روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
تماما عنه لتسمعه يهمس بخفوت
_ عاملة إيه
نظرت له وقالت بحدة وغيظ
_ كويسة طول
ما أنت بعيد عني
طالعها بأعين مهمومة وحزينة وكأنه يستعطفها من خلالهم أن تغفر له وفجأة توقف المصعد فتلفتت هي حولها پذعر وهتفت
_ حصل إيه .. الاسانسير عطل ولا إيه !!
أخذ يضغط على الازرار على أمل أن يتحرك ولكن بلا جدوي فأخرج هاتفه وأجرى اتصال بأحد الموظفين ليستدعي المصلح ثم نظر لها وقال بهدوء
_ أنا مش خاېفة .. أنا بس مش عايزة اقعد معاك في مكان واحد فخليهم يستعجلوا
مسح على وجهه متأففا وقال بأسف حقيقي وهو يقترب منها وبنظرات راجية
_ أنا آسف يا يسر سامحيني واديني فرصة اقرب منك تاني ومش هتندمي صدقيني وهكون شخص مختلف تماما
ضحكت ببساطة وهدرت باستهزاء صريح منه
قال بثقة تامة ونظرات ثاقبة
_ بس أنا متأكد إنك لسا بتحبيني
قالت ساخرة للمرة الثانية وهي تتصنع الأسف
_ مع الأسف برضوا مبقيش ليك مكان في قلبي أصل أنا نضفته من فترة قريبة كدا من كل الناس الحقېرة اللي متستهلش تكون فيه فاكر لما قولتلك إنك مش هتلاقي حد يحبك قدي .. ياخسارة بس حتى أنا مبقتش احبك دلوقتي عشان إنت أساسا متتحبش والأغبياء بس اللي يبصوا لواحد زيك وللأسف أنا اكتشفت ده متأخر
_ عندك حق أنا واحد حقېر ومتحبش بس مش يمكن لو ادتيني فرصة تاني تغيري رأيك
سكتت للحظات تحدق به حتى قالت بثبات و بنبرة ذات معنى مع كلمات تعنيها جيدا وهي تقولها
_ احنا مننفعش لبعض ياحسن
نفس الجملة التي قالها لها وقالتها الآن لتذكره بكلامه وقسوته وجفائه معها ولتؤكد له أنها لم تنسي أي كلمة خرجت من فمه لها ابتعد عنها وهو يغمض عيناه بقوة حتى لا يجعلها ترى لمعة الدموع فيها فاستدارت هي الأخري واعطته نصف ظهرها حتى لا تراه .. ليظل واقفا يحدق بها بسكون وشوق إلى أن تم إصلاح العطل في المصعد وعاد يعمل ففتح الباب أمام الدور الأرضي خرجت وتركته ليضغط على زر الطابق الأول حتى يذهب لقاعة الاجتماعات وبمجرد ما اغلق الباب عليه مجددا مسح على وجهه وهو يزفر بعدم حيلة ويمسح عيناه الممتلئة بالدموع !! ......
خرج كرم منذ المساء لحضور حفل زفاف أحد اصدقائه ورفضت هي الذهاب معه لشعورها ببعض التعب نهضت من على الفراش بصعوبة وهي تنتفض والدوار يداهمها ولا تتمكن من الوقوف على قدميها فسارت بخطوات متعثرة حتى جذبت هاتفها الموضوع على الأريكة وضغطت على رقمه تجري اتصال به حتى اتاها رده العادي ومن حوله ضجة الأصوات والموسيقى
سمع صوتها مشوشا وغير واضح بسبب الضجة والأصوات الصاخبة التي حوله ولكن كان واضح عليها التعب الشديد وهي تهتف
_ تعالى ياكرم أنا تعبانة أوي
كان سيجيب عليها ولكنه سمع صوت ارتطام الهاتف بالأرض فهب واقفا وقال بهلع
_ شفق شفق !!
لم يجد الإجابه منه فاندفع للخارج شبه راكضا واستقل بسيارته وانطلق بها ثم اجري اتصال بالطبيب ليلحقه على المنزل ......
......
_ الفصل الثامن والعشرون _
رافق الطبيب حتى الباب وشكره بامتنان واستمع إلى نتبيهاته الصارمة تجاه بعض الأشياء حتى لا تتعب مجددا كان يعطيه نصائح خاصة يتبعها أذا شعرت بإي تعب فأجابه كرم بالموافقة وبعد رحيلة وقف خلف الباب وهو يزفر القليل من الفزع الذي ترك في نفسه أثره حتى بعد