روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
روحي إنتي نامي
_ تصبحي على خير
_ وإنتي من أهله
استدار ورحلت أمها فاستنشقت هي القليل من نسائم الشتاء حتى تعيد تجميد قلبها وتتوقف عيناها عن ذرف الدموع ولأول مرة ينفعها الصقيع ويزيدها قوة وصلابة أخرجت زفيرا يحمل بخار الشتاء ثم دخلت واغلقت باب الشرفة واتجهت نحو فراشها لتمدد جسدها عليه وتتدثر جيدا بالغطاء مغمضة عيناها في محاولة بائسة منها للهرب من واقعها الأليم !! .
رأته يقف أمام الخزانة يخرج ملابس له حتى يأخذ حمام دافيء فنهضت من الفراش واعترت طريقه قبل أن يتحرك تنظر له بعبوس وتهمس بأسى
اطال النظر في معالم وجهها دون أن يجيب وهو يجاهد في منع نفسه التي تلح عليه بأن وېعنفها بلطف حتى لا تنظر له بهذه النظرات التي تأثره مجددا وكأنها قرأت أفكاره قالت هامسة بصوت مبحوح ويغلبه البكاء
_ ارجوك يازين متعاقبنيش ببعدك عني وجفائك أنا تعبت والله ومبقتش قادرة استحمل
يتمتم بصوت دافيء عندما رأى عيناها الممتلئة بالدموع
أجابته بعينان تلمع بوميض الأمل ونبرة فرحة
_ يعني مش زعلان مني خلاص !
للجانب بابتسامة عاشقة وكانت في عيناه نظرة مريبة وجديدة تماما فطالعته هي بحيرة تنتظر منه الأجابة بنعم ولكنه اراد أن تكون اجابته مختلفة . ابتعد بعد لحظات عابرة واقترب من اذنها يهمس بنبرة اطلقت سهامها إلى قلبها وبابتسامة واسعة
ثم تحرك متجها نحو الحمام تاركا إياها في تخبطات مشاعرها تحاول لملمة شتات نفسها الذي بعثرها للتو ثلاث ثواني بالضبط وارتفعت الابتسامة الخجلة تدريجيا وهي تضحك باستحياء وسعادة غامرة هرولت نحو الفراش وتدثرت بالغطاء مولية وجهة الحمام ظهرها لكي تتهرب منه حين يخرج كوسيلة لإخفاء خجلها ظلت تحملق في اللاشيء أمامها وهي تبتسم إلى حين سماعها لباب الحمام يفتح بعد دقائق ليست بطويلة فأغلقت عيناها فورا متصنعة النوم وقد احست بقلبها الذي يطرق پعنف كالمطرقة وزاد توترها حين شعرت به ينضم بجوارها في الفراش هاتفا
فتحت عيناها على أخرهم ودارت بهم في جميع حدود الغرفة التي أمامها لا تعرف بماذا تجيبه بل خجلها هيمن عليها لدرجة أنها إن اجابته ستتلعثم ولم تخرج كلمة واحدة صحيحة على الأقل أما هو فضحك بصوت مكتوم حين فهم خجلها وقال باسما بشيء من المكر ليوقعها في شباكه
_ ملاذ إنتي نمتي !
نمت !! أجل هذه أفضل حجة لأتهرب منه قالتها لنفسها بارتباك وتصنعت النعاس وهي تردف بتلعثم
كتم ضحكته واجابها بمزيد من اللؤم
_ امال بتردي عليا إزاي !
وجدت نفسها تلتفت له برأسها وتهتف مغتاظة من مكره واصراره على زيادة خجلها
_ برد عليك من الحلم يازين !!
_ طيب تصبحي على خير
_ وإنت من اهله
وسرعان ما عادت توليه ظهرها من جديد مغمضة عيناها في محاولة منها للسيطرة على دقات قلبها المتسارعة !! .
داخل منزل محمد العمايري في صباح اليوم التالي .........
كان كل من هدى ورفيف والجدة يجلسون على مائدة الطعام ويتناولون فطورهم معادا الجدة التي كانت تحدق بالطعام في صمت دون أن تدخل لقمة واحدة منه في فمها فانتبهت لها هدى وتأففت بنفاذ صبر هاتفة بلين
_ ياماما كلي ا إنتي بتاخدي علاج ولو مكلتيش كويس هتتعبي ده من وقت اللي حصل مع ميار وإنتي مش بتاكلي كويس !
نظرت لها وقالت باقتضاب
_ المفروض إني أكون فرحانة ياهدى !
اقتربت بمقعدها منها وامسكت بكفها تملس عليه بلطف هامسة بحنو فهي تعتبرها أما لها وبينهما علاقة قوية
_ أنا مبقولكيش تفرحي ! أساسا محدش فينا فرحان .. بس مينفعش تفضلي زعلانة كدا ومش عايزة تاكلي
غامت عينان الجدة بالدموع وهي تقول بوجه حزين
_ مش قادرة اصدق إنها عملت كدا ياهدى أنا دلعتها فعلا بس كنت واثقة فيها وفي الآخر هي تحط راسي في الأرض
تدخلت رفيف في الحديث وقالت بشيء من الحزم
_ تيتة إنتي فعلا غلطانة إنك مكنتيش بتاخدي بالك منها ولا بتراقبي أفعالها بس ده ميمنعش إن الغلط الاكبر عليها وميار مش صغيرة وعارفة الغلط من الصح وأظن إنها دلوقتي بتدفع تمن غلطها بجوازها من علاء
اماءت الجدة بتأيد على ماقالته حفيدتها ثم مدت يدها وجففت
دمعتها لتنظر لهدى وتقول بصرامة
_ والاستاذ حسن مش ناوي يقول اللي حصل بينهم خلاه يطلق مراته
عبست ملامح هدى وقالت بضيق وصوت يائس
_ لا هو ولا يسر عايزين يتكلموا وانا هتجن وافهم ازاي طلقها بالسهولة دي .. مش معقول تكون خناقة عادية اللي حصلت بينهم
هتفت الجدة بحدة ونظرات ثاقبة
_ أنا هتكلم معاه لما ياجي وهعرف اتصرف