روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
عقله رغبتها في الطلاق ! لم يقل لها حين قالت له بأنها تخشي خسراته كما خسړت عائلتها أنه هو الذي يخشي من هذا وليس هي فكلما يعتاد على أحد يخسره ولا يخسر سوى الاشخاص الذين يحبهم ! لم ينسى زوجته حين كانت في بداية خطبتهم تقول له أنه لا يحبها من فرط تحفظه وخجله وتوتره الذي يمنعه عن أي شيء ويضع الفواصل بينهم والتي كادت أن تنهي علاقتهم كما يحدث الآن معه
وصل علاء إلى المنزل بعد يوم طويل وشاق من العمل ثم قاد خطواته نحو غرفته وفتح الباب ليتسمر بأرضه وكأن صاعقة برق اصابته حين رآها فاقدة الوعي على الأرض وبيدها زجاجة اقراص دواء فهرول ناحيتها وجثى أمامها يمسك برأسها ويهزها هاتفا بهلع
امسك بزجاجة الأقراص فوجدها فارغة تماما هل ابتلعت كل هذه الاقراص المچنونة !! الټفت برأسه ناحية الباب وصاح بأعلى صوت
_ بابا
جاء طاهر مسرعا على أثر صياحه وحين رآه يمسك بها وهي بين ذراعيه في الأرض وينظر لها بزعر فهتف أبيه پغضب وهو يجثى بجواره
_ عملتلها إيه ياعلاء !! .. ميار ردي عليا يابنتي
_ معملتلهاش حاجة والله أنا لسا جاي من برا دخلت لقيتها كدا شربت البرشام كله المچنونة
فغر طاهر عيناه بذهول ووثب فورا واقفا بعدما رأى الزجاجة وقال پخوف شديد
_ طيب قوم لبسها أي حاجة بسرعة وأنا هستناك في العربية برا خلينا نروح بيها على المستشفى نلحقها
ثم انصرف مغادرا شبه راكضا ليصطدم بزوجته التي كانت في طريقها إليهم بعدما سمعت صياح ابنها .. ولم تتمكن من ايقاف زوجها وسؤاله فأكملت طريقها نحو غرفة ابنها .
_ في إيه ياعلاء !
رأته يحملها على ذراعيه ويهتف على عجالة وهو يغادر بها مسرعا
_ حاولت ټنتحر وشربت علبة البرشام كلها
نسائم الهواء تحمل معها بعض البرودة وهو يمسك بكوب قهوة دافيء يرتشف منه بتأني شديد وعيناه معلقة على السماء يتأملها بشرود .. بات يشعر وكأن المنزل ينقصه وجودها أصبح هاديء وفارغ منذ ذهابها وفي كل يوم
يشعر بنمو نقطة الشوق الصغيرة الذي في قلبه وبالرغم من كل هذا يرفض الاستسلام للحقيقة التي تخطت حاجز الندم وأصبحت اشتياق وفراغ يلاحقه في أيامه المملة بدونها !! .
هب واقفا وتحرك باتجاه غرفتها المغلقة منذ ذهابها فتح الباب بهدوء ودخل ثم اضاء المصباح والقى نظرة دائرية على الغرفة يتفحصها بإمعان كأنه يراها للوهلة الأولى أصدر تنهيدة حارة بأسى ثم اقترب من الفراش وجلس عليه مهموما ليقع نظره على الصورة الموضوعة في برواز للصور على المنضدة فالتقطها وأخذ يحدق بها بحزن كانت صورة لها تجمعها معه من زواج زين يتذكر جيدا ذلك اليوم حين اصرت عليه أن يأخذوا صورة لهم ورغم رفضة وخنقه في البداية منها إلا أنه ذعن لرغبتها في النهاية مجبرا لكي يتخلص من الحاحها المستفز بالنسبة له حينها !! والآن هي لم تترك شيء سوى هذه الصورة أخذت كل شيء يخصها عندما غادرت وتركتها لأنه يشاركها إياها هل حقا توقفت عن حبه أم تمثل أمامه الكره .. تارة يشعر بأنها تكذب وتارة العكس ولكن الشيء الوحيد المتيقن منه هو أنه بات لا يطيق ألم تعذيب ضميره وندمه واشتياقه لها الذي يزيد يوما بيوم ! .
فأخرج هاتفه دون تردد هذه المرة واجرى اتصال بها ظل ينتظر ردها حتى اتاه الرد منها مرتعد وشبه باكي
_ الو مين
لم يعقب على عدم معرفتها لرقمه وهتف بقلق
_ أنا حسن يايسر .. صوتك ماله !
انهمرت دموعها وقالت بصوت مبحوح
_ أنا في المستشفى ياحسن ميار حاولت ټنتحر وبابا تعب كمان دلوقتي
استقام واقفا بفزع وهتف
_ إنتوا في مستشفى إيه !
كان زين يجلس بالخارج على الأريكة ويباشر بعض أعماله على حاسوبه النقال الموضوع فوق الطاولة الصغيرة فرآها تخرج من المنزل وتتحرك ناحيته وهي تحمل على يدها صحن به طعام لا يعرف نوعه ولكن لم يكن هذا المهم بل ملابسها هي الأهم وكأنها نفذت ما قاله بالحرف حول ارتدائها ما تحب طالما لا يوجد غيره كانت ترتدي منامة قطنية لطيفة تصل إلى ركبتيها وبحمالات عريضة