الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 183 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

في ريبة من سؤاله ثم أجابت بخفوت وهي لا تنظر له 
_ قبل ما ننزل مصر بأسبوع
_ كان بيحاول يتقرب منك إزاي قبل اللي حصل 
ازدادت نظراتها حيرة من إهتمامه بالأمر واسألته ولكن لم تعقب وفضلت بأن تجيب عليه دون مناقشة حيث غمغمت بنبرة أكثر خفوتا 
_ عن طريق إنه يفتح معايا كلام بأي شكل مثلا أو إنه يقرب مني على سبيل إني صديقته المفروض أنا في البداية مكنتش فاهمة ده بس بعدين بدأت أفهم تصرفاته وبقيت اتجنبه وابعد عنه
_ وإنتي كنتي تعرفيه منين !!
غضنت حاجبيها بفضول حقيقي هذه المرة حيث سألته بفضول 
_ هو في إيه !! .. إنت إيه اللي فكرك بالموضوع ده دلوقتي !
هتف بصوت رجولي أجش 
_ هتعرفي قريب في إيه .. جاوبي من غير اسئلة دلوقتي
زمت بعدم فهم وأجابت عليه كما أمرها 
_ كنا مجموعة اصدقاء من الكلية مع بعض وهو اتعرفنا عليه من فترة قريبة ومكنش في حد بيستلطفه فينا أساسا
هز رأسه بتفهم ثم هب واقفا وهم بالانصراف لتعتري طريقه وتقول بفضول حقيقي وحيرة 
_ مش هتقولي في إيه !
_ قولتلك هتعرفي قريب .. أنا طالع الأوضة خلصي قهوتك وتعالي ورايا
ثم تركها واتجه للداخل لتظل هي بمكانها تحاول توقع أي شيء أو اختراق عقله حتى ومعرفة ماهو الذي ستعرفه قريبا ولكن دون جدوي .. تأففت بقوة في غيظ وجعلت ترتشف من القهوة وهي لا تتوقف عن التفكير مع ذلك !! .......
على الجانب الآخر ......
انتفض واقفا من فرط الڠضب وهو يصيح بانفعال هادر ونبرة مرعبة 
_ اتجوزت ومحدش له علم فينا
أجابت زوجته ساخرة بلؤم 
_ ماهي بنت اخوك ماشية على حل شعرها من زمان مش جديد عليها يعني
كانت ريماس تتابع صياح أبيها وازدراء أمها بسكون لا تجيب على أي منهم لا ترى في فعل ابن عمها شيء مخالف بالأخص بعد الذي فعله جاسر معها وهناك علاقة شبه منقطعة بينهم منذ ذلك الوقت فلماذا تأخذ رأى عمها أو تخبره حتى !! .
تحدثت ريماس بامتعاض 
_ جاسر سافر وشكله ناوي يعمل مصېبة
صاح الأب بسخط امتزج ببعض الاستنكار 
_ وإنتي فكرك إني هسيب بنت أخويا لابن العمايري ده .. أنا لولا سيف وإنه كان واقفلي في الوش وقاطع علاقته بينا بسبب عملة أخوكي المهببة كان زماني جوزتها لجاسر من زمان بس خلاص دلوقتي بقى لازم اتدخل
تبادلت زوجته نظرات الريبة مع ابنتها ورجعت بعيناها تثبتها على زوجها وتقول بتساءل 
_ هتعمل إيه 
_ جهزوا نفسكم عشان هنرجع مصر بكرا ورا جاسر
قالها بصرامة ولهجة لا تقبل النقاش أو الرفض ثم غادر الغرفة وتركهم ينظرون لبعضهم بدهشة وماهي

إلا لحظة حتى أصدرت الأم ضحكة بسيطة وسعيدة قائلة بنظرات ليس بها أي شيء من الود بل كلها نقم وبغض
_ وأخيرا هنطلع من ورا عمك وولاده بفايدة !
يحتجزها بالمعنى الحرفي !! كسجين يقضي عقوبته على ذنب اقترفه .. وهو لا يفهم أنه هكذا يزيد من الفجوة بينهم ولن تعود له أبدا وستصر أكثر على الانفصال .
ظلت تجوب بالغرفة إيابا وذهابا وهي تترنح من فرط العصبية والغيظ لا يمكنها البقاء معه بنفس المنزل .. باتت لا تريده معها لا تثق به ولا تريد حبه وفقط تريد شيء واحد وهو نزعه من فؤادها وهذا لن يتم وهي مقيمة معه بمنزل واحد وبعد أن عادت زوجته .. حكت ذقنها وهي تفكر بصوت عالي هامسة أكلم بابا وعلاء طيب ! .. لا لا لو بابا عرف هتحصل مشكلة وهيرجعني مصر وأنا مستحيل ارجع أعمل إيه ياربي .. أعمل إيه !! فكري يايسر .. فكري لمعت بذهنها فكرة شيطانية فابتسمت بوعيد له .
رأت الباب يفتح ويطل هو بهيئته من خلفه حاملا لها الطعام فرمقته شزرا وهو يقترب باتجاه الفراش ويضع الطعام فوقه متمتما بلطف ونبرة مهتمة 
_ كلي يايسر مينفعش تقعدي من غير أكل
قالت بثبات ولهجة بها شيء من الآمر مع نظرات منذرة 
_ مش عايزة حاجة من وشك .. افتحلي الباب وخليني امشي
تنهد بنفاذ صبر قائلا بإصرار 
_ قولتلك مش هتروحي مكان اديني فرصة أخيرة وبعدها احكمي عايزة تكملي ولا تنفصلي
صړخت بهسترية واستياء عارم 
_ إنت مچنون !! حابسني وتقولي اديني فرصة .. لا والمفروض اقولك موافقة وهقعد معاك مثلا
استقرت نظرات حزينة منه عليها فهي لا تفهم شدة شوقه لها وأنه لا يطيق ابتعادها عنه ليوم آخر .. أما هي فهدأت ثورتها في لحظة وقررت أن تبدأ في خطتها .. تحركت ناحيته وهي تقول بقوة ونظرة شرسة 
_ أنا عندي استعداد دلوقتي ابعت لبابا صورك واقوله إنك خڼتني وده سبب طلاقنا وابعتله التسجيلات وكمان أقوله على اللي عملته معايا وإنك خلتني اجهض الطفل ومديت إيدك عليا وقولتلي إنك هتسقطني بنفسك لو منزلتهوش وشوف بعدها اللي هيحصل بقى ! .. بابا وعلاء مش هيخلوك تحاول بس تقرب مني مش إني أفضل مراتك وحتى اخواتك وأمك هيقفوا
182  183  184 

انت في الصفحة 183 من 197 صفحات