الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 185 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

فاضي ومفهوش أي كاميرات أو محلات يعني هو خبطه وهرب
نفس المنطقة وهو أيضا لم يبالي وتركه وفر .. الاحتمال الأكبر أن يكون هو ذلك الشخص وقد يكون الله سبحانه وتعالى يختبره بأصعب الامتحانات من جهة زوجته وحبيبته ومن جهة أخرى أخيها .. انتصب في جلسته وانزل قدماه من على الفراش وهو يحملق في اللاشيء أمامه مهموما لدرجة أنه لم يسمعها وهي تسأله بريبة 
_ إنت بتسأل ليه 
انتظرت ملاذ لحظات طويلة أن تحصل على رد منه ولكن لا حياة لمن تنادي وكأنه تحنط مكانه لا يصدر صوت ولا حركة ! .. قلقت حياله وفهمت بأن هناك شيء ليس بهين يحدث معه فنهضت من مقعدها أمام المرآة وتحركت بتجلس بجانبه وتقول باهتمام 
_ زين في إيه مالك !!!
انتبه أخيرا لصوتها فنظر لها وهز رأسه بالنفي هاتفا بتشتت ونظرات زائغة بعد أن أدرك سؤالها بصعوبة بسبب شروده ونفسه المضطربة 
_ مفيش حاجة .. أنا هطلع اقعد برا
استقام واتجه ألى خارج الغرفة وظلت هي تعلق نظرها على أثره والأسئلة تتناطح في رأسها حول تصرفه الغريب .. تحاول وجود تفسير لنظراته الفارغة ولون وجهه المسلوب منه الډماء ولكنها لم تصل لإجابة مقنعة !! ......
تنتقل لهنا وهناك بالمطعم وتتابع بعض الأعمال بدقة شديد وتركيز .. لم يتبقى سوى أيام قليلة على الافتتاح والجميع في جلبة كانت تمسك بمجلة صغيرة بها أشكال مختلفة من الطاولات بمختلف الألوان .. وغيرها من أشكال والوان لطلاء حوائط .. الخ وجدت صعوبة في الاختيار بمفردها ففكرت بأن تذهب ل إسلام ليساعدها في الاختيار ويبدي عليها برأيه نهضت وقادت خطواتها نحو الغرفة الداخلية في المطعم حيث يجلس .. وقفت أمام الباب وضمت كفها تمدها لتطرق ولكن سماعها لصوته وهو يتحدث في الهاتف ويذكر أسمها جعلها تتسمر مكانها وتسمع مايقوله باهتمام .....
_ رفيف مش هتقبل .. أنا خاېف يامعاذ ومش مستعد حاليا إني اواجه رفضها اللي هو أكيد هيحصل
عن أي رفض يتحدث ! دار السؤال في ذهنها كالآتي وعادت تصغي أذانها مجددا لتسمع جملته التالية بعد لحظات من السكوت وتلحقها الصدمة فتجمدها كما هي في وقفتها .
_ طيب .. طيب لما يرجع زين هكلمه واطلب إيدها منه
.......... 
_ الفصل الثلاثون _
وكأن صاعقة من السماء اصابتها بأرضها حيث فغرت وعيناها بذهول .. وعقلها يجد صعوبة في استيعاب ما دخل لأذنيها

للتو واقنعت ذهنها بسخافة حتى تهدأ من روعها بأنه لم يكن يقصدها بالتأكيد ثم عاد تقول ولكنه نطق اسمي وقال سينتظر عودة زين !! .. هزت رأسها بالنفي رافضة تصديق ما سمعته وتراجعت للخلف حتى ترحل دون أن يشعر بها ولكنها اصطدمت بمزهرية صغيرة وأصدرت ضحيجا مرتفعا انتفضت كالتي لدغتها عقرب واستدارت بكامل جسدها تحدق بالمزهرية في صدمة وجزت على أسنانها بغيظ متمتمة 
_ مش وقتك دلوقتي
همت بأن تتركها وتفر قبل أن يخرج ولكنها سمعت صوته يقول بهدوء 
_ رفيف !
_ أنا ك.. كنت جاية أااا... كنت جاية .. كنت جاية ليه !!
لم يتمكن من حجب ضحكته حيث أجابها ضاحكا ببعض الجدية 
_ مالك يارفيف !
تمالكت نفسها قليلا وهتفت بإيجاز وارتباك مازال واضح 
_ آه كنت جاية اوريك حجات وآخد رأيك بس سمعتك بتتكلم في التلفون وكنت ماشية .. مش مشكلة لما تخلص مكالمتك نبقى نتكلم
وفي اللحظة التالية بضبط استدارت وفرت من أمامه كالسهم فظل هو بمكانه يفكر بما قالته بالآخير وسؤال واحد يطرحه في ذهنه هل سمعت شيء ياترى ! .
طرق على الباب كان قوي بعض الشيء .. غضنت حاجبيها باستغراب ثم جذبت حجابها وذهبت لتفتح فوجدته الحارس ويحمل بيده علبة متوسطة الحجم من اللون الوردي نقلت نظرها بينه وبين العلبة بريبة حتى رأته يمد يده بالعلبة هاتفا برسمية 
_ في واحد جاب العلبة دي ياهانم وقال إن كرم بيه اللي بعتها
ضيقت عيناها بحيرة وتعجب عند سماعها لاسم زوجها ولكنها قالت بجدية وهي تأخذها منه 
_ طيب ياسعيد روح إنت خلاص
أماء لها بإيجاب واستدار ليتجه إلى باب المنزل الرئيسي يكمل مهتمه وهي الحراسة .. أما هي فأغلقت الباب وعيناها معلقة على العلبة التي بيدها وتفكر بفضول مالذي بداخلها ولما يرسلها كرم !! كانت على وشك ان تفتح الشريط الستان الملفوف حولها حتى تفتحها ولكن سمعت رنة هاتفها الصاخبة بالغرفة فاسرعت إليه لتمسك به وتتطلع إلى اسم المتصل وتبتسم بتلقائية ثم تجيب عليه في رقة 
_ نعم !
اتاها صوته الحاني وهو يقول بترقب 
_ وصلت العلبة 
نظرت إليها في يدها وهي تجيبه بتساءل وعينان ضاحكة 
_ اممم وصلت فيها إيه دي بقى !
تمتم بنبرة عاطفية قد تكون جديدة بعض الشيء وامتزجت ببعض المكر 
_ افتحيها وهتعرفي
همت بان تجيب عليه ولكن سمعته يهتف بنبرة متعجلة وخاڤتة 
_ شفق أنا هقفل دلوقتي عشان في واحد تبع الشغل كنت مستنيه ووصل .. لما اخلص هكلمك
_ تمام
انهت معه الاتصال وجلست على الفراش ثم بدأت
184  185  186 

انت في الصفحة 185 من 197 صفحات