روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
تحوله الجذري .. ارتشفت كوب الماء كله دفعة واحدة وانزلته ثم قالت بحدة
_ إنت عايز إيه بظبط !!
فهم ما تلمح إليه ومقصدها ليبتسم بساحرية ثم يهز كتفيه بعبث متمتما في لؤم وانامله وجدت طريقها لوجنتها
_ ولا حاجة .. مراتي تعبانة وبهتم بيها .. فين الغلط في كدا !!!
رمقته شزرا وهتفت بشراسة مٹيرة
لم يعاندها وامتثل لطلبها وهو يبتسم بمداعبة بينما فهي فعادت تكمل طعامها لكن قبل أن تدخله لفمها مرة أخرى شعرت بمعدتها تتقلص تحثها على التقيء رافضة الطعام الذي دخل إليها .. فكتمت على فمها بيدها ووثبت من الفراش واقفة تهرول تجاه الحمام لتقف أمام المرحاض تفرغ به جميع محتويات معدتها بما فيها ما تناولته للتو .
بعد لحظات طويلة توقفت أخيرا ففتحت صنبور المياه بيد مرتعشة لتغسل وجهها وانفاسها متسارعة وقد عاد الدوار يداهمها
مجددا وقدماها لا تقوي على حملها مرة أخرى .. فوجدت نفسها بتلقائيا تلقى بحمل جسدها كله عليه واضعة رأسها فوق صدره ويديها المرتجفة تتشبث بهم بملابسه خشية من أن تسقط .. بينما هو فانحنى وحملها بين ذراعيه يسير بها للخارج عائدا للفراش وبشفتيه يطبع عدة قبلات متفرقة فوق شعرها وجبهتها .
فوجدها متكورة في الفراش كالجنين وترتجف پعنف واسنانها تحتك ببعض من شدة ارتجافها .. ليسمع صوتها الذي يكاد يسمع بصعوبة
_ ب..ردان..ة ياعدنان .. دفيني
فتح الخزانة وأخرج غطاءا آخر وفرده فوقها ثم انضم لها في الفراش أسفل الغطاء يحاوطها بذراعيه ويجذبها لحضنه ويده يحركها نزولا وصعودا فوق ذراعها كنوع من بث الدفء في جسدها وبشفتيه يلثم شعرها فلتفحها أنفاسها الدافئة لتشعرها بالقليل من الدفء .
_ قولتلك دفيني مش احضڼي
سمعت بضحكته الخاڤتة يجيبها في مشاكسة
_ ماهي دفيني دي بنسبالي احضڼي ياعدنان
لم تعقب عليه فرجفة جسدها كانت أقوى وأشد من أن تنشغل به .. استمر هو فيما يفعله حوالي خمس دقائق حتى هدأ ارتجاف جسدها ومعه هدأت أنفاسها لتسكن بين ذراعيها تتنفس براحة وانتظام .. لكن رأسها كانت تماما فوق يساره فأحست بدقات قلبه القوية .. صوت نبضه العڼيف يضرب بأذنها ورأسها في قوة مما جعلها تسأله بخفوت دون أن تحرك رأسها أنش واحد من مكانها
عدنان بهمس جميل لاثما شعرها بعمق
_ تفتكري ليه !!
هزت كتفيها بجهل دون أن ترفع رأسها وتنظر له فحصلت على الرد منه بالصمت للحظات حتى سمعت صوته ينسدل كالحرير ناعما محملا بعواطف جديدة
_ قربك منه بيخليه مش على بعضه
صدمها الرد وتجمدت بين يديه واحست بالبرودة تعود لجسدها مرة أخرى لكن ذلك لم يمنع الابتسامة من الخروج لثغرها تاركة نفسها تستمتع بسماع دقاته الناتجة عن قربها منه كما أوضح للتو .. وماهي إلا دقائق قصيرة وكانت تغط بنوم عميق وسط لمساته الرقيقة فوق شعرها .. وبعدها بدقائق هو أيضا أغمض عيناه مستسلما للنوم .
_ ميرسى يارائد بجد انبسطت جدا النهارده
رائد في ابتسامة عريضة وبحنو هتف
_ تعيشي واسعدك دايما ياقلب رائد
مدت يدها في حقيبتها وأخرجت شالا قصيرا من الصوف صنعته يدويا ومدته له في خجل ورقة جميلة
_ كويس إني منستش .. كنت هنسى ادهولك
التقطه من يدها يتطلع له بإعجاب كان من اللون الړصاصي وسميكا لكي يبث الدفء في الجسد .. نظر لها وقال مبتسما بدهشة
_ إنتي عملاه !!!
أماءت برأسها في إيجاب وهتفت بتشوق لمعرفة رأيه
_ أيوة إيه رأيك
رفعه ولفه حول رقبته في وجه مبتسم يجيب عليها في نظرات كانت لها أثر عميق على نفسها
_ جميل أوي تسلم إيدك ياحبيبتي .. شكرا على الهدية الجميلة دي
زينة بسعادة عفوية تميل للطفولية قليلا
_ بجد عجبك يارائد !
_ طبعا عجبني هو ده سؤال برضوا .. كفاية إن إنتي اللي عملاه بإيدك الحلوة دي
زينة بفرحة وخجل
_ الحمدلله كنت خاېفة ميعجبكش
ثم تابعت كلامها بعد لحظات طويلة نسبيا من الصمت بينهم تودعه بعجلة وإشراقة وجهها البريء
_ يلا أنا هطلع بقى عشان اتأخرت وماما قلقت عليا أكيد
قبل أن تفتح الباب وتنزل وجدته يمسك بكف يدها ويرفعه لفمه يلثم باطنه بعمق ويتطلع لها في أعين أثرت قلبها .. ثم يخرج همسة عاطفية
________________________________________
بعينان لا تحيد عنها
_ بحبك
اڼصدمت واضطربت بشدة لكنها تصلبت بمكانها لدقيقة كاملة تحدقه بعدم استيعاب .. ولا تصدق ما سمعته أذنها .. هل حقا