روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
بس ياعمو أنا لسا فاضلي سنة في الكلية ومش هقدر اسيبها
اظلمت عيناه ونبرته أصبحت أكثر خشونة وغلظة ليجيبها بأعين ارهبتها قليلا
_ كليتك هتكمليها هنا .. لكن سفر تاني مفيش ياميار انسي إنك تشوفي المانيا دي تاني حتى لو اطلقتي من علاء
كانت إشارات الصدمة تعلو معالم وجهها ونظراتها لا تصدق ما يأمرها به بل وحتى عقلها يرفض الخضوع .. فهدرت في رفض بسيط
ماذا !!! أنا لا استطيع
ارتفعت نبرة صوته قليلا وهتف بقسۏة
_ أنا مش بخيرك ! .. ده اجباري ومش قراري لوحدي دي جدتك بنفسها هي اللي قالتلي كدا
استقامت واقفة وهتفت مندفعة بأعين دامعة
_ لا بس ده ظلم أنا مش عايزة اعيش في مصر وعايزة اكمل دراستي في المانيا
طاهر بصياح هادر وانفعال مخيف
انتفضت واقفة بهلع من أثر صيحته وانهمرت دموعها غزيرة لتسحب نفسها بسرعة وتندفع لخارج مكتبه عائدة لغرفتها متجاهلة نظرات زوجة عمها المستاءة منها .
فتحت غرفتها واغلقت الباب خلفها ثم القت بنفسها على الفراش منخرطة في نوبة بكاء عڼيفة واستمرت على وضعها هذا إلى مايقارب الربع ساعة حتى رأت علاء يفتح الباب ويدخل بعد أن عاد من الخارج .. نزع سترته عنه غير مباليا لها ولكن حين وقع نظره عليها ورأى وجهها الغارق بدموعها هتف بغلظة وسؤال من دافع الفضول فقط
لم تجيبه فقط القت عليه نظرة كلها غل وڠضب لتجده يعيد سؤاله ولكن بنبرة مرعبة
_ لما اكلمك تردي عليا !
وثبت من الفراش واقفة واندفعت نحوه تصيح به بسخط قوي غير مكترثة لأي شيء ودون أن تضع في الحسبان نتائج فعلتها تلك
_ أنا مش عايزك ومش عايزة اعيش هنا أساسا أنا مش طيقاكم كلكم ومحدش فيكم عايز يصدقني والكل شايفني كذابة !! ..هو إنت فاكر إنك هتخوفني بطريقتك دي أنا أصلا مش شيفاك راجل ياعلاء عشان اخاڤ منك
ارتفع صوت نشجيها القوي وهي تحاول التملص من بين قبضتيه بينما هو فأكمل ولكن هذه المرة بهمس أثار قشعريرة في جسدها
_ إنتي فعلا متربتيش وعايزة تربية وأنا عارف هربيكي من أول وجديد إزاي ياميار مبقاش علاء العمايري أما خليتك تشوفي التربية على حق
_ جاتك القرف في شكلك !!
تحديدا بغرفة يسر .......
تقف في الشرفة وتترك لنسائم الشتاء الباردة الحرية في لفح وجهها فيتطاير معها خصلات شعرها السوداء .. دوما رأته كتلك النسائم الباردة لا يملك دفء أو رفق فقط القسۏة والصقيع .. كانت دموع عشقها تنهمر على وجنتيها لتدفئها فيأتي هو بصقيعه ليثير الرجفة في جسدها ويجمدها بجفائه ! لم تكن تطلب منه أكثر من بعض اللطف والحنو كان سيكيفها القليل من مشاعر الحب والرغبة ولكنه رأى أن حتى المشاعر كثيرة عليها .. واشبعها قسۏة وإهانة ومشاعر كلها نقم ولكنها هي المخطئة .. هي من سمحت له بتدميرها وتجميد قلبها هي الساذجة الوحيدة في هذه الحكاية !! اندفعت خلف هوسها به حتى نسيت كبريائها وكرامتها فبعثرها لأشلاء ودهسها ! .. وفي الواقع هو لم يهنها بل هي من اهانت نفسها حين ركضت خلف رجل لا يريدها وحين دعس بقدمه على عزة روحها في صباح الليلة الأولى بينهم ولقنها بكلماته القاسېة وحملها هي ذنب ما حدث بينهم ورغم هذا لم تفق وعادت له مجددا حتى تكون الصدمة أقوى ويزيد من اذلالها عندما عرف بحملها وأجباره لها على إجهاضه حينها استفاقت من تعويذة العشق التي كانت تعميها لتفهم وتدرك أن ذلك الرجل لا يستحق ذرة واحدة من عشقها ولا يستحق سوى البغض !! .
اخفت وجهها بين ثنايا كفيها منخرطة في بكاء حار بقلب منفطر ومنكسر تبكي حړقة على مافعله بها فقط لأنها احبته ورغم كل هذا مازالت تشتاق له تبا لهذا العشق اللعېن !!! .
رفعت وجهها وجعلت نجفف دموعها بسرعة عندما دخلت أمها الغرفة وسمعتها تهتف
_ يسر ياحبيبتي إنتي لسا
صاحية !
التفتت برأسها لأمها وابتسمت بتكلف تتصنع الطبيعية
_ هنام دلوقتي ياماما
_ طيب ادخلي ياحبيبتي من البرد إيه اللي موقفك كدا !!
كانت تقاوم بالظهور ثابتة حتى لا ټنفجر باكية أمامها وقالت بخفوت
_ حاضر هدخل