روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
ضاحكا
_ تصبحي على خير يا أميرتي
ردت بتلعثم وتوتر
_ وإاا .. وإنت من أهله
.
ساعات مرت وهو أمام الحاسوب النقال الخاص به يعمل بتركيز واهتمام حتى عندما حضرت الطعام لم يأتي وقال بأنه لا يشعر بالجوع فتناولت طعام العشاء بمفردها ! .
كانت ترتدي منامة قصيرة من اللون الفوشيا وتترك العنان لشعرها الذي يميل للبنى
_ نعم
أجابها وهو لا يرفع نظره عن الحاسوب
_ مش كفاية شغل بقى ولا إيه أنا زهقت تعالى اقعد معايا ياحبيبي
لم يعيرها اهتمام حيث أجابها باختصار وعدم مبالاة دون أن ينظر لها حتى بسبب تركيزه على العمل
_ لما اخلص هاجيلك ياملاذ
زمت بتذمر وهي تجيبه محتجة بخنق
_ إنت حتى على العشا سبتني اتعشي وحدي كفاية بقى أنا مليت من القعدة وحدي
_ مش فاضي ياملاذ .. إنتي شيفاني فاضي !! لما اخلص قولتلك هاجي اقعد معاكي
ابتعدت عنه فورا وطالعته بنظرة مستعجبة من أنفعاله عليها دون أي سبب احتقن وجهها پغضب وضيق ثم هبت واقفة واتجهت للغرفة تشد على محابس دموعها المتجمعة في مقلتيها ! .. أما هو فقد أدرك الخطأ بعد وقوعه حيث تأفف ماسحا على وجهه بندم لم يكن يقصد الانفعال ولكن ضغط العمل ضغط عليه أيضا فجعله يخرج عن نفسه الهادئة ويفقد أعصابه .
_ متزعليش مني .. مقصدش والله انفعل عليكي وإنتي ملكيش ذنب بس الشغل اليومين دول في ضغط شوية
لا تنظر له ففهم أن أمر الاعتذار لن يمر بسهولة ..
_ إنتي مش كنتي عايزة نقعد مع بعض اديني جيت أهو
_ لا أنا عليا النوم وعايزة انام .. تصبح على خير يازين
بمكر باسما
_ ويهون عليكي تسيبي زينك يقضي الليلة وحده زي قرد قطع
_ اهاا يهون .. روح كمل شغلك أو نام وابعد عني
قالتها بامتعاض وجفاء فابتسم وقال ببساطة متصنعا البراءة
_ طيب ممكن عشان اعرف انام بنفس مرتاحة بس
التفتت بجسدها له وجذبت الوسادة تضعها بين يديه هاتفة ببرود
وعادت توليه ظهرها مجددا فينظر هو للمخدة بعلامات استفهام ويقول ساخرا بقسمات محتقنة
_ إيه شغل العزاب ده !! وأنا المخدة ليه ومراتي جمبي !
كتمت ضحكتها بصعوبة وإجابته بصوت حاولت خروجه طبيعيا
_ عقاپ ليك
فهم أنه لا مفر من العقاپ اليوم كما اوضحت له بصراحة للتو فزفر بنفاذ صبر والقى بالوسادة اسفل رأسه في عڼف واغتياظ هاتفا
انطلقت ع ابتسامة عريضة لم يراها لأنها توليه ظهرها مرت لحظات طويلة حتى أغمضت عيناها مستسلمة للنوم ولكنه لم يدخل النوم لعيناه فنزل من الفراش وهو يتنهد پاختناق وغادر الغرفة كلها ليمسك بكتاب القرآن الكريم ويجلس على الأريكة بالخارج ثم يبدأ في القراءة بصوت عذب وهاديء ........
سارت ميار وهي تحمل بيديها كوبين من القهوة الساخنة كان هو يجلس بحديقة المنزل على مقعد هزاز وثير وكبير
يتسع لشخصين ويرجع برأسه للخلف مغمضا عيناه في سكون .
هي تمد يدها له بكوب القهوة فانتصب شبه فزعا في جلسته وطالت نظرته لها لثواني قليلة حتى التقط من يدها الكوب وقال بنبرة عادية
_ شكرا
رسمت ابتسامة خفيفة وهي تقف بتردد وتحتضن الكوب بيديها كانت وقفتها بها شيء من الاضطراب لا تعرف ماذا تقول لتوضح له رغبتها في الجلوس معه .. ولم يكن هو بالأحمق حتى لا يفهم هذا من نظراتها فأصدر زفيرا طويل وافسح لها مكانا بالمقعد دون أن يتفوه ببنت شفه لترمقه هي بنظرة مرتبكة وتجلس بجواره تحملق في السماء بسكوت لدقائق وكان الصمت هو سيد الموقف بينهم .. ولكنها تختلس إليه النظرات خلسة دون أن يلاحظ وما ادركته من قسمات وجهه أنه متضايق من شيء فترددت في البداية وخشيت من أن تسأله فيكون الرد منه قاسې ! ولكن حسمت قرارها بعد تفكير عميق وقالت بصوت خفيض ومضطرب
_ ينفع اسألك مالك ولا مينفعش !
استقرت عيناه عليها للحظات بأعين ثاقبة مستعجبا سؤالها حتى زاغ بنظره وأجاب بغلظة
_ لا مينفعش
أماءت بإحراج وعادت تثبت نظرها على السماء ومن ثم عادت تتحدث بعد لحظات ولكن هذه المرة كانت بعفوية دون تفكير وعيناها لا تزال معلقة بالسماء
_ تعرف إن تقريبا بتولد كل يوم 276 مليون نجم
_ شكرا على المعلومة .. بس أنا معنديش مزاج دلوقتي للحكاوي اللي ملهاش لزمة دي
رمقته بأسى وهبت واقفة تقول باعتذار
_ أنا آسفة ياعلاء
أدرك في نفس اللحظة ما قاله فاسرع ومسك برسغها هاتفا بهدوء
_ اقعدي .. أنا مقصدش
_ عادي .. أنا هطلع الأوضة فوق وهنام
_ اقعدي قولت ياميار !!
قالها بلهجة شبه آمره فتنهدت بعدم حيلة وجلست من جديد لتجده يسألها بطبيعية بعد وقت قصير
_ حصل إمتى موضوع الصور ده
حملقت به