روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
يمسكه .. وفور لمسته لها انتفضت واقفة بفزع والتفتت سريعا خلفها تطالعه بدهشة هاتفة
_ ازاي تدخل من غير أذن .. ده باب حمام مش باب أوضة يا أستاذ
صر على أسنانه بغيظ منها وهتف محاولا تمالك أعصابه
_ بلاش طولة لسان ولماضة .. باب الأوضة والحمام الاتنين بنسبالي واحد طالما اللي موجودة جوا مراتي
_ إنت وقح على فكرة !
عدنان ببرود مستفز
_ دي حاجة مش جديدة وأنا وإنتي عارفينها الحمدلله .. لفي اخلصي على افتحلك السوستة اللي عاملة الصداع ده كله
كادت أن تعترض وتعانده لكنها وجدت يده القوية تلفها عنوة ليصبح ظهرها مقابل وجهها ويده امتدت مرة أخرى للسحاب يفتحه ببطء متعمد منه أثار چنونها فالتفتت برأسها له وصاحت به مغتاظة
ابتسم بلؤم وتصنع البراءة متمتما ببرود
_السوستة معلقة !
تأففت بقوة تستغفر ربها فانتهت جميع حلولها معه ولم يعد بإمكانها الدخول في جدال آخر معه .. بقت واقفة تنتظره إن ينتهي من فتح السحاب لكن يده توقفت في المنتصف وهو يهمس بالقرب منه أذنه
_ هي الغيرة بقت نرجسية !
التفتت برأسها له وأصبحت بمواجهة وجهه مباشرة وسألته بترقب
تنهد الصعداء مطولا وشعر بأن فتيل النيران تشتعل من جديد داخل عند تذكره لما حدث بالحفل لكنه تجاهل ذلك الشعور ورد عليها بثبات تام ونظرة ثابتة على عيناها البندقية
_ غرت زي أي راجل بيحب مراته وبيغير عليها لما لقيت كل العيون بتبصلك
لاحت شبح ابتسامة خفية على شفتيها وطالعته بطرف عيناها في غرام ثم عادت برأسها لوضعها الطبيعي وهدرت بنعومة مبتسمة
ابتسمت ابتسامة جانبية على شفتيها كلها خبث بعد جملته وعاد يكمل فتح السحاب وبعد انتهائه ارتفعت يديه ينوي تمريره من فوق كتفيها لينزعه لكنها ابتعدت فورا وهتفت بدهشة وخجل بسيط
_ بتعمل إيه
عدنان ببراءة مزيفة ونظرة تعكس تلك النبرة البريئة
_ بساعدك يارمانتي !
جلنار مستنكرة رده وهي تبتسم مغلوبة
رد بعبث وأسلوب مختلف وجديد عليه
_ الاهتمام مش بيطلب مش كدا ولا إيه !
لما تتمكن من حجب ضحكتها التي انطلقت عاليا رغما عنها ثم قبضت على ذراعها ودفعته للخارج بلطف وهو تضحك هاتفة
_ مش بيطلب فعلا .. بس مش في ده ياوقح
علت صوت قهقهته الرجولية بأرجاء الغرفة وقبل أن تغلق الباب على نفسها هتف وهو يغمز لها بمكر
ردت برفض وهي مبتسمة
_ امشي ياعدنان الله ! .. أنا مطولة أساسا هاخد شاور
أنهت عباراتها وأغلقت الباب لتتركه يضحك بصمت لكن قطع اللحظة صوت طرق الباب .. ظنها أنه ابنته كالعادة فتحرك باتجاه الباب وفتحه لكنه قابل أمامه بدرية التي هتفت بعبوس
_ عدنان بيه .. هنا رافضة تاكل وتتعشى نهائي وبتعيط بس ونشأت بيه بيحاول معاها مفيش فايدة مش عايزة تبطل عياط وهو طلب مني آجي اندهك
غضن حاجبيه باستغراب وقلق وفورا غادر غرفة جلنار وسار مسرعا نحو صغيرته .........
لا تستطيع إخفاء شعورها بالسعادة والثقة بعد فعلته تلك .. كأنه يخبر الجميع بأنها حبيبته وزوجته المستقبلية .. فخره وسعادته بها جعلتها تحلق بالسماء فسارت معه للداخل وهي تبتسم بثقة وقوة لكن حين سقطت عيناها على بعض الفتيات ورأتهم يحدقون به بإعجاب ويرمقونها بقرف وغيظ .. فاشتعلت غيرة وحاولت عدم إظهارها لكن اكتفت بأنها التصقت به أكثر وعلقت ذراعها بذراعه في تحكم وتملك أكثر .. تثبت لجميع هؤلاء الفتيات أنه لها ! .
هبط آدم بنظره لها حين وجدها تضغط على ذراعه بقوة وتمتم مبتسما
_ في إيه يامهرة مسكاني كدا ليه هو أنا ههرب منك !
مهرة بشراسة وعيظ
_ ومين قالك اني هسمحلك تتحرك خطوة واحدة من جمبي أساسا
قهقه بخفة وأردف
_ في إيه يابنتي مالك .. ما إنتي كنتي زي الفل قبل ما ندخل
لم تجيبه وعادت تتجول بنظرها بين الحشود فوقع نظرها على أسمهان لتقول بسرعة
_ مامتك قاعدة هناك اهي تعالى يلا نروحلها وأنا هروح اسلم عليها كمان
كان يتطلع لها بعدم فهم ولم يتحرك معها بإرادته بل هي التي جذبته عنوة نحو أسمهان .
لمحتهم أسمهان على مسافة قريبة يتقدمون إليها فقابلتهم بابتسامة عريضة وسعيدة وفور وصولهم اقتربت منها مهرة وعانقتها بود هاتفة
_ عاملة إيه يا أسمهان هانم
أسمهان بعذوبة
_ الحمدلله
كويسة يامهرة .. اقعدي ياحبيبتي
جلست على المقعد المجاور لها وجلس بجانبها آدم الذي كانت نظراته عالقة على زينة وهشام وهو يبتسم بسعادة .. البسمة تحتل ثغر ووجه زينة كله
وسعادتها تظهر بعيناها قبل وجهها .. ولا يمكنه إنكار أن ذلك اشعره بالراحة والسعادة فلطالما كان شعور الذنب يطارده ويلوم نفسه أن تركها وكان السبب في حزنها .. لكن ذلك كان القرار الصحيح لكيلهما .. لو كان استمر معها لإسعادها كانت النتائج ستكون سيئة عليهم هم الأثنين ولن يتمكنوا من العيش بسعادة أبدا .. لكن الآن هو متيقن أن هشام