روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
أغار عليها ينل منها ما يستطيع لتطلق هي ضحكة متأججة هاتفة من بين ضحكاتها القوية زين بس بقى !! وتعود ضحكاتها لتتعالي اكثر فيطلق هو ضحكة رجولية مرتفعة على ضحكها !!! .......
الساعة تخطت العاشرة مساءا وكانت عيناها معلقة على الشارع من النافذة تنتظر مجيئة منذ أيام وهي تستعد لهذا اليوم وهاهو أتى كانت ترتدي رداء طويل من اللون الأسود وبأكمام طويلة ضيق بعض الشيء على جسدها المتناسق ولديه فتحة ظهر واسعة من الخلف ولكن شعرها الحريري الذي تركت العنان له يخفي ظهرها وقد وضعت بعض مساحيق الجمال البسيطة التي زادتها جمالا .. لم يعد هناك أي آثار للحمي عليها فقد تحسنت كثيرا بعد أن أخذت الدواء والآن هي في أفضل حال وتنتظره لكي يحتفلوا بيوم ميلاده !! .
اضطرب بشدة فهو يعرف خۏفها الشديد من الظلام ويستحيل أن تغلق الأضواء بهذا الشكل وتنام فنزع حذائه عنه بجوار الباب وهرول باتجاه غرفتهم مسرعا ولكن توقف حين رأى الطاولة المتوسطة في منتصف الصالة وفوقها كعكة متوسطة الحجم والشموع عليها اقترب منها بخطواط بسيطة وابتسم بساحرية حين تذكر بأن اليوم هو يوم ميلاده وقف يحدق بالشموع والكعكة بابتسامة واسعة حتى سمع صوتها من خلفه وهي تهتف بنبرة مرحة ورقيقة في نفس ذات اللحظة
الټفت بجسده ناحيتها وطالعها بنظرات تحمل معاني مختلفة في جوفها لتستمر هي في الغناء حتى انتهت وقالت بحماس
_ يلا اطفي الشمع
عاد بجسده ناحية الطاولة وانحنى ينفخ في الشمع لينطفأ فتمد هي يدها وتفتح الضوء
_ كل سنة وإنت طيب ياكوكو
_ وإنتي طيبة يا أميرتي .. بس مش هنبطل كوكو دي
_ أبدا ! .. أنا بحب ادلعك بيه وعشان أنا مش أي حد لازم يكون دلعي ليك مختلف ومميز
_ يعني مفيش فايدة !!
_ تؤتؤتؤ خالص
اطلق ضحكة بسيطة ثم انتبه لمظهرها الجديد والرداء الأسود الجميل الذي ترتديه مع قصة شعرها ومكياجها رمقها بنظرة متفحصة بعد أن رجع بخطوة للخلف لكي يتمكن من رؤيتها أوضح وقال باسما بإعجاب حقيقي
اجفلت نظرها عنه أرضا في استحياء من تغزله الصريح بها لتجده يمسك بكفها ويرفع يدها لأعلى لكي تلف حول نفسها ففعلت .. لتزداد نظرات الإعجاب في عيناه وهو يجيبها
_ مغلطتش لما قولت إن أي حاجة بتلبسيها بتحليها أكتر
صعدت الحمرة لوجنتيها في ظرف لحظة ففكرت في التخلص من جو التوتر والحياء المهيمن عليها وانحنت على الأريكة تلتقط الكوفية التي صنعتها بيدها له وكانت تعمل عليها منذ أيام هتفت في خفوت جميل وخجل لا يزال بستحوذ عليها
التقطها من يدها وكانت من اللون الړصاصي ومجهزة بإحكام شديد ودقة أعجبته كثيرا وخصوصا أنها من نفس لونه المفضل .. رفع نظره لها وقال بحنو
_ فعلا عجبتني جدا .. شكرا على الهدية الحلوة دي ياشفق
رمقته بأعين تتحدث بالعشق ثم جذبتها من يده ثم قالت بوجه مبتسم
_ جميلة أوي عليك
تمتم برقته المعهودة ونظراته التي تسحبها لعالم آخر
_ لازم تبقى حلوة طالما إنتي اللي عملاها بإيدك
ماذا به اليوم لما يتغزل بها بشكل زائد عن العادة ونظراته مختلفة حتى نبرته بل بالأحرى هي تشعر بتغيره الجذري منذ الأمس ولكنها فسرته على أنه خوف وقلق عليها ولكن الآن ماذا يحدث ! .. لم تهتم كثيرا أيضا هذه المرة وطردت أي أفكار قد تكون ساذجة بالنسبة لها لتجده ينحني ناحية الكعكة ويقرأ بصوت مسموع ما كتبته عليه شكرا لإنك معايا فتتسع ابتسامته اضعافها وينتصب في وقفته ويهمس في أعين تحمل مشاعر جديدة ونبرة دافئة
_ في الحقيقة أنا اللي المفروض اشكرك .. أشكرك لوجدك في حياتي .. واشكرك لإنك متخلتيش عني وسمحتي لعلاقتنا بفرصة تاني وكمان لإنك بتعالجي چروح جوايا مكنتش متوقع إن في حد هيقدر يعالجها وأخيرا لإنك دواء لهمي لما أكون مضايق
تلألأت الدموع في عيناها من سعادتها بما تسمعه منه لأول مرة واندمجت فرحتها بدهشتها بما يقوله لها ولم تكن تتوقعه منه أبدا ولكن الدهشة الحقيقية
_ شفق
استفاقت من غيبوبتها وانتفضت على صوته فارتدت للخلف وقد رأى وجهها أحمر كلون الډم وصدرها يعلو ويهبط كأنها كانت في سباق للعدو للتو ! .. رمقته