روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
الأول قبل ما تدخلي
قالت سهيلة مازحة بضحكة جريئة
_ لا اصل احنا عيلة متفتحة
_ قصدك عيلة منحرفة
ضحكت الأخرى ثم بلحظة وفي وثبة واحدة وجدتها تجلس أمامها على الفراش وتقول
_ طيب بصي بقى أنا جيت عشان اقولك كلمتين وسد غطاهم .. بكرا في مشوار وهتروحي معايا عشان مش حلوة اروح وحدي أما مشوار إيه فهو مفاجأة
مهرة باستياء
_ أولا أنا مروحتش الشغل عشان حد .. ثانيا أنا عرفتها مقامها كويس أوي واخدت حقي
سهيلة بانفعال على صديقتها
_ اخدتي حقك آه بس كذابة .. إنتي منزلتيش الشغل عشان خاېفة من نظرات أهل المنطقة .. دي مش مهرة اللي أنا اعرفها عشان صحبتي واختي اللي متربية معاها طول ما هي معملتش حاجة غلط متخفش من اتخن تخين فيكي يا بلد ولو حد قال كلمة تحط صباعها في عينه
_ إنتي عايزة إيه يعني دلوقتي ياسهيلة
سهيلة بابتسامة عريضة وبشراسة
_ عايزاكي تقومي تلبسي وتروحي شغلك .. وتمشي وإنتي رافعة
راسك ومتقلقيش وراكي رجالة هنا يعني أي حد لسانه هتيعوج بالكلام عليكي في ضهرك هنقطعهوله
وتجهزي نفسك كمان مقدما لطلعة بكرا عشان دي مش أي طلعة
_ خليها مفاجأة احسن .. أو هي مش مفاجأة انا مش عايزة اقولك عشان عارفاكي فقرية ولو قولتلك هتقولي مش هروح
_ يعني إنتي عارفة إني لو عرفت مش هروح ورغم كدا عايزة تاخديني
سهيلة بمزاح وطريقة كوميدية
_ آه أصل أنا بعيد عنك بنت لزقة بلزق زي
الغرى كدا في البني آدم .. هتقولي مش هروح هفضل اون فوق دماغك لغاية ما تخبطيني بحاجة فوق راسي وبرضوا مش هيأثر فيا
_ بظبط كدا عليكي نور .. قولتي إيه بقى هتروحي أكيد صح !
اطالت مهرة النظر فيها بنظرات مشټعلة من الغيظ فتوترت الأخرى وقالت صائحة پخوف
_ الليمون ياخالة فوزية بسرعة
طرقت عدة طرقات خفيفة على الباب حتى سمعت صوته وهو يسمح للطارق بالدخول فتحت الباب ودخلت فوجدته جاهزا للخروج ويجلس على الأريكة الصغيرة بغرفتة الواسعة ويمسك بهاتفه يتطلع إليه كأنه ينتظر اتصال من أحدهم .
_ إنت مخرجتش ليه ياحبيبي
آدم بخفوت
_ مستني مكالمة ياماما وبعدين همشي
تحركت نحوه ثم جلست بجواره وغمغمت بنبرة تحمل في طياتها اللؤم
_ طيب أنا عايزة اتكلم معاك في موضوع مش هياخد دقيقتين
ظن أن الأمر هاما وجادا حيث ثبت كل تركيزه عليها وقال باهتمام
_ خير ياماما اتفضلي
_ أنا لقيت ليك العروسة .. اكتر واحدة مناسبة ومفيش بنت هتكون احلى منها أو هتحبك زيها
تلاشت ابتسامته تدريجيا من بداية كلامها وعندما وصلت لآخر كلمة فهم من هي الفتاة التي تقصدها فهتف منفعلا برفض تام
_ الفكرة دي مرفوضة تماما بنسبالي واللي بتفكري فيه ده لا يمكن يحصل
أدركت أنه فهم هوية الفتاة فقالت بعصبية مماثلة له
_ ومرفوضة ليه يا آدم إنت هتلاقي فين بنت تحبك زيها وبنت خالتك يعني اكتر بنت مناسبة ليك
استقام واقفا وصاح
_ ماهي المشكلة إنها بتحبني وللأسف أنا عارف وحاولت اكتر من مرة ابادلها نفس المشاعر بس مش قادر ولو سمحتي ياماما متحاوليش تقربيها مني بأي شكل من الأشكال .. أنا مش عايزها تتعلق بوهم وبحاجة مش هتحصل .. وياريت كمان لو تطلعي موضوع جوازي ده من دماغك أنا قولتلك وقت ما الاقي البنت المناسبة ليا هاجي بنفسك واقولك إني هتجوز
هبت أسمهان واقفة وهتفت بسخط
_ وياترى البنت اللي هتختارها دي هتكون زي اختيارات اخوك كدا ولا إيه يا أستاذ
ضحك من وسط نيرانه الملتهبة ثم هتف بخفوت مريب وبنظرات ڼارية مثبتها على عينان والدته
_ خلينا متفقين يا أسمهان هانم إن فريدة هي الاختيار الغلط لكن جلنار هي أكتر واحدة مناسبة لابنك .. وأنا وإنتي عارفين كويس أوي سبب كرهك ليها وده بيأكد ليا حاجة واحدة إنك لسا ......
لم تدعه يستكمل بقية عبارته حيث هوت بكفها على وجنته وصاحت پغضب
_ اخرس .. إنت بتقول وبتفكر كدا أخص يا آدم أخص
ثم ألقت عليه نظرة أخيرة وهي تراه لا يزال يزيح بوجهه للجهة الأخرى بسبب صڤعتها له و يتطلع أرضا استدارت واتجهت لخارج الغرفة بأكملها وبينما كانت في طريقها إلى الأسفل .. ارتفع رنين هاتفها فنظرت إلى الشاشة تقرأ هوية المتصل وأجابت بدون تردد
_ أيوة ياعدنان
عدنان بحزم
_ فريدة موجودة في البيت ياماما
أسمهان بقرف وخنق
_