روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
العكس تماما حيث ابتسم ببرود وهمس بخبث وهو يقترب بشفتيه منها ليستفزها
_ هنشوف يارمانتي الموضوع ده لما نرجع إن شاء الله
رمقته بقرف وتمتمت
_ بكرهك
عدنان بوجه مبتسم في نظرات مثلجة
_ عارف وعشان كدا مش هطلقك
احتدم وجهه وتحول إلى الأحمر القاتم من شدة الغيظ وهي تطالعه باستياء مكتوم .. تود لو تلكمه وتفرغ شحنة غيظها به .. أو ټخنقه بيديها لكنها أثرت عدم الاصطدام معه الآن في شجار هي ليست في مزاج لتحتمله .. حيث اندفعت إلى الخارج وهي تتمتم بعض الكلمات الغاضبة بينما هو فخرج خلفها وكانت الصغيرة تنتظر في الحديقة وهي تلهو بدميتها وعندما رأت والديها باتجاه السيارة ركضت هي قبلهم واستقلت بالمقعد الخلفي في مكانها المخصص وثواني واستقل عدنان بمقعد القيادة وجلنار بجواره ثم التفتت برأسها للخلف لابنتها وهتفت في لؤم قاصدة إثارة ضيقه
استعت مقلتي الفتاة بدهشة وقفزت فرحا في مقعدها تقول بفرحة
_ هييييه
بينما هو فحدقها بنظرة مشټعلة وهتف
_ مين اللي قال هتروحوا !
جلنار ببرود يماثل بروده معها منذ قليل
_ أنا قولت ! .. وبعدين حتى هنا عايزة تروح وفرحت أهي .. إيه هتكسر بنفس بنتك !
_ ده أنا اللي هكسر دماغك
وثبت الصغيرة على مقعد والدها وهي تعانقه من الخلف وتقول برجاء
_ نروح عند خالتو يابابي .. اردوك أرجوك
نظر مطولا لابنته فلم يتمكن من المقاومة أمام نظراتها المستعطفة والحاحها فقال بمضض
_ ماشي ياحبيبتي خلاص هنروح
_ سوق على مهلك يا بيبي
رفع حاجبه مستنكرا كلمتها الأخيرة ورمقها بنظرة متوعدة وهو يتمتم بصوت منخفض سمعته
_ ماشي لما نرجع بس اصبري عليا
ابتسمت في عدم مبالاة وتمتمت لنفسها في نشوة ووعيد ماكر
ثم التفتت برأسها مرة أخرى إلى ابنتها وظلت تتحدث معها وتضحك وهي تشاكسها بينما هو فيتابعهم بعيناه في مرآة السيارة العلوية .. يتأمل ضحكهم واندماجهم الجميل الذي يدخل السرور على قلبه ودون أن يشعر انحرفت شفتاه قليلا لليسار مفترة عن ابتسامة دافئة ومحبة !! .
خرجت من الحمام وهي تلف حول جسدها منشفة كبيرة وتمسك بمنشفة صغيرة أخرى تجفف بها شعرها .. بعد لحظاتها الغرامية مع عشيقها السري وبينما تسير في اتجاه المرآة رفعت نظرها بتلقائية فارتدت للخلف في زعر عندما رأت عدنان أمامها يقف عند الباب ويطالعها بعيناه المرعبة والمعاتبة .. فرت الډماء من عروقها واحست بأنها ستفقد وعيها بعدما ظنته لوهلة حقيقيا لكن سرعان ما اختفى شبحه من أمام عيناها .. التقطت أنفاسها المتسارعة في
_
خير ياسمير !
أجابها الآخر في مكر وشيطانية
_ الست أسمهان هانم طلبت مني النهاردة اراقبك وإنتي خارجة وأنا عملت الواجب
يبدو أن اليوم هو يوم الصدمات المخيفة هتفت في ارتعاد
_ اطمني ياست الكل قولتلها إنك في النادي روحتي تشوفي واحدة صحبتك
فريدة بانفعال
_ غبي ممكن تبعت حد على هناك عشان تتأكد ده لو مرحتش هي بنفسها .. اقفل اخلص خليني ارجع قبل ما تعملي مشكلة الحرباية دي
أنهت معه الاتصال ووضعت الهاتف في حقيبتها ثم اندفعت إلى الخارج وكان نادر يجلس على الأريكة أمام التلفاز ينتظرها حتى تخرج من الحمام وعندما وجدها قد ارتدت ملابسها ومستعدة للرحيل فقال بحيرة وهوويهب واقفا ويقترب منها
_ رايحة فين !
فريدة
_ ماشية يانادر اتأخرت أوي وأسمهان مش هتجبها لبر معايا .. بعتت سمير ورايا عشان يراقبني والغبي معرفش يتصرف ولو مرجعتش دلوقتي ممكن كل حاجة تتكشف
تأفف بقوة في حرارة ثم أجابها بخنق مغلوبا على أمره
_ تمام يافريدة خلي بالك من نفسك ولما توصلي كلميني وطمنيني
انحنت برأسها عليه وخطفت قبلة سريعة من وجنته متمتمة بعجلة في ابتسامة عاشقة
_ حاضر ياحبيبي هكلمك .. سلام
أنهت جملتها واندفعت إلى خارج المنزل بأكمله ومنه إلى المقعد الكهربائي حتى ينزل بها للطابق الأرضي بينما هو فظل واقفا بأرضه ورفع كفه إلى شعره يمسح عليه بحنق .
خرجوا من إحدى البنايات بعد زيارتهم للطبيب الخاص بجدتها وكانت فوزية تستند عليها وتقول الأخرى بمشاكسة
_ أنا مش فاهمة إيه اللي
بيعصبك بس يازوزا .. الدكتور قالك بلاش العصبية وإنتي برضوا مفيش فايدة حد معاه ملاك زي ويتعصب
فوزية بشيء من العصبية
_ بت متنرفزنيش اكتمي خالص ومسمعش حسك
قهقهت بخفة وقالت في نبرة شبه جادة