روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
وابتسمت له بخجل وبلاهة ثم ردت وهي تضحك بخفة
_ كل بقولك إيه ما تبحبحها شوية وخليها اسبوعين
غضن حاجبيه پصدمة ورد في سخرية
_ ابحبحها !!!
مهرة بكل تلقائية ونبرة عادية
_ أيوة يعني ليه الاستعجال .. ده حتى العجلة من الشيطان
لم يجيب وكانت نظراته القاټلة لها والمشټعلة كافية حيث جعلتها تبتسم بتوتر بسيط وتقول بضحكة مرحة تحمل بعض الاستنكار
لم يتمكن من منع ضحكته الرجولية من الانطلاق حيث حلجلت بأرحاء الغرفة بأكملها ليتابع وهو يغمز
_ وليه نستنى لبكرا .. حالا اخدك عند المأذون وتبقي حرم آدم الشافعي
ضحكت كنوع من السخرية وهي تجيب في تأييد متصنع
وفورا تشنجت عضلات وجهها وتحولت من المرح للحدة وصاحت به وهي ترفع سبابتها بوجهها وتقول في شجاعة مزيفة
_ ليه شايفني بايرة .. ولا هو سلق بيض وخلاص .. لا يا آدم بيه مش عشان أنا بحبك هتستغل النقطة دي وتفتكر نفسك هتعرف تمسكني من طرطفوة قلبي .. لا أنا بحبك أه بس كلمتي متنزلش الأرض أبدا والفرح هيتعمل بعد أسبوعين
_بعد إيه !!!
تنحنحت پخوف وردت وهي تبتسم ببلاهة
_ أسبوع
لم يبتسم ولم تلين حدة نظراته فراحت تدور بعيناها في توتر وقالت بخفوت
_ بكرا !
قمسات وجهه كما هي وتعبيرات وجهه ثابتة لا تتغير مما زاد من خۏفها فراحت تهتف بعفوية
كان يحاول كبح ابتسامته بصعوبة وعند عبارتها الأخيرة فشل فضحك مغلوبا وهتف بقرف
_ بعدين إيه طرطوفة قلبك ده .. هو أي كلام وخلاص !
رفعت سبابتها مجددا تقول بجدية وضيق امتزج بثقتها المفرطة
_ لا لو سمحت أنا ممكن اقبل بأي حاجة إلا إن حد يقلل ويستهزأ من روحي الفكاهية
أجابها في سخرية مزيفة فاقتربت بوجهها منه وقالت وهي ترفع حاجبها بثقة تامة
_ تقدر تنكر إن بضحكك
كان سيستمر في العناد معها لكن اقترابها منه ونظرتها عن قرب .. جعلته بهيم بها عشقا واذابته كقطعة السكر داخل كوب من عصير الفراولة .
تمتم بنظرة ذات معنى ونبرة اهتز لها بدنها
تبددت شجاعتها بلمح البصر وحتى ثقتها في الاقتراب منه بكل جراءة اڼهارت .. لتعتدل في وقفتها وتتنحنح باستحياء وهي ترفع أناملها لخصلات شعرها المتمردة فوق عينيها وتعود بها لخلف أذنها في رقة وهي تبتسم بارتباك وخجل ثم قالت بسرعة محاولة الفرار من ذلك الوضع المحرج
_ طيب مش يلا بينا ولا إيه .. كدا هنتأخر وتيتا ممكن تقلق عليا
مالت شفتيه لليسار بابتسامة جذابة وهو يوميء لها بالموافقة ويهمس في خفوت جميل
_ يلا
اندفعت لخارج الغرفة بسرعة قلبه لكي تهرب من نظراته بينما آدم فلحق بها وهو يبتسم بغرام جارف .......
بتمام الساعة العاشرة مساءا ......
أخرج عدنان المفتاح من جيبه ووضعه بالقفل ثم اداره لينفتخ الباب ويدخل القى نظر تفحصية حوله من الأجواء الهادئة الذي يغلفها الصمت القاټل والأضواء
مغلقة رغم أن الوقت لم يتأخر كثيرا بعد ! .
لا أثر للخادمة سماح ولا صوت ينبعث من المطبخ مما أكد له أنها نامت بوقت مبكر الليلة فتنهد الصعداء بقوة وراحت الذكريات المؤلمة تسير أمام عيناه كأن الزمن يعيد نفسه من جديد
كيف أصبح المنزل تسكنه الكآبة والتفكك كصحراء قاحلة لا أثر لوجود الحياة بها ! .. لا يدري من المتسبب في ذلك الخړاب بنفوسهم هل أمه وبأفعالها الشنيعة .. أم هو بأخطائه التي لا تغتفر حين صمم على الزواج من فريدة رغم رفض الجميع للفكرة وعندما أصر أيضا على الزواج من جلنار فقط كيدا بأمه .. لينتهي به المطاف في النهاية هو الخاسر الوحيد .. وهو على مشارف خسارة طفلته وكذلك المرأة التي لو قضى بقية عمره كله يبحث عن شبيه لها لن يجد .
ربما لم تكن أسمهان هي وحدها الجانب السيء بالحكاية .. هو أيضا كان يملك جانبا وربما أسوء منها !!!
مسح على وجهه وهو يتأفف بحرارة ثم تحرك بخطوات طبيعية للطابق العلوي حيث توجد غرفة أمه .. فتح باب غرفتها ببطء شديد ودخل فوجدها نائمة في فراشها بسكون .. الټفت برأسه للخلف واغلق الباب بكل حذر ثم اقترب منها ليجلس على حافة الفراش بجوارها ويتمعن في معالم وجهها الضعيفة الذي ذهب رونقها وقوتها .. لم يكن السن يظهر عليها أبدا كأنها كانت تستمد قوتها وبأسها من وجودهم معها لكن حين تركوها فقدت كل هذه القوة وعادت لطبيعتها ! .
مهما فعلت ستظل أمه ومهما وصل مقدار غضبه منها لن يستطيع
التحكم في قلبه الذي يشتاق لها