روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
!
نظرت له وقالت بنظرة شرسة وقوية
_ هعمل كدا
ورفعت كفها في الهواء وهوت به على وجنته بكامل الغل والغيظ وكأنها ټنتقم لجزء من كرامتها بهذه الصڤعة ثم دفعته بعيدا عنها
واندفعت لخارج المنزل بأكمله وتركته يصر على أسنانه بغيظ بسيط .. ولكنه ابتسم في اللحظة التالية وقال بنفس متقبلة الصڤعة الذي كان يستحقها منها على كل أفعاله الدنيئة معها قبل طلاقهم
ساكنة في فراشها تجلس وتضم ساقيها لصدرها وعيناها معلقة عليه تتأمله في نومه كان نائم على أريكة متوسطة أمام الفراش وهي لا تزيح نظرهت عنه .. تفكر في تصرفه معها في المستشفى وعند عودتهم للمنزل وعندم قصت له الحقيقة كاملة رغم أنه لم يصدقها كليا إلا أنها أحست في نظرته أنه حقا يريد تصديقها وليس مجرد كلام .. يريد أن يصدق بأنها كانت ضحېة لإهمال الجدة .. وضحېة لصغر سنها وعدم نضجها الذي دفعها لفعل أشياء منافية للعرف والعادات والاحترام والدين قبل كل شيء .
افاقت من شرودها واعتدلت فورا لتجيبه بابتسامة خفيفة تكاد لا ترى
_ نعم !
_ ليه قاعدة كدا !
هزت رأسها بطبيعية وقالت بابتسامة اوضح قليلا
_ عادي كنت بفكر في حاجة وسرحت شوية
_ صباح الخير
تفوهت بها في رقة ليست متصنعة ليتنهد هو ويقف ثم يتجه نحو الحمام ويجيبها ببرود
_ صباح النور
أصدرت زفيرا حارا ووقفت لتتحرك نحو الخزانة وتخرج شريط اقراص مسكن لآلام الرأس وعادت إلى فراشها والتقطت كوب الماء الموضوع فوق المنضدة المجاورة للفراش وكانت على وشك أن تضع القرص في فمها ولكن وجدت يده تقبض على يدها ويسحب منها الشريط والقرص هاتفا پغضب عارم بعدما اعتقد بأنها تحاول الاڼتحار مجددا
ابتسمت بمرارة مغمغمة ببساطة
_ ده برشام للصداع .. متخفش لما افكر اڼتحر مرة تاني أكيد مش هيكون في وجودك يعني
_ جبتي البرشام ده منين .. أنا شلت كل حاجة من الأوضة !
اجابت بمنتهي البساطة وهدوء الأعصاب
_ كان في دولابي باخد منه لما بحس بصداع ثم إن أنا لو عايزة اڼتحر في مليون طريقة غير إني اشرب برشام برأي متتعبش راسك بيا
_ ميار اعقلي وبلاش جنان أنا مش ناقص
تأففت بعدم اقتناع وبسطت كفها له هاتفة بخفوت
_ طيب ممكن تديني الشريط عشان آخد قرص
الټفت وولاها ظهره بعد أن وضع الشريط في جيبه وقال برفض قاطع وهو يتجه للخارج
_ لما تفطري الأول .. مينفعش على معدة فاضية
تأففت بصوت مسموع وهي تهتف
سمعت صوته وهو يهتف بعد أن غادر من الباب
_ من غير أفأفة .. يلا تعالي ورايا عشان الفطار
زفرت بخنق واقتربت من الباب تغلقه ثم بدأت في تبديل ملابسها ورفعت شعرها بمشبك وتركت نصفه ينسدل على ظهرها من الخلف .. ثم خرجت خلفه كما آمرها للتو بأن تلحق به .....
فتحت الباب ودخلت ثم اغلقته خلفها .. كانت ترتدي منامة تصل إلى الركبة وبحمالات رفيعة فرفع هو نظره لها وابتسم بلطف وبيده مسبحة يمر على حباتها بانامله ويذكر الله بهمس منخفض .. وتسمع همهمته وهو مستمر بالتسبيح سكنت للحظات بين ذراعيه وهي تستند برأسها على صدره حتى خرج همسها
_ زينو !
سمعته وهو يجيبها ب امممممم لتتنهد بعمق وتقول برقة
_ أنا عايزة احفظ قرآن
حدجها ببعض الاستغراب وقال باسما
_ ده بجد يعني ولا هي لحظة حماس كدا جاتلك فجأة
_ لا لا بجد والله ومستنية نرجع القاهرة عشان اروح مقرئة واتعلم احكام التجويد الأول وبعدين ابدأ في الحفظ .. إنت أكيد معندكش اعتراض طبعا
_ وهي حاجة زي كدا ينفع فيها الاعتراض برضوا !! نرجع بإذن الله وهنبقى نشوف مكان كويس وتروحي تحفظي فيه
سألت بفضول ونبرة ناعمة
_ هو احنا امتى هنرجع
غمز لها بلؤم وهتف في خفوت اربكها
_ لو عليا مش عايز ارجع خالص .. إيه رأيك ناخد شهر
_ شهر !! طيب والشغل وبعدين إنت من هتمل لما تقعد شهر في البيت مبتخرجش
اعتدل واصبح يهل عليها بهيئته ليقول بمكر أشد ونظرات راغبة
_ مفيش حاجة أهم منك ! .. ولو على الملل فاحنا هنسلي بعض متقلقيش
توترت من اقترابه وخجلت و لكن حين سمعت صوت رنين الهاتف ظنته المنقذ لها فكادت أن تمد يدها وتلتقطه وإذا بها تجد يده تقبض على يدها وهو يقول بحزم مزيف
_ وهو ده وقت التلفونات يعني
اشارت بأصبعها ناحية الهاتف وهدرت بأعين زائغة ومستحية
_ طيب هشوف مين حتى
اجابها بضحكة تبشر باقتراب الھجوم ونظرة كلها خبث
_ سبيه يرن براحته
وبالفعل