روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
رسغها ليوقفها متمتما
_ بتتجاهليني ليه !!
لم يعجبها ضعفها أمامه بالأمس عندما اعتذر منها .. هي لا تعترف بذلك الاعتذار ولم تصدقه ولن تدعه الآن يضعفها مجددا .. تمتمت ببرود
_ أنا مش بتجاهلك .. إنت اللي عايز تشوفني بتجاهلك
استقام واقفا وتقدم منها مغمغما
_ قولتلك قبل كدا إنك فاشلة أوي في الكذب وخصوصا عليا
_ يارتني كنت بعرف أكدب فعلا
استدارت وهمت بالابتعاد لكنه أمسك بكف يدها في لطف هذه المرة .. أثرت بها لمسته واستاءت من هذا فوجدت نفسها تلتفت له من جديد وتصرخ به بعصبية وهي تسحب كفها پعنف
_ قولتلك مليون مرة متلمسنيش .. بكره لمستك ياعدنان .. فاهم ولا لا بكرهها وبكرهك
_ الفصل الواحد والعشرون _
توقف بسيارته بأحد الشوارع الجانبية لتلك المنطقة الشعبية .. تفحص المارة بعيناه التي تخفيها نظارات شمسية سوداء وهو داخل سيارته .. التقط العقد ووضعه في جيب بنطاله ثم فتح الباب ونزل وأغلقه بهدوء وقف والټفت حوله بنظرات تائهة وصل لمنطقتها لكنها لا يعرف منزلها .. لاحظ نظرات الفتيات والنساء والرجال وهم يمرون من جانبه .. بعضها نظرات استغراب وفضول والآخرى غامضة ما بين همسات الفتيات وهم يعلقون نظرهم عليه بإعجاب تنهد بقوة ثم سار بخطواته في الطريق وهو ينقل نظره بين كل شيء .. فوجد طفل حوالي في التاسعة من عمره يركض خلف صديقه الآخر فاقترب منه واوقفه هاتفا بخفوت
صمت الطفل وهو يحدق بآدم في تدقيق .. ملابسه الاشبه بملابس الأثرياء ونظارته الفاخرة .. جعلته يتساءل عن سبب سؤاله عن فتاة حارتهم فقال له بقوة لا تليق بصوته
_ وإنت مين وتعرف مهرة منين !
آدم باسما ببعض التعجب من لهجة الولد وطريقته في التكلم
_ اعرفها من الشغل
_ تعالى ورايا
القى بجملته واستدار وسار باتجاه منزل مهرة بينما آدم فتأفف ببعض الحنق وسار خلف ذلك
الطفل حتى وقفا أمام بناية صغيرة متهالكة مكونة من طابقين والټفت له الولد هاتفا وهو يسير بأصبعه لأعلى
اماء له آدم بالموافقة وقبل أن يستدير الطفل وينصرف هتفت الجارة سماح من شباك شقتها بالطابق الأرضي
_ مين ده ياواد ياسيد !
نظر إلى آدم وقال باقتضاب
_ واحد عايز مهرة بيقول يعرفها من الشغل
ارتدت سماح نظارة النظر خاصتها وتفحصت آدم بتدقيق شديد فابتسمت بخبث وقالت ساخرة
ضيق آدم عيناه بعدم فهم ولكنه لم يكترث وهم بدخول البناية حتى يصعد لشقة مهرة لكنها أوقفته هاتفة بفضول شديد
_ ومن امتى بقى على كدا !
توقف والټفت لها برأسه هادرا بصوت رجولي غليظ
_ نعم !!
سماح بتوضيح أكثر وبلؤم أنوثي وهي تتفقد بعيناها كل جزء بآدم
_ من امتى يعني وإنت ماشي مع البت مهرة .. والله وطلعتي قادرة يابنت رمضان الولا باين عليه ابن بشوات أوي
رفع حاجبه بنظرة مخيفة استقرت في عيني آدم .. لكنه أصدر زفيرا حارا بنفاذ صبر ولم يعيرها اهتمام للمرة الثانية .
كانت سهيلة على بعد خطوات من منزل مهرة متجهة إلى السوق حتى تقوم بشراء بعض متطلبات منزلهم وحين وقعت عيناها على آدم كأن صاعقة برق أصابتها من الصدمة والفرحة بذات اللحظة .
كان آدم على وشك أن يدخل ويصعد لولا الصوت الأنوثي الناعم الذي سمعه وهو يصيح عليه
_ أستاذ آدم
تملكته الدهشة حين سمع اسمه فمن الذي يعرفه بهذه المنطقة !! .. توقف واستدار بجسده كاملا للخلف وتابع تلك الفتاة وهي تهرول مسرعة نحوه بتلهف كانت ترتدي عبائة سوداء وحجابها من نفس اللون .. تلفه على شعرها بعشوائية ... لحظات معدودة وتوقفت أمامه هاتفة بلهاث
_ إنت جاي لمهرة !!!
_ أيوة .. إنتي تعرفيني !
سهيلة بوجه مشرق
_ وهو حد ميعرفش الفنان آدم الشافعي .. أنا كنت في افتتاح معرض حضرتك مع مهرة في الواقع أنا اللي اخدتها معايا
ابتسم لها ابتسامة متكلفة ورد بود
_ آااه اهلا وسهلا .. طيب عن أذنك عشان مستعجل أنا هطلع لمهرة
ردت عليه زامة شفتيها بأسف
_ بس مهرة مش موجودة .. طلعت راحت الشغل
_ امممم هو إنتي اختها !
_ لا صحبتها وتقدر تعتبرني اختها برضوا عادي
هدر آدم بصلابة وهو يهم بالاستدارة والرحيل
_ اه مش مشكلة ابقى اجيلها مرة تاني
سهيلة بفضول وحماس
_ هو حضرتك كنت جاي ليه
اضطرب قليلا في باديء الأمر لكنه اسرع ورد بثبات
_ هااا .. كنت جاي اديها حاجة بس خلاص مرة تاني
همت بأن تجيب عليه لكن اوقفها صړاخ صبي وهو يركض باتجاههم ويصيح بهلع
_ يا أبلة سهيلة الحقي .. الحقي
التفتت سهيلة باتجاهه بزعر هاتفة
_ في إيه يا ولا سرعتني
توقف أمامها وانحنى للأمام مستندا بكفيه على ركبتيه يلتقط أنفاسه المتسارعة ويهتف