روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
واتجه للخارج ينتظرها على أحدي الطاولات الكبيرة كما طلبت وبعد ثلاث دقائق عادت وهي تحمل بيدها أوراق كبيرة وأشياء كثيرة فوقف وحملهم عنها ثم بدأو في العمل وهي تملي عليه التصمايم التي رأتها مناسبة لكي تفعلها في المطعم وهو يعطيها المناسب ويختار من كل شيء الملائم .. فدامت جلستهم لساعة تقريبا وكان إسلام منشغل بشيء آخر ولكن نظره معلق عليهم بالأخص بعدما عرف منذ أيام قليلة بالصدفة أن علاء كان لديه مشاعر تجاهها وينوي الزواج منها في وقت من الأوقات ولكن الأمر بالنسبة لعلاء الآن لم يعد كالسابق بتاتا وعقله مشوش ومشغول بأشياء كثيرة أولهم زوجته .. وتلك المشاعر قد لا يكون لها وجود أساسا الآن ! وبالرغم من ذلك فتفكير إسلام في ذلك الموضوع ېخنقه ويجعله يفكر كثيرا في كلام صديقه بأن يتخذ خطوة واضحة وصريحة دون خوف ويجرب حظه ! .......
كانت تستعد للذهاب للعمل وتقف أمام المرآة تهندم ملابسها وتضع اللمسات الأخيرة في مظهرها فنزلت بكفها ووضعته على احشائها وهي تبتسم بمرارة وتذكرت حديثها مع صديقتها في اليوم الذي اخبرت به الجميع واخبرته بأنها اجهضت الطفل بعد أن حاول الوصول لها عبر الهاتف وارسل لها الرسائل بأنه تراجع ويريده وينهاها عن إجهاضه .......
_ مش قولتلك هيتراجع ومش هيقدر يخليكي تعمليها
دفنت يسر وجهها بين كفيها واڼفجرت باكية پعنف وهي تهتف من بين بكائها بصوت متقطع
_ أنا .. مش عا..رفة عملت ليه إيه عشان يكر..هني كل الكره ده ياريم إمبارح لو شفتيه وشوفتي كلامه حاجة منتهى القسۏة وكأني اجرمت أنا بحبه أوي والله وهو مش عايز يفهم حبي ليه
_ وعشان اللي عمله إمبارح ده لازم تنهي المهزلة دي .. وهتعملي زي ما اتفقنا
تطلعت يسر إليها بابتسامة امتنان .. فهي صديقة قديمة لها وقد أتت لها في صباح اليوم لعلمها بأنها طبيبة وطلبت منها بأن تساعدها في إيجاد أحد لتجهض طفلها ولكنها عارضتها وطلبت منها أن تقص عليها السبب الذي جعلها تصل لهذا القرار الخطېر ولم تجد يسر حلا سوى إخبارها بكل شيء وحتى بعد أن اخبرتها رفضت أن تساعدها وحاولت تهدئتها حتى ترجعها لصوابها قبل أن ترتكب ذلك الذنب الكبير .
_ شكرا ياريم بجد مش عارفة اشكرك إزاي
_ ولا تشكريني ولا حاجة يابنتي إنتي هبلة .. ده إنتي أختي أنا بس عايزاكي تعقلي وكفاية أوي الپهدلة اللي بهدلها ليكي
أجابته بوجه منكسر وعاجز
_ هو فعلا كفاية ولازم انهي المهزلة دي لأن أنا تعبت بجد
رتبت ريم على كتفها بإشفاق ثم قالت بوجه بشوش
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبادلها الابتسامة وبمجرد ما أن انصرفت عادت ملامحها تأخذ العبوس من جديد حين تذكرته وتذكرت كيف قضت ليلتها البارحة في غرفتها بعد ما حدث بينهم ولم تذق للنوم طعم فقط متكورة في فراشها كطفل حديث الولادة وتبكي بصمت !!
_ هو ميستهلكش ياحبيبي وميستهلش يعرف إنك موجود أساسا .. إنت ابني أنا بس ومش هسمحله حتى يقرب منك ولا يشم ريحتك لما تاجي على الدنيا هكون ليك الأب والأم ومش هخليك محتاج لوجوده في حياتنا نهائي .. ابوك ظلمك وظلمني كتير أوي وميستحقناش أااا ......
سمعت طرق الباب من أمها فسمحت لها بالدخول واعتدلت في وقفتها فورا حتى لا تشعرها بأي شيء وحين دخلت قالت لها بدفء
_ لو خلصتي ياحبيبتي تعالي يلا عشان تفطري
_ حاضر .. ماما تعالي عايزة اتكلم معاكي في حاجة
عقدت الأم حاجبيها واقتربت منها بحيرة فأمسكت يسر بيدها واجلستها على الفراش هاتفة بصوت رخيم
_ أنا عايزة اسافر أمريكا اقف بدل بابا في الشركة هناك
_ إيه !! امريكا واللي خلاها تطب في دماغك كدا مرة واحدة
قالت يسر بأسى وألم نفسي
_ أنا تعبت ياماما ومش حابة اقعد هنا .. مش عايزة اشوفه كل يوم في وشي في الشركة عايزة امحيه تماما من حياتي وانساه .. محتاجة اريح نفسي شوية ارجوكي مترفضيش وحاولي معايا نقنع بابا لإني اتكلمت معاه إمبارح ورفض
طالعتها أمها بصمت وبدت لها وكأنها ستوافق ولكنها لم تجيب بشيء وفقط اصدرت تنهيدة حارة ثم استقامت ورحلت وتركتها تتأفف بيأس ......
وصلت للشركة بعد مايقارب ساعة كاملة وجلست بمكتبها تباشر أعمالها وبعد وقت قصير احست بحاجتها لكوب شاي لكي تتمكن من الاستمرار في العمل فغادرت مكتبها واتجهت ناحية المصعد الكهربائي وقبل أن يغلق الباب وينزل بها المصعد للدور الأرضي وجدته يدخل وينضم لها فرمقته بخنق واشاحت بوجهها