روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
المنهك واعتدلت لتجلس بمساعدته لها .. وانزلت قدماها من الفراش لتضعهم على الأرض ثم تقف وهو يحاوطها بذراعيه .. ضړب رأسها دوار عڼيف فور وقوفها ولولا يديه لكانت سقطت .. فقالت تهز رأسها بالرفض وملامح وجهه طفولية على وشك البكاء
_ لا لا لا مش قادرة أقف
احكم قبضتيه حول خصرها يسندها ويهتف في حنو
تطلعت إليه بأعين واهنة وقالت بصوت مدهوش
_ هتساعدني إزاي .. لا خلاص اطلع برا وأنا هعرف اغير وحدي
مد يده يبعد خصلاتها عن عيناها ويهدر شبه ضاحكا
_ مش وقت عند خالص يارمانتي .. مټخافيش هغمض عيني
_ كذاب !
تنهد بيأس ثم اغمض عيناه وفوق شفتيه ابتسامة جذابة ليجيبها
جلنار بخفوت لعدم قدرتها على الكلام
_ عارف لو طلعت بتكذب عليا وشايف .. مش هكلمك بجد المرة دي ومش هسامحك
تمتم بصوت منخفض وهو يضحك بعبث ووقاحة
_ على أساس هشوف حاجة جديدة يعني !
لكزته بضعف في كتفه بعدما سمعته وقالت بغيظ
_ قولت إيه ياوقح !
_ ولا حاجة اخلصي احسن افتح عيني بجد .. قولتلك مش شايف
يديه التي تحاوطها الآن لسقطت فوق الفراش من جديد .. بدلت ملابسها سريعا بمساعدته البسيطة لأنها لم تسمح له بالتعدي الزائد .
فتح عيناه بعدما انتهت وحملها ثم وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء .. دفعته بعيدا عنها فورا قبل أن تفتح فمها وتغطيه بكفيها تعطس عدة مرات متتالية .. ثم خرجت همسة ضعيفة منها بعدما توقفت عن العطس
ابتسم وانحنى يطبع قبلة دافئة فوق جبهتها مجيبا
_ يرحمكم الله
سمعت صوت رنين الباب فاعتدلت هي في نومها وجلست نصف جلسة تستند بظهرها على ظهر الفراش بينما هو فخرج حتى يفتح للطبيب .
اختفى من الغرفة فور رحيل الطبيب .. تركها وغادر ولا تعرف ماذا يفعل لكن هناك اصواتا خاڤتة تلتقطها أذنيها .. وترجح أن الأصوات منبعثة من المطبخ .
وصلت أخيرا للمطبخ فاتسعت عيناها بدهشة وتجمدت بأرضها تحدق به في ريبة يقف ويقوم بتقطيع الخضروات في مهارة بحركات متقنة هي نفسها لا تحسن امساك السکين بهذا الاحتراف يديه سريعة في التحضير والطبخ لم تكن تظن أبدا أنه يحسن تحضير الأكل بهذا الشكل ! .
_ روحي ارتاحي في السرير وأنا دقايق وهاجي وراكي
جلنار بتعجب
_ إنت بتعمل إيه !
_ روحي ياجلنار وهتعرفي لما آجي
________________________________________
فوق يديه رمشت بعيناها عدة مرات في ذهول .. ظلت تتابعه بملامح وجه متجمدة حتى رأته يجلس ويضع الطعام في المنتصف بينهم .. استمرت في التحديق لحظة بالطعام ولحظة به حتى هتف هو متعجبا
_ في إيه كلي !
جلنار مشيرة للطعام بسبابتها في دهشة
_ إنت عملت الأكل ده عشاني !!!!
_ امال عشان مين يعني !
اعتقدت أنه يعد الطعام لنفسه لم تتوقع أبدا أنه لها فظهر شبح ابتسامة رقيقة فوق شفتيها لكنها قالت برفض
_ شكرا بس أنا مش قادرة أكل والله ومليش نفس
رأته يبتسم بطريقة مريبة ويمسح على وجهه مطلقا زفيرا حارا .. وكانت حركته القادمة أشدهم دهشة حيث وجدته يمسك بالمعلقة ويملأها بالحساء ثم يرفعها لفمها يحثها بنظراته الحازمة أن تأكل .. لكنها أمسكت منه المعلقة وانزلتها في الصحن مرة أخرى تهتف في دهشة
_ عدنان في إيه مالك إنت مش طبيعي !!
عاد يمسك بالمعلقة من جديد ويقول مبتسما ببساطة ولهجة آمرة
_ أنا هبقى مش طبيعي فعلا لو مكلتيش .. يلا كلي
لم تتمكن من أظهار رفضها مجددا بعد لهجته فانحنت تبتلع الحساء الذي بالمعلقة في نفور وعدم رغبة وقبل أن يضع المعلقة ويملأها من جديد جذبتها من يده وقالت
_ ميرسى خلاص أنا هكمل وحدي
لم يعترض وتركها على راحتها يشاهدها بتركيز وتأمل وهي تأكل مجبورة .. كل لحظة والآخرى ترفع أناملها لتبعد خصلاتها المتمردة عن عيناها وتعيدهم خلف أذنها .. وبالمرة الأخيرة سبقها هو وابعدهم بكامل اللطف والحنو فرفعت نظرها إليه تتابعه وهو يملس على شعرها ويبعده بأنامله توقفت المعلقة بالطريق قبل أن تصل لفمها من دهشتها بتصرفاته الغريبة والغير مألوفة بعد أن انتهى وسحب أنامله ابتلعت ريقها ورفعت المعلقة لفمها لكن وقف الطعام في حلقها فجعلت تسعل بقوة وحين تمكنت من أخذ أنفاسها قليلا رأت يده يمدها بكوب الماء هاتفا
_ خدي اشربي وكلي على مهلك
جذبت الكوب من يده بقوة في غيظ من تصرفاته التي لا تفهمها .. لا تزعجها بالعكس تماما لكن يستفزها كونها لا تفهم سبب