روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
!
سار معها مغلوبا على أمره حتى وصلوا للحمام الخارجي وفتحت الباب وقد كان حماما واسعا به حوض استحمام واسع وحوائطه من اللون البني الفاتح وفي آخره مرآة كبيرة واسفل المرآة بالضبط حوض شامبو متوسط الحجم من اللون الأسود وأمامه مقعدا وثير وطويلا بعض الشيء .
لم تمهله اللحظة ليحاول توقع ما يدور في ذهنها وإذا به يجدها تجذبه مجددا من يده وتجلسه على ذلك المقعد ثم ابتعدت عنه لتجلب شامبو خاص فسمعت صوته الغليظ وهو يتأفف بنفاذ صبر ونبرة حانقة
عادت له وقالت في رقة وبمشاكسة
_ إنت بقيت بتتعصب على أي حاجة الفترة دي أساسا.. إنت مش كنت بتقول لما صحيت من النوم إنك مصدع وراسك ۏجعاك انا بقى هعملك مساج بس بطريقة مختلفة
خرجت نبرته الخشنة والحازمة
_ وإيه الطريقة المختلفة دي بقى !!
اغتاظت من طريقته الجافة بالرغم من أنها تعرف أن مزاجه معكر منذ الصباح الباكر ولكنها ابدت عن احتجاها على طريقته حيث زمت شفتيها باغتياظ وهتفت ممتعضة وغاضبة
ثم استدارت بكامل جسدها توليه ظهرها وقبل أن تهم بالرحيل قالت في خنق وعبوس
_ خلاص طالما إنت مضايق مش هعمل حاجة .. وآسفة إني عصبتك ياكرم بيه
رفع حاجبه اليسار باحترافية واجابها مستنكرا باندهاش
_ بيه !!!!
_ خدي خلاص أنا آسف متزعليش مكنش قصدي والله !
_ تعالى يلا اعملي المساج اللي قولتي عليه ده
ابعدت كفه الذي يقبض على رسغها وعقدت ذراعيها أمام صدرها مردفة بتذمر طفولي بعض الشيء
_ واعملك ليه ما إنت مش طايقني ولا طايق مني كلمة !!
_ تعمليلي عشان أنا عايز وبطلب منك أهو .. ممكن !
سحق سخطها ومحاه برقته وابتسامته كأنه لم يكن وكالعادة فشلت هي في إخفاء ابتسامتها التي صعدت لشفتيها تدريجيا وقالت باستحياء بسيط وابتسامة جانبية
_ ماشي !
اتسعت ابتسامته وغمم دون أن يفتح عيناه
حتى لا يفسد لحظات تلذذه واسترخائه
_ اممممم كملي .. شكلي هخليكي تعمليلي البتاع ده كل يوم !
قهقهت ببساطة وقالت مداعبة إياه
_ بتاع !! .. ده مساج للشعر وليه فوايد كتير منها تخفيف الصداع والآم الرأس والتخلص من التوتر والعصبية وحط خطوط كتير تحت العصبية دي هااا !!
_ في دي معندكيش حق .. بقى أنا عصبي !!
هزت رأسها بالنفي قائلة بوجه مشرق ويداها لا تزال تعمل في تدليك فروة شعره
_ لا فشړ ده إنت كيوت
استمرت جلسة المساج إلى ما يقارب العشرة دقائق ثم بدأت تغسل شعره بالماء وتعاود تدليكه لدقيقتين بالضبط وتعود تغسل بالماء مجددا وأخيرا جذبت المنشفة ورفع هو رأسه قليلا عن الحوض فوضعت المنشفة على شعره تجففه بإحكام ورفق شديد .
شفق بنبرة رقيقة وأعين جذابة
_ يارب يكون الصداع خف شوية
قال بضحكة خفيفة
_ أنا نسيت أصلا إني كنت مصدع .. بس ياترى بقى عندك كام موهبة تاني ياشفق هانم
تشدقت مشاكسة إياه بشيء من الفخر وهي تضحك
_ كتيييير مبعدش ياجيمي !!!
انطلقت منه ضحكة مرتفعة نسبيا لتتابعه هي بأعين تطلق شرارات العشق المتيم ! .............
داخل منزل طاهر العمايري ....
كان علاء يقف أمام المرآة يهندم ملابسه ويستعد للخروج غير منتبها لنظرات ميار له وهي تحدجه بشيء من الخنق والقرف وحين لاحظ عيناها التي تتابعه فالټفت برأسه لها في أعين ثاقبة كالصقر وسرعان ما اشاحت بوجهها للجانب الآخر في ارتباك امتزج بالخۏف فعاد هو بنظرة للمرآة مجددا وسمعت صوته الأجش وهو يقول بلهجة آمرة لا تقبل النقاش
_ عشان يكون في علمك خروج من البيت مفيش ولو شميت خبر إن رجلك عتبت برا عتبة البيت محدش هيرحمك مني لا عمك ولا غيره
رمقته بطرف عيناها مستنكرة وهمست بصوت لا يسمع
_ وجاي على نفسك كدا ليه ماتحبسني في الأوضة احسن
استمع إلى همهمات خاڤتة تخرج من بين شفتيها فقال بتدقيق وصرامة
_ بتقولي حاجة !
ثبتت نظرها عليها واردفت بنبرة محتجة
_ بقول ليه .. إيه السبب إنك تحبسني في البيت !!
لاحت ابتسامة متشفية على شفتيه وقال بقسۏة ملحوظة في نبرته ونظرته
_ مزاجي كدا ! عندك اعتراض !!!
حدقت به باستفهام فهي حقا لا تفهم سبب تعامله القاسې معها بهذا الشكل بالتأكيد هو لا يهتم لأمر الخطأ الفادح الذي ارتكبته وحتى إن كان يهتم فلا يحق له أن يعذبها على هذا الشكل .. كانت هذه الكلمات تدور جميعها في حلقة واحدة ولا تفهم لهم أي سبب وقررت ان تواجهه بما يدور بداخل