روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
قليلا مع فتحة صدر واسعة بعض الشيء ولكن لا تظهر نهديها ظل نظره معلق عليها بانبهار وعيناه تتفحصها بتدقيق لآخر قدمها وأخيرا وصلت له وجلست بجواره ثم غرست الشوكة في قطعة الكعك المتوسطة الموجودة في الصحن الذي بيدها ومدتها لفمه هاتفة برقة
_ دوقها أنا عملاها
قرب من الشوكة واكلها وهو لا يرفع نظره عنها ليسمعها تهمس بحماس
اماء برأسه وغمغم مبتسما بعاطفة
_ أكيد حلوة تسلم إيدك
ثم أكمل بنظرة ثاقبة وابتسامته لا تزال تزين ثغره
_ اقفي كدا !
طالعته باستغراب لبرهة ثم هبت واقفة كما طلب فرأت عيناه تنظر لها بنظرات لأول مرة تراها ثم وجدته يرفع سبابته ويلفه بحرطة دائرية قائلا
_ لفي
بحيرة
_ ليه !!
_ اسمعي الكلام بس يلا
_ بسم الله ماشاء الله .. تعرفي إنك جميلة أوي وكل يوم بتبهريني بجمالك أكتر
اطرقت رأسها أرضا وهي تبتسم بخجل وتفرك في يديها من الارتباك لتتسع ابتسامته ويشير لها بيده أن تنضم له هاتفا بضحكة بسيطة
فعلت دون تردد وجلست بجواره وبعد تفكير عميق واستحياء دام لدقائق همست وهي بين ذراعيه
_ زينو
نظر لها بدهشة بسيطة من الاسم الذي نطقته للتو وضحك ببساطة متمتما
_ زينو !! .. أول مرة تقوليلي الاسم ده بس ما علينا نعم ياملاذ
استجمعت كل الثقة والشجاعة الكامنة في نفسها لتنظر له بثبات وتهتف بخفوت يحمل بداخله كل اشكال العشق والرقة
لجمه الذهول للحظات طويلة بعض الشيء وهو يحدج بها بعدم استيعاب لما سمعته اذنيه للتو ثم بدأت تعود الابتسامة لشفتيه تدريجيا وهو يجيبها بأعين تلمع بوميض السعادة
_ قوليها كمان مرة !
انطلقت على ابتسامة خجلة وهمست بدلال غير مقصود
_ بحبك
_ وأنا والله بعشقك ياقلب وروح زينو !
ابتعد عنها واطال النظر في ملامحها بأعين عاشقة ودافئة
وفي ظرف لحظة فرت من أمامه كالسهم وما إن خلت بنفسها داخل المنزل بعيدا عن أنظاره اخذت تضحك بعدم تصديق أنها قالتها وأنه أخيرا اعترف لها أنه يحبها كانت تشعر بنفسها تحلق في السماء من شدة سعادتها .. أما هو فكان حاله لا يختلف عنها كثيرا أخيرا ذاب الثلج بينهم وافصحت عن عشقها له ..
_ يسر طمنيني عمي كويس
اماءت له بوجه عابس وأعين دامعة
_ كويس الحمدلله ماما قاعدة معاه جوا وميار عملوا ليها غسيل معدة ولسا مفاقتش
_ هي عملت إيه في نفسها المچنونة دي !
_ علاء وبابا لقوها شربت علبة البرشام كلها والدكتور قال لو كنتوا اتأخرتوا شوية كمان مكنوش هيقدروا يلحقوها وعلاء طلع دلوقتي تقريبا راح يجيب حاجة وجاي تاني
اجفلت عيناها عنه وبدأت تذرف الدموع في صمت وخرج صوتها يغلب عليه البكاء
_ خۏفت أوي على بابا لما تعب
لم يمهل نفسه اللحظات لكي يفكر كما اعتاد بل
_ الحمدلله إنه بقى كويس متزعليش نفسك كفاية
أغمضت عيناها اشتاقت له ا بشدة بل بالأحرى هي اشتاقت لكل شيء فيه بدرجة لا يتخيلها وتعاني الألم وهي تتصنع أمامه القوة والقسۏة والآن هي لا تريد الابتعاد عنه ولكن عقلها رفض استسلام قلبها الذي لا يجلب لها سوى المتاعب وذكرها بكل شيء فعله معها بداية من ليلتهم الأولى معا حتى إجباره لها على اجهاض طفلهم فابتعدت عنه فورا وقالت بجفاء وحزم
_ أنا هدخل لبابا جوا ومتقربش مني تاني متنساش إنك طلقتني !
فتحت الباب ودخلت لتتركه يقف يحدق على أثرها بشرود وأعين بائسة ولكن سرعان ما ارتفعت الابتسامة لشفتيه تدريجيا حين تذكر كلمتها طلقتني ! .
داخل خلفها بعد أن طرق الباب عدة طرقات خفيفة وسمع صوت عمه وهو يسمح للطارق بالدخول اقترب من عمه وهتف باهتمام
_ عامل إيه ياعمي
طاهر بنبرة عادية تماما
_ الحمدلله يابني بقيت كويس .. أنت عرفت منين
خطڤ نظرة سريعة على يسر ثم هتف بثبات مخترعا كڈبة صغيرة حتى لا يضع نفسه في موقف قد لا يحبه عمه
_ كلمت علاء وقالي على اللي حصل
هز طاهر رأسه بالتفهم ثم نظر لابنته وهتف بقلق حقيقي
_ ميار عاملة إيه يايسر
_ لسا مفاقتش يابابا أنا كنت عندها دلوقتي
كان حسن يعلق نظره عليها بسكون وأمها كانت منشغلة بالتحدث مع طاهر الذي يصر على الذهاب لابنة اخيه والاطمئنان عليها بنفسه ! ......
عاد علاء للمستشفى واتجه نحو غرفة ميار فورا عندما اخبره الطبيب بأنها استعادت وعيها فتح الباب ودخل ثم اغلقه خلفه وتحرك نحوها ليجذب المقعد ويجلس أمام الفراش هاتفا بصوت هاديء
_ ميار
فتحت عيناها ورمقته بأعين منطفئة وكئيبة ليكمل هو بنبرة مهتمة حقا
_ بقيتي كويسة دلوقتي
اماءت