روايه إسلام بقلم الكاتبه ساره منصور كامله لجميع فصول الرواية
مع كل نبضة
يارب مليش غيرها احفظهالى ليا أنا ممكن اموت بعدها مش هستحمل فراقها ابدا
يارب يار ب
تمضي الايام تاركه أوجعها تزداد داخل كيانه تمزقة مع كل شهيق يدخل رئتيه
يظل فى المشفي ولا يخرج منها الا عندما يأتى الامن ليخرجه يطلب رؤيتها ولو دقيقه واحدة لكن الرفض يأتى فى كل مرة
وبصعوبة تامه سمح له بالدخول لعدة دقائق تحت توصية كبيرة من عمه ناجى الذي أشفق على حالته
يراها كالبدر المضئ فى ليلة ظالمة تكون هى وجه السعادة تلطف بضوئها الساحر الممزوج بالامان برغم تدهور حالتها الصحية الا أنها فقط تزداد جمالا تطرق ذكرياته لها وهى تمنع والده من ضربه وتتلقى هى الضړب وعن أخبارها الدائم له أنها فتاة جميلة
تمنى لو يعود الزمن وتخرج روحه فى وقت ولادته كانت لتكون سعيده مع أبيه الان
طوال النهار والليل يبقي معها وفى جنون الليل يذهب الى غرفته المظلمه التى فرشت الدموع داخلها باشواك الماضي وبقي اثارها فى
كل شئ
فتح هاتفه المحمول ليري 100
كلها من شخصا واحد رامى
إنت فين يابني مختفى ليه
جتلك البيت ميه مرة وانت مش موجود
أدم قالى على والدتك أنا أسف هتخف وهتبقي كويسة متقلقش
روحتلك المستشفي ومش عارف أوصلك
أغلق هاتفه وألقاه فى الجدار فټحطم
فى تلك اللحظة رن جرس المنزل عده مرات لايريد مقابلة أحد لكن يستمر الطارق فى النقر عليه
أنت فين يا اسلام أنتوا كويسين يابني
قالتها نجوة وعلى وجهها الخبث يحمل كلمات يعرفها جيدا
لا مش كويسين نعم
انقلبت قسماتها الى الضيق وهتفت بص يااسلام أحنا مش مجبرين ننتظر أكتر من كدا أبني عريس وعاوز يفرح
رد عليها اسلام مقاطعا
أنا هسبلكم الدنيا أنا وامى عشان تفرحوا أكتر
على الارض ويمشي بسرعة من أمامها تاركا البيت بالكامل
مشي على الطريق العام لايري لايسمع فقط ذكريات حياته تمر عليه مرارا وتكرار لاشئ سعيد لم تفرح والدته بل لم يجد الفرح طريقها ابدا فقط أبتسامات كاذبة تعطيها له كيف لم يعرف أن وراء تلك الابتسامه الم ينذف بالۏجع
وصل الى البحر نظر اليه طويلا حتى مر الليل باكمله على عيناه المستيقظة الغارقة بهالاتها السوداء حتى ارتفعت الشمس تخاطب قلبه الحزين بأن
رجع الى شقته ليري ان محتويات البيت كلها بالخارج
والعمال يخرجون باقى الحاجات تسأل ما بال حقدها وسوادها ليجعلها تخرج كل أثاث البيت طوال الليل
هل سمعت الكلمات التى قالها لها ولم ترى الۏجع بكل حرف
اتجهه الى خزانة والدته واخذ ملابسها فقط واتجهه فى طريقه لايعرف الى اين فقط يمشي عده ساعات ليري أنه وافقا أمام منزل عمه ناجى
ملقتيش الا هو تروحى عند الأسد برجلك هاهاه بس عندك حق ماانت ملكيش حد غيره
قالها اسلام مخاطبا قدميه التى أتت به عند منزل عمه
تنهد وهو يصعد الى المنزل ليقابل عمه ناجى الذي رحب به كثيرا
والله كنت جايلك لسه من شوي عمك قالى أنك سبت الشقه وبعتها ليه استغربت جدا وقولت لازم أشوفك
هو قالك كدا ياعمي ابويا اللى باعها له وانا دلوقتى معنديش حته أعد
فيها
شعر ناجي بالم الذي بحروف اسلام فتنهد بحزن وقال
بيت عمك هو بيتك الاول مش التانى كمان أنت زي أدم عندى والله ومتقلقش الدكتور طمني على والدتك حالات كتير بيحصل كدا وبيقوموا على طول ادعيلها انت بس ياحبيبي
قالها ناجي وهو يربط على كتف اسلام الذي فاضت عيناه بالدموع الكسرة
فأردف ناجى
الواد أدم أتجوز وأوضته القديمه
فاضيه خدها أنت وارتاح فيها
واى حاجه تعوزها قولى
ياعم توفيق تعالا خد اسلام وديه اوضه ادم
أنا ياحبيبي دلوقتى رايح شغل ضرورى
صحيح نسيت اقولك
أدم فتح صيدلية جديده فى منطقة المهندسين قولتله محدش هيمسك الحسابات غير اسلام
أطلع أطلع لما أجى بينا كلام كتيير
يلا ياحبيبي مع السلامه
لم يستطع اسلام الرد على كلام عمه ناجي فالفرق بينه وبين أبيه وأخوته كالسماء والارض
وعيناه التى تنبعث منها الحنان الابوى الذي لم يشعر به أبدا ألقى فى قلبه الراحة وأن زاد خوفه من أدم الذي يقطن فى الاعلى مع زوجته لبني
حدث نفسه بأن ذهابه الى الصيدلية أفضل له وأن كان أدم بها مع البقاء مع أعمامه الحاقدين الذين يراقبونه ليلا ونهارا
خرجت من فمه ضحكه ساخرة وهو يقول
الضباع مستنياني فى كل مكان أروحه
تنهد وأردف
يارب أنا مش عاوز حاجه من الدنيا دي غير أمى تكون بصحتها هستحمل أى حاجه بس أمى ترجعلى
وفى الليل تقلب اسلام طويلا على الفراش ينتظر غبار النوم ينتشر داخل عيناه فلم ينم منذ شهر كاملا وبالفعل جاء النوم يملا جسده بالانهاك مع ثقل الليل
وضاع منه فرصه ان يستمع الى المشاحنات التى تأتى من الدور العلوى بالصياح وتكسير الاثاث حتى انه لم يشعر بذلك الذي يقفز من شرفته العلوية الى شرفته بغرفته القديمة ويزفر بقوة
أستلقى على فراشه الكبير يتقلب فيه ويسب كل شئ حتى أنهكه التفكير ونام لتذهب روحه الى عالم الاحلام
تسللت شمس الصباح الى شرفته ترتسم على عضلات بطنه السداسيه
لبنى أيه دا أنت طولتى أمتى
فجأه أنفتح عيناه وقام من جلسته منتفضا پصدمه وهو ينظر الى أكثر وجهه يكره
ماما متسبنيش متسبنيش ماما
تمتم بها اسلام وهو نائما لتمر على أذن ادم كالضربه القاضية فنبض قلبه پجنون وأنتفض مسرعا الى شقته فى الدور العلوى وهو يكز على أسنانه بضيق حاد
تمضي الايام على عهدتها لا شئ جديد حتى
جاء اليوم الذي يذهب فيه اسلام الى صيدلية أدم
كان الاستقبال
مثل ماتوقعه اسلام بالظبط فنظرات أدم المشټعلة بالضيق ماتزال تسكن عيناه نظرات تخبره أن يخرج قبل أن يطعنه لكنه فقط يبقي تحت حصن عمه ناجى الذي يمنع ادم من التكلم
ولا يختلف شعورهم عن بعض فالقلوب عند بعضها تقرأ من
هم احبابها واعدائها فغالبا مايشعر اسلام بالحقد أتجاه أدم فهو مايزال فى السنه الثالثه فى الجامعة وقد تزوج وفتح له ابيه صيدلية طبية ضخمة ويكفى ان والده ناجى يحبه ويحتضنه كلما يراه
دائما ماتأتى لبني الى زوجها ادم وطبيعتها فى أثارة غيرته لم تتوقف الى الان فكان اسلام ضحيتهما مجرد علكة تمضغها لبني بدرسها يمينا ويسارا
حتى تشعل عين أدم
تضايق اسلام بشدة وهو يرى نفسله مجرد لعبه فى يديها وأن مابه يكفى فأراد أن يجعلها ټندم فذهب الى مكتب أدم وهتف
قول لمراتك تبعد عنى كل
لما تشوفنى تتلزق فيا وأنا مش طايقها أساسا
لم يعرف أسلام أن تلك الكلمه خرجت الى أدم لټطعنه فى شرف زوجته فاقترب منه يمسكه من قميصه ولايفرق بينهم سوي النفس وينظر اليه يريد ان ېحطم عظامه بالكامل
متضربني ياجبان اضرب بدل ماتروح تربي مراتك التيييت
رفع يده يوجه اليه لكمه بأقصي قوته ومن قوة دفعه سقط على الارض بعيدا على كرسيا ټحطم بمجرد وقعه عليه فانكسرت يداه
حدث اسلام نفسه
مش مهم ايدي تتكسر المهم اللى بينهم هما يتكسر ربنا ينتقم منك يالبني