 
_ ربنا اخدلك حقك مني ياجلنار
غامت عيناها بالعبارات ولو كانت بقت للحظة أخرى تتطلع إليه تلك العبارات ستشق طريقها إلى وجنتيها .. فابتعدت عنه مسرعة وهمت بالنزول من فوق الفراش حتى تغادر لكن قبضته على رسغها اوقفتها وتبعها همسته الراجية 
_ خليكي جمبي !
بقت على وضعها توليه ظهرها تحاول كبت دموعها من السقوط لكنها انهمرت بشكل لا إرادي حين شعرت بلمساته تهبط برقة من رسغها إلى كفها ليقربه لشفتيه لاثما باطنه بعدة قبلات تتنقل من باطن الكف لظاهره وانفاسه الساخنة تلفح بشرتها الناعمة .
التفتت برأسها له وسط دموعها فتراه يحتضن كفها ويمطره بوابل من قبلاته وهو مغمضا عيناه .. فتجمدت يدها أمام قبلاته ولم تتمكن من سحبها إلا عندما توقفت قبلاته واحست بانفاسه السريعة هدأت وانتظمت
وكأنه نام .. فجذبت يدها ببطء ورفعت أناملها تجفف دموعها قبل أن تهم بالنهوض .. لكن خرجت همسة خاڤتة من بين شفتيه جعلتها تتصلب بأرضها كأن صاعقة برق أصابتها واتسعت عيناها على أخرهم پصدمة .
كان لا يزال مغمضا عيناه وخرجت منه همسة بمشاعر صادقة .. رغم أنه شبه نائم وتأثير الكحول واضح عليه إلا أن قلبه ولسانه تولوا مهمة الكلام بدلا عن عقله المغيب 
_ بحبك يارمانتي !
قدماها تسمرت مكانها وانفرجت شفتيها بذهول .. ومن فرط صډمتها ظنت أن عقلها يختلق تهيأوهات ويهلوس .. وبأقل من الثانية كانت تلتفت برأسها إليه في معالم وجه يعلوها الذهول وعدم الاستيعاب .. فوجدته يغلق عيناه بسكون تام .. بشكل تلقائي تحركت لتصعد فوق الفراش من جديد وتقترب منه تمد أناملها الرقيقة تهزه في كتفه بلطف تتأكد هل مستيقظا أم نائم 
_ عدنان !! .. عدنان ! 
لكنه للأسف لم يجيبها فقد كانت تلك هي جملته الأخيرة قبل أن يغرق في سباته العميق .. استمرت في التحديق بوجهه بعينان مصډومة حتى وجدت شفتيها تنفرج عن شبه ابتسامة عفوية ثم تبتعد عنه وتنهض لتغادر الغرفة بأكمله تاركة إياه ينعم بنومه العميق .
مع صباح اليوم التالي .......
صك سمعها صوت رسالة وصلت للتو على هاتفها .. فنهضت من فراشها واتجهت لتلتقط هاتفها وتفتح الرسالة تتفقد آخر رسالة وصلت وكانت من رقم مجهول محتواها كالآتي نصيحة مني ليكي متثقيش أوي في رائد .. هو مش ملاك زي ما متخيلة ولا عمره هيكون .. خدي حذرك وخلي بالك منه عشان ده شيطان متجسد في صورة انسان .
أعادت قراءة الرسالة حوالي خمس مرات تقرأها بشكل مستمر والدهشة تتملكها .. وقد بدأت حلقة الأسئلة تدور في ذهنها حول هوية صاحب
 

234  235  236 

انت في الصفحة 235 من 264 صفحات