روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
يبدو عليها أنها تحترق من قوة اشتعال نيران ڠضبها ! .
لحق بهم واستقل بنقعده المخصص للقيادة بجوار جلنار التي لم تنزل بنظرها عنه للحظة واحدة تستمر في التحديق به بغيظ وڠضب بينما هو فكانت كلمات ذلك الوغد ونظراته لها ملتصقة بعقله ولا تتركه .. وكلما تهدأ ثورته قليلا تعود وتشتعل من جديد فور تذكره لكلماته القڈرة وهو يصف مدى إعجابه بجسدها وثيابها الحمراء ! .
توقف سيارته أخيرا أمام منزل نشأت الرازي ونزلت أولا جلنار التي تبعتها الصغيرة هنا وركضت للداخل بينما هو فلحق بهم .. قادت جلنار خطواتها لغرفتها بالطابق العلوي وهنا أسرعت لمكتب جدها حيث يوجد كما أخبرتها الخادمة بدرية ! .
_ إنت في إيه مالك وإيه اللي حصل .. شاددني من إيدي ومرجعني البيت ڠصب وبتزعق فيا وأنا مش فاهمة إيه السبب أصلا
لم يبالي بصياحها وكلماتها فقط كانت نظراته ثابتة على جسدها وذلك الفستان الذي ترتديه ويظهر منحياتها المٹيرة ليجعلها امرأة صاړخة الجمال .. أين كان عقله ونظره حين سمح لها بالخروج من المنزل به أساسا ! .. هل كان اعمى البصيرة أم معتوها !! .
اقترب منها بخطوات متريثة ونظراته تتفحصها بشكل مريب جعلتها للحظة تخشاه وحين وقف أمامها مباشرة همس بصوت مخيف وهو ينقل نظره بين وجهه وبين الفستان
غضنت حاجبيها باستغراب من أسلوبه الجديد والمختلف وتلك القوانين الغريبة التي يمليها عليها .. التزمت الصمت ولم تجيبه حتى سمعته يكمل بلهجة كل ملكية وخصوصية
_ اللون الأحمر اتخلق عشانك والزهرة الحمراء ملك لعقابها وعشان كدا ممنوع تطلعي بلبس أحمر تاني ياجلنار
_ ممنوع !!!
ابتسمت بعدم فهم ثم عقدت ذراعيها أمام صدره وهتفت بهدوء تام
_ طيب ممكن بقى افهم إيه اللي حصل !
انتصب في وقفته أكثر وتمتم بصوت غليظ ونظرة حادة
_ مش لازم تفهمي .. نفذي اللي بقول عليه بسكات ومن غير نقاش وكلام
تنفست الصعداء بعدم حيلة وخنق منه ثم اتجهت للخزانة تخرج ثوب قطني منزلي من اللون الأبيض وتتجه نحو الحمام لكي تبدل ملابسها .. بينما هو فكانت عيناه تتحرك معها بتدقيق شديد وغيظ من ذلك الفستان الذي ترتديه .. وفور اختفائها عن
_ أووووووف إيه القرف ده .. هو أنا نقصاكي كمان !
غضن حاجبيه بريبة واستقام واقفا يتقدم نحو الحمام ليقف ويطرق على الباب بلطف هاتفا في اهتمام
_ جلنار إنتي كويسة
صاحت بخنق من الداخل
_ كويسة ياعدنان .. إنت ليه قاعد لغاية دلوقتي .. امشي !!!
لم يعقب على كلماتها الفظة ورغبتها أن يرحل .. وتفهم وضعها أنها ربما تكون غاضبة بسبب ما فعله أو لسبب ما مجهول يحدث معها بالداخل .. ظل ساكنا تماما يقف أمام الباب ويستمع لتأففها بالداخل وهمهماتها الغير مفهومة فانتابه الفضول بشدة ودون أن يشعر بيده وجدها امتدت لمقبض الباب وإدارته ببطء ثم فتح الباب برفق شديد حتى لا تنتبه له والقى نظرة فاحصة عليها فوجدها تلوى ذراعيها خلف ظهرها تحاول الوصول لسحاب الفستان لكن يديها لا تصل إليه .. بقى مكانه يتابعها وهي تحارب مع ذلك السحاب وابتسامته الساحرة بدأت تشق طريقها لثغره .. وسط محاولاتها الفاشلة كانت تهتف بقرف وهي تقلده
_ ممنوع تطلعي بالفستان ده واللون الأحمر !! .. وجاي على نفسك كدا ليه تحب اطلعلك بشوال كمان احلى عشان البيه يرتاح .. انتي تنفذي اللي بقول عليه وخلاص
من غير نقاش .. لا اخرسني خالص احسن كمان .. كأنه هيرجاله حاجة لو قالي إيه اللي حصل .. نرجسي .. هتشل ياربي هتشل ربنا يصبرني
ثم راحت تصيح على الفستان والصحابة كأنه إنسان تحدثه
_ ما تتفتح إنت كمان فستان مقرف كانت ليلة طين يوم ما لبستك !
فتح الباب جيدا ودخل ثم تقدم منها بتريث ليقف خلفها مباشرة ويرفع أنامله يده لسحاب الفستان