الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 177 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

أغار عليها ينل منها ما يستطيع لتطلق هي ضحكة متأججة هاتفة من بين ضحكاتها القوية زين بس بقى !! وتعود ضحكاتها لتتعالي اكثر فيطلق هو ضحكة رجولية مرتفعة على ضحكها !!! .......
الساعة تخطت العاشرة مساءا وكانت عيناها معلقة على الشارع من النافذة تنتظر مجيئة منذ أيام وهي تستعد لهذا اليوم وهاهو أتى كانت ترتدي رداء طويل من اللون الأسود وبأكمام طويلة ضيق بعض الشيء على جسدها المتناسق ولديه فتحة ظهر واسعة من الخلف ولكن شعرها الحريري الذي تركت العنان له يخفي ظهرها وقد وضعت بعض مساحيق الجمال البسيطة التي زادتها جمالا .. لم يعد هناك أي آثار للحمي عليها فقد تحسنت كثيرا بعد أن أخذت الدواء والآن هي في أفضل حال وتنتظره لكي يحتفلوا بيوم ميلاده !! .
ظلت على وضعها تارة تنظر من النافذة وتارة ترفع نظرها للساعة تتفقدها إلى أن رأت سيارته تتوقف أمام المنزل فاتسعت ابتسامتها وهرولت ناحية الأضواء واغلقتها جميعا ثم اتجهت نحو كعكة عيد الميلاد التي اعدتها له خصيصا واشعلت الشمع وهرولت نحو الغرفة تختبيء فيها وماهي إلا لحظات معدودة حتى فتح الباب وغضن حاجبيه عندما وجد المنزل في ظلام دامس فهتف بقلق 
_ شفق !!
اضطرب بشدة فهو يعرف خۏفها الشديد من الظلام ويستحيل أن تغلق الأضواء بهذا الشكل وتنام فنزع حذائه عنه بجوار الباب وهرول باتجاه غرفتهم مسرعا ولكن توقف حين رأى الطاولة المتوسطة في منتصف الصالة وفوقها كعكة متوسطة الحجم والشموع عليها اقترب منها بخطواط بسيطة وابتسم بساحرية حين تذكر بأن اليوم هو يوم ميلاده وقف يحدق بالشموع والكعكة بابتسامة واسعة حتى سمع صوتها من خلفه وهي تهتف بنبرة مرحة ورقيقة في نفس ذات اللحظة 
_ Happy birthday to you .. Happy birthday to you
الټفت بجسده ناحيتها وطالعها بنظرات تحمل معاني مختلفة في جوفها لتستمر هي في الغناء حتى انتهت وقالت بحماس 
_ يلا اطفي الشمع
عاد بجسده ناحية الطاولة وانحنى ينفخ في الشمع لينطفأ فتمد هي يدها وتفتح الضوء

_ كل سنة وإنت طيب ياكوكو
_ وإنتي طيبة يا أميرتي .. بس مش هنبطل كوكو دي 
هزت رأسها بالنفس وهي تضحك بخفة وتقول بمشاكسة 
_ أبدا ! .. أنا بحب ادلعك بيه وعشان أنا مش أي حد لازم يكون دلعي ليك مختلف ومميز
_ يعني مفيش فايدة !!
_ تؤتؤتؤ خالص
اطلق ضحكة بسيطة ثم انتبه لمظهرها الجديد والرداء الأسود الجميل الذي ترتديه مع قصة شعرها ومكياجها رمقها بنظرة متفحصة بعد أن رجع بخطوة للخلف لكي يتمكن من رؤيتها أوضح وقال باسما بإعجاب حقيقي 
_ إيه الجمال ده !
اجفلت نظرها عنه أرضا في استحياء من تغزله الصريح بها لتجده يمسك بكفها ويرفع يدها لأعلى لكي تلف حول نفسها ففعلت .. لتزداد نظرات الإعجاب في عيناه وهو يجيبها 
_ مغلطتش لما قولت إن أي حاجة بتلبسيها بتحليها أكتر
صعدت الحمرة لوجنتيها في ظرف لحظة ففكرت في التخلص من جو التوتر والحياء المهيمن عليها وانحنت على الأريكة تلتقط الكوفية التي صنعتها بيدها له وكانت تعمل عليها منذ أيام هتفت في خفوت جميل وخجل لا يزال بستحوذ عليها 
_ معرفتش اجبلك إيه هدية الصراحة ففكرت وعملتلك دي هي حاجة بسيطة بس حسيت إنها هتعجبك اكتر من أي حاجة تاني
التقطها من يدها وكانت من اللون الړصاصي ومجهزة بإحكام شديد ودقة أعجبته كثيرا وخصوصا أنها من نفس لونه المفضل .. رفع نظره لها وقال بحنو 
_ فعلا عجبتني جدا .. شكرا على الهدية الحلوة دي ياشفق
رمقته بأعين تتحدث بالعشق ثم جذبتها من يده ثم قالت بوجه مبتسم 
_ جميلة أوي عليك
تمتم برقته المعهودة ونظراته التي تسحبها لعالم آخر 
_ لازم تبقى حلوة طالما إنتي اللي عملاها بإيدك
ماذا به اليوم لما يتغزل بها بشكل زائد عن العادة ونظراته مختلفة حتى نبرته بل بالأحرى هي تشعر بتغيره الجذري منذ الأمس ولكنها فسرته على أنه خوف وقلق عليها ولكن الآن ماذا يحدث ! .. لم تهتم كثيرا أيضا هذه المرة وطردت أي أفكار قد تكون ساذجة بالنسبة لها لتجده ينحني ناحية الكعكة ويقرأ بصوت مسموع ما كتبته عليه شكرا لإنك معايا فتتسع ابتسامته اضعافها وينتصب في وقفته ويهمس في أعين تحمل مشاعر جديدة ونبرة دافئة 
_ في الحقيقة أنا اللي المفروض اشكرك .. أشكرك لوجدك في حياتي .. واشكرك لإنك متخلتيش عني وسمحتي لعلاقتنا بفرصة تاني وكمان لإنك بتعالجي چروح جوايا مكنتش متوقع إن في حد هيقدر يعالجها وأخيرا لإنك دواء لهمي لما أكون مضايق
تلألأت الدموع في عيناها من سعادتها بما تسمعه منه لأول مرة واندمجت فرحتها بدهشتها بما يقوله لها ولم تكن تتوقعه منه أبدا ولكن الدهشة الحقيقية 
_ شفق 
استفاقت من غيبوبتها وانتفضت على صوته فارتدت للخلف وقد رأى وجهها أحمر كلون الډم وصدرها يعلو ويهبط كأنها كانت في سباق للعدو للتو ! .. رمقته
176  177  178 

انت في الصفحة 177 من 197 صفحات