الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 191 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

بالفسق وأنها قد تفعل أي شيء مخل .. كل ما قالته له لم يثمر ذرة واحدة من الثقة بينهم !! .
رجعت بالمقعد للخلف وهبت واقفة لتهرول راكضة إلى غرفتها بالأعلى بينما طاهر فوقف هو الآخر والقى نظرة غاصبة على ابنه يهتف بلهجة آمرة لا تقبل النقاش 
_ طيب احترم وجودي يابشمهندس حتى ولا كبرت علينا خلاص عشان تتكلم بالطريقة دي قدامي ولعلمك أنا مكنتش باخد رأيك أصلا في موضوع الجامعة وكلامي كان واضح لما قولت قدمتلها وهتكمل يعني سواء وافقت أو رفضت
فاللي قولته هيتنفذ ياعلاء
ثم استدرات واتجه لمكتبه لتهم الأم بمحادثة أبنها وتهدئتها قليلا ولكنه هو ايضا استقام وانصرف مغادرا المنزل كله لتلتفت هي حولها الثلاثة كل منهم ذهب في جهة وبقيت هي بمفردها على المائدة ولكن هل هناك شهية للطعام بعد كل ماحدث .. بدأت في توضيب المائدة ووجهها تمكن منه العبوس ! ......
خرجت من الغرفة واتجهت إليه حيث كان جالسا على الأريكة بالصالون بمجرد ما أن رآها قال باسما 
_ تعالى
فرد ذراعه يحثها على الانضمام إليه لتطيل النظر بسكون دون أن تتحرك والخجل يستحوذها كليا فيتنهد شبه ضاحكا ويعتدل قليلا في جلسته ويجذبها من ذراعها لترتمي بين ذراعيه ويقول مشاكسا 
_ مالك مكسوفة مني أوي كدا ليه !!
انزوت نظرها عنه باستحياء وتمتمت بنبرة تحمل الاستنكار 
_ المفروض متكسفش مثلا بعد اللي قولته من شوية !!
_ أنا برأى وفري الكسوف ده للمراحل الجاية
يصدمها كلما يتحدث فهذا لا يمكن أن يكون كرم الذي تعرفه حق المعرفة أين حيائه وأخلاقه .. صدمها من قبل عندما رأت جانبه المخيف والآن يصدمها الضعفين وهي ترى بشائر انحرافه معها !! .
ابتعدت بعض الشيء عنه وقالت منذهلة بنظرات بريئة 
_ أنا اللي المفروض اسألك مالك ياكرم ! .. لتكون شارب حاجة !!
قهقه بخفة وعاد يجذبها إليه مجددا ويكمل ولكن هذه المرة بنبرة جادة بعض الشيء 
_ تعالي هحكيلك مالي
سكنت وانتظرته حتى يبدأ في الكلام فسمعته يهتف في البداية بجمل غامضة لم تفهم منها شيء ! .....
_ الأرض الزراعية لم صاحبها بيهملها بتجف وبتبقى صحراء زيها زي لما تكوني مهتمة بوردة ويجي حد ينتف منها جزء بتدبل وپتموت عشان أكون اوضح بظبط زي شخص مريض بائس وچروحه ملهاش علاج والدكاترة كلهم تنبأوا بمۏته القريب وفجأة القدر يبعتله العلاج .. عارفة إيه هو 
رأى في عيناها التساؤلات وعدم الفهم فاسترسل في حديثه بعاطفة ونظرات متأثرة وحزينة 
_ إنتي العلاج ياشفق .. واروى هي الأرض الزراعية اللي بغبائي اهملتها وهي الوردة اللي محافظتش عليها وأنا الشخص المړيض البائس وإنتي كنتي علاج لچروحي .. قدرتي تضمدي چروحي في فترة صغيرة جدا أنا يمكن مكنتش ببين لحد أوي بس صدقيني أنا مكنتش كدا أبدا قبل ما اتجوزك .. كنت بظهر القوة قدام الكل وإني ثابت وخلاص نسيت بس في الحقيقة مۏت اروى كان بېقتلني بالبطيء شوقي ليها والڼار اللي جوايا كل ما افتكر شكلها واللي حصلها كانوا مخليين حياتي

عڈاب لغاية ما ظهرتي إنتي معرفش عملتي فيا إيه وإزاي في فترة قليلة كدا قدرتي تغيري كله ده فيا وتسترجعي ذاتي اللي كنت متوقع إن خلاص مستحيل أكون كرم اللي كان قبل مايموت أبوه وأروى .. كنتي كل مرة بتلمسيني فيها بتصحى حاجة مختلفة جوايا وأنا كنت بتجاهل وبعمل نفسي عبيط لما بتأثر بيكي وبقول عادي أنا فعلا بطبيعتي شخص خجول وبحرج جدا .. مفكرتيش أنا ليه كنت بتوتر كل ما تقربي مني مع إني مكنتش كدا مع اروى والدليل إنك لو شفتي صورى معاها بعد ماكتبنا الكتاب هتلاقيني بتصرف بطبيعية جدا من غير أي خجل .. والسبب إني معاكي كنت مدرك تأثيرك عليا وإنك بتلمسي حجات جوايا خاصة جدا فكنت بتوتر منك جدا بس بعدين سبت نفسي وحاولت اتصرف معاكي على طبيعيتي بدون حواجز أو توتر واكتشفت قد إيه إنتي غالية عليا وإني بحبك جدا
رغم كل ما سرده لها وكيف كانت سعيدة وهي يتحدث هكذا عنها وكانت تطالعه بأعين تطلق شرارات العشق والحب ولكن عند آخر جملة قالها كطفلة صغيرة وساذجة عبست وقالت ساخرة 
_ آه ما أنا عارفة بتحبني زي اختك !!
اطلق ضحكة مرتفعة وأجابها مندهشا يسخر منها حقا 
_ بلاش هبل متضحكيش الناس عليكي .. هو في حد بيحب مراته زي اخته ياعبيطة وبعدين أمال أنا كنت بحكي في إيه ده كله وبقول تأثر وإنتي تقوليلي اختك !
لمعت عيناها بوميض مختلف وأشرق وجهها بسعادة غامرة لتقول بعدم استيعاب واستحياء بسيط امتزج بفرحتها العفوية 
_ يعني قصدك بتحبني زي ما أنا بحبك !
هز بحاجبيه وقال باسما باتساع وبمشاكسة 
_ وأكتر كمان
ضمت شفتيها تخفي ابتسامتها الخجلة ثم تكمل بدلال غير مقصود 
_ لا أنا أكتر !
رنين هاتفه الموضوع على سطح الطاولة الصغيرة بجانبهم فثبتت هي نظرها على شاشته تقرأ الاسم 
_ سعيد بيتصل ياكرم
190  191  192 

انت في الصفحة 191 من 197 صفحات