روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
كانت متحمسة جدا وعدم مجيئه فجر البركان الخامد في أعماقها ليزفر بعمق ويقترب منها ممسكا بكفيها ويهمس في أسف حقيقي
_ أنا آسف ياحبيبتي .. متوقعتش إنك هتضايقي كدا والله ولو كنت اعرف إنك مجهزة كل ده عشاني كنت جيت فورا وسبت الشغل في ستين داهية يتحرق بجاز
سحبت يدها بنفور وولته ظهرها هاتفة في احتجاج
_ وأنا هعرف ابسطك تاني ياحلو إنت .. يلا بس تعالي هنحط الأكل تاني مع بعض وناكل وبعدين نبقى نشوف موضوع مزاجك المعكر ده
ارتبكت قليلا ومحا ڠضبها بالكامل من مجرد كلام بسيط ولكنها ابعدته عنها وقالت بتصنع الحزم والشدة
_ طيب ابعد عني وغير هدومك وتعالى ورايا يلا
_ امال فين جو العشا الرومانسي والحجات دي
نظرت له مغتاظة وقالت دون ملاطفة أبدا في الكلام
_ ماهو لو حضرتك كنت جيت في معادك زي ما قولتلي ورديت عليا كنت هتلاقي الجو ده
قال بحنو وابتسامة واسعة
_ مش مهم .. يكفي إننا مع بعض وتسلم إيدك على الأكل الجميل ده
_ بالهنا والشفا
دقائق قليلة
وانتهوا كلاهما من الطعام فنهض وساعدها في نقل الصحون للمطبخ ثم اتجه ليغسل يديه ووجهه وقف أمام المرآة يهندم ملابسه ويسرح شعره بانتظام وعلى الجانب الآخر كانت هي بالغرفة وضعها لا يختلف عنه كثيرا سوى في توترها وخجلها تنهدم من مظهرها وتعيد رسم أحمر الشفاه على شفتيها من جديد وإذا بها تجده يدخل بعد أن طرق طرقة خفيفة هامسا بعشق
اماءت له بالموافقة في ابتسامة خجلة وغادرت الغرفة لتتوضأ وتعود له لترتدي اسدال الصلاة ويبدأو في الصلاة وماهي إلا دقائق قليلة وانتهوا فسمعته يهمهم بكلمات لا تسمع ومنخفضة وكأنه يدعو بشيء وكان هو يهمهم بدعاء ليلة الزفاف اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشړ ما جبلتها عليه ثم الټفت لها وابتسم بحب ليقف ويجذب المصلاة من اسفله ليطويها ويضعها على الأريكة الصغيرة فتنزع هي عنها الاسدال وتهم بالخروج ولكنه جذبها هاتفا بضحك
قالت بتلعثم
_ رايحة اشرب
نظر بعيناه على زجاجة الماء الموضوعة فوق المنضدة وهتف باسما
_ اهي الميا هنا اشربي !
ازدردت ريقها بتوتر حين لم تجد مفر من الهرب واقتربت تجذب زجاجة الماء وتسكب في الكوب لتشربه كله دفعة واحدة
_ وده إيه لزمته في الموضوع بقى !
_ ربنا يخليكي ليا ياملاذي.
ومع صباح اليوم التالي فتحت عيناها على صوت رنة الهاتف فالتقطته ونظرت في الشاشة بنصف عين لتجد المتصل أمها فتصدر تثاوبا وهمت بأن تجيب عليه
_ مترديش علي حد !
حاولت جذب الهاتف من يده وهي تقول ضاحكة
_ هات التلفون يازين ماما هتقلق عليا لو مرديتش
_ بكرا كلميها احنا مش فاضين النهردا
_ مينفعش دي من إمبارح بليل بترن عليا هات بقى مش هطول معاها
فتح عيناه جيدا وقال بلؤم وهو يعتدل في نومته وبعينان تلمع بوميض جريء بعد ان سمع ضحكتها
_ مش بقولك مش فاضيين !
جذبت الهاتف خلسة منه ووثبت واقفة قبل أن ينل منها تجيب على أمها وهي تحدجه باسمة بعد أن رأت نظرات الاغتياظ في عيناه .
_ أيوة ياماما عاملة إيه
اجابتها الأم بحنو
_ الحمدلله بخير ياحبيبتي .. مكنتيش بتردي ليه من إمبارح بليل قلقتيني عليكي
نظرت له وقالت مخترعة كڈبة صغيرة عليها
_ التلفون كان صامت ودلوقتي اخدت بالي منه .. إنتو عاملين إيه وبابا وإسلام كويسين
_ كويسين ياحبيبتي بيسلموا عليكي .. زين عامل إيه وأخبار الرياض إيه
رأته ينهض من الفراش ويقترب منها هامسا بجانب أذنها بلين امتزج ببعض الحزم
_ متكذبيش تاني
ودت لو ردت عليه ولكن لا تستطيع بسبب تحدثها مع أمها وانتظرت حتى غادر الغرفة واتجه للحمام فأجابت على أمها بسعادة
_ جميلة جدا ياماما أنا لسا مطلعتش فيها بس وقاعدين في بيت جميل خالص هبقى اصوره ولما ارجع مصر هورهولك
تمتمت الأم بحب ودفء امومي
_ ربنا يسعدكم ياحبيبتي .. ابقى سلميلي علي زين
_ حاضر يوصل إن شاء الله
استمر حديثها