الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 186 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

في فك الشريط ورفعت الجزء العلوي من العلبة فرأت رداء مطوي بانتظام داخلها كان من اللون الړصاصي ابتسمت باتساع واخرجته تفرده أمامها بتشويق لرؤيته كاملا .. كان قصير يصل للركبة ونصفه العلوي مطرز بورود من نفس لونه وبأكمام طويلة وشفافة ولديه فتحة ظهر واسعة قد تظهر نصف ظهرها فغرت عيناها بإنبهار من جماله ووقفت تضعه على جسدها تنظر لنفسها في المرآة بوجه ضاحك فصك سمعها صوت رسالة وصلت للتو على هاتفها منه لتفتحها وتقرأ ما دونه بها البسيه بليل يا أميرتي كادت ابتسامتها الخجلة تشق طريقها حتى اذنيها وبداخلها تتساءل عن السبب الذي دفعه لشرائه ولماذا ترتديه بالأمس خصوصا .........
لا يمكن أن يكون هو !! .. هل كان يبحث عنه طوال هذه السنوات وهو قريب منه ! والمشكلة الكبرى تكمن بزوجته كيف سيخبرها وسيبرر لها الأمر .. كيف سيخبرها بأنه السبب في عڈاب أخيها لعشر سنوات كاملين هل ستتفهمه أم ستعصف وتغضب وتتركه .. وماذا إن عرفت بأنه كان مدمن وفي تلك الليلة كان ليس بوعيه وعائدا من سهرة مع اصدقائه حتما لن يمر الأمر مرار الكرام وستقع الفجائع بسببه وهو ليس لديه الجرأة ليخبرها بكل شيء !! .
كان يقف بالمطبخ وبيده كوب الماء يرتشف منه وعيناه حمراء كالدم لا يرى أمامه من فرط غضبه ونقمه على نفسه المذنبة ولوهلة تمنى في قرارة نفسه وقال ليتني لم اقابلك ولم اتزوجك ليتنا تطلقنا ! .. تفاقم سخطه حتى وصل لذروته فالقى بالكوب الزجاج على الأرض في عڼف ليتناثر إلى جزئيات صغيرة في كل مكان .
أتت مهرولة على أثر صوت كسر الكوب وقبل أن تخطو خطوة واحدة إلى داخل المطبخ اتاها صوته الخشن وهو يهتف شبه آمرا 
_ خليكي عندك متدخليش !
ثم انحنى على الأرض وأخذ يلم قطع الزجاج الكبيرة بيده فقالت هي باهتمام 
_ زين بتعمل إيه هتتعور !!
نظرت على الأرض وسارت إليه في الداخل بحرص

حتى لا تدخل زجاجة في قدمها وقبل أن تصل إليه وجدته يرفع يده عن الأرض پألم ويمسك بكفه الذي چرح وبدأ يذرف الډماء فشهقت بهلع وانحنت إليه تهدر معاتبة في استياء من عناده 
_ شوفت أهو اتعورت قوم تعالى معايا هحطلك مطهر ولازق طبي
هب واقفا وفتح صنبور الماء يضع يده اسفله ليزيح الډماء هاتفا بصلابة 
_ مش مستاهلة هيقف وحده
عقدت حاجبيها بريبة من أمره وقالت بحزم وهي تسحب كفه من أسفل الماء هاتفة 
_ كدا هيزيد مش هيقف .. تعالى يلا
وجذبته من يده ناحية الغرفة شبه عنوة واجلسته على الفراش .. ثم جذبت المطهر وقطنة وجلست بجواره تمسك بيده وتضع عليها القطنة التي سكبت القليل من المطهر فوقها فاغمض هو عيناه مټألما ثم رفعت يدها ووضعت اللازق الطبي على الچرح وقالت بتدقيق وخفوت بعد أن ثبتت نظرها عليه 
_ مالك يازين إنت مضايق من حاجة !
مسح على وجهه وقال مهموما بزفير قوي 
_ قولي في إيه مش مضايقك
اقتربت منه أكثر ومدت اناملها لذقنه تدير وجهه تجاهها هامسة بنبرة حانية وأعين دافئة 
_ احكيلي ياحبيبي وارمي همومك عليا
لمعت عيناه بالدموع وغمغم بيأس وخوف 
_ ياريت اقدر احكيلك .. بس صدقيني مش هقدر !
_ ليه !!
سألت باستغراب فادرك هو ما قاله ولملم شتات نفسه ليظهر الثبات أمامها وجهها بين راحتي كفيه 
_ بحبك أوي ياملاذي
ضيقت عيناها بحيرة من تصرفاته الغريبة ونبرته المختلفة ولكنها ابتسمت بحب وهمست تبادله نفس المشاعر 
_ وأنا كمان بحبك ياروح ملاذك
تغادر الغرفة .. هبطت الدرج بثقة وثبات حتى وصلت إلى آخر درجاته فرأته يجلس على مقعد وبيده كوب الشاي خاصته يرتشف منه بهدوء تصنعت عدم رؤيته وأكملت طريقها باتجاه الباب ولكنها سمعت صوته الرجولي يهتف 
_ يسر رايحة فين !
وقفت وتأففت بخنق لتجيبه دون أن تلتفت له 
_ حاجة متخصكش
واستمرت بسيرها حتى وصلت إلى الباب ومدت يدها للمقبض بصرامة 
_ يعني إيه ميخصنيش !!
سحبت يدها پعنف هاتفة بقوة 
_ لو فاكر الاتفاق اللي اتفقناه امبارح كان محدش ليه دعوة بالتاني صح ولا لا .. يعني إنت ملكش حق تسألني
ليس لديه حق !!! .. كان على لحظة وسيفقد أعصابه ويذكرها بأنه زوجها ولكنه هو الذي اختار هذا الاتفاق وسيضطر بأن يلتزم بشروطه إلى النهاية .
تمتم بهدوء مزيف 
_ صح يا يسر .. بس مفهاش حاجة لو قولتيلي رايحة فين وخصوصا إننا مش في مصر
لوت فمها وقالت باقتضاب 
_ رايحة لخالتو اتصلت بيا وكانت عايز تجيني وتاخدني هي وراسل بس قولتلها أنا هجيلك وهتكلم معاها وافهمها
تجاهل سماعه لاسم ذلك السمج .. وقال بنبرة حازمة 
_ طيب تعالى هوصلك يلا
صاحت به مندفعة پغضب 
_ وتوصلني ليه !! .. حسن ابعد عني أنا مش طيقاك أساسا
ابتعد من أمامها وعاد إلى مكتبه ليجذب مفاتيحه وهاتفه ويلحق بها .. كانت على وشك أن تقف سيارة أجرة ولكنه جذبها من ذراعها هاتفا وهو يشير بعيناه على السيارة 
_ يلا
دفعته صاړخة
185  186  187 

انت في الصفحة 186 من 197 صفحات