روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
بمضض حاولت إخفائه
_ امممم للأسف ياحبيبتي
هنا بتشويق وسعادة
_ يلا نلبس
جلنار بنفاذ صبر
_ لما نفطر الأول ياهنا بعدين هنلبس ونمشي
نظرت الصغيرة لخارج المطبخ تتأكد من عدم وجود أبيها ثم اقتربت وانحنت على أذن أمها وهمست بصوت فرح
_ بابي قالي هنروح عند تيتا لما نرجع .. بس اوعي تقولي إني قولت ليكي
_ هو قالك كدا !
هزت رأسها بإيجاب وهي لا تزال تبتسم باتساع فنظرت جلنار للطماطم التي تقوم بتقطيعها ونزلت السکين عليها في عڼف تهمس بصوت غير مسموع وأعين مشټعلة بوعيد
_ ده بعينه إن شاء الله .. قال تيتا أمه القرشانة دي هو أنا ناقصة
صاحت هنا بصوت عالي في حب عندما وجدت والدها يدخل المطبخ فاقترب هو منها وحمله على ذراعيها ومد يده يعبث بخصلات شعرها الحريرية ويهمس في مداعبة
دي بس يابابا
ابتسمت الصغيرة باستحياء بسيط في وجه طفولي يسرق القلب ليقهقه هو بخفة ثم ينحني عليها ويطبع قبلة عميقة على وجنتها بينما جلنار فالتفتت نصف التفاتة برأسها له ورمقته بنظرة مشټعلة ثم اشاحت بنظرها عنه عندما وجدته ينظر نحوها .. اختفت ملامحه اللينة وظهر محلها الصرامة حيث هتف بغلظة صوته الرجولي
تجاهلته تماما ولم تجب ولم تنظر له حتى مما استفزه بشدة فأنزل ابنته من على ذراعيه وهتف بابتسامة رسمها بصعوبة
_ روحي ياهنايا استنيني برا وأنا هاجي وراكي
رفعت هنا نظرها إلى أمها الواقفة وتوليهم ظهرها منشغلة بما تفعله أو تتصنع هذا ثم عادت بنظرها لأبيها وتنهدت بيأس لتستدير وتتجه لخارج المطبخ متمثلة لأوامر والدها .
_ لما اكلمك تردي عليا
قالت بعد مبالاة واشمئزاز
_ مش طايقة اكلمك أو اسمع صوتك أساسا
جز على أسنانه بغيظ ثم قبض على أعلى ذراعها بقبضته الفولازية وتتمتم بتحذير
_ أنا لغاية دلوقتي هادي معاكي ياجلنار رغم اللي عملتيه فاتكلمي باحترام وبأسلوب مظبوط بدل ما اظبطك أنا بأسلوبي
_ سيب إيدي ومتقربش مني .. وتهديداتك الفارغة دي روح هدد بيها حد غيري مش أنا
أحست وأنه لوهلة ستخرج النيران من عيناه وټحرقها بأرضها من فرط سخطه ووجدته يزيد من ضغطه على ذراعها پعنف فلم تتمكن من أخفاء المها أكثر حيث أغمضت عيناها في محاولة بائسة لعدم الظهور ضعيفة أمامه ووجدته يقترب منها وينحنى على أذنها هامسا بصوت يشبه فحيح الأفعى
لانت قبضته تلقائيا على ذراعها حين دخلت لأنفه رائحة عطرها المثير فأغلق عيناه محاولا تمالك
انفعالاته الداخلية حتى لا يضعف وكان على وشك أن ينصاع خلف رغبته لكنه استفاق فورا وترك ذراعها ثم نظر بعيناها وقال في صوت خشن وجاف
_ بعد
الفطار ادخلي خدي دش والبرفان ده متحطهوش تاني .. وإياكي تحطيه وإنتي خارجة
ثم القى عليها نظرة قاسېة أخيرة قبل أن يبتعد عنها ويرحل بينما هي فظلت ملتفة برأسها للخلف تتابعه وهو ينصرف پغضب وممسكة بذراعها ثم همست بغل
_ حقېر .. بس ورحمة ماما لأخليك ټندم على كل حاجة عملتها معايا ياعدنان
تركت ذراعها وعادت تكمل تحضير الفطار وهي تهتف بقرف
_ لو اقدر احط سم كنت حطيته عشان تطفحه واخلص منك نهائي
كانت زينة بأحد المقاهي المشهورة والمطلة على النيل تجلس على أحد المقاعد وأمامها طاولة مستديرة ومتوسطة الحجم ويقابلها مقعد آخر فارغ .. وبيدها تمسك كوب عصير مانجا طازج وتتأمل منظر الماء من أمامها بشرود وبداخلها خلافات عڼيفة .. وسؤال تطرحه باستمرار على نفسها .. لماذا تجلس بمفردك ولم تذهب له بدلا من الجلوس هكذا كالحمقاء .. لكنها باتت تشعر أن كرامتها على حافة الهاوية ولا تستبعد أن يكون قد فهم مشاعرها تجاهه ويتجاهلها بتصرفاته الطبيعية معها لا مجال لمزيد من الركض خلف أحلام واهية .. ستترك كل شيء يسير كما هو مقدر له ! .
فجأة وجدت أحدا يجلس مقابلا لها على المقعد الفارغ فالتفتت برأسها فورا له وعندما وقعت عيناها عليها ظهرت الدهشة والخنق حيث بقت تحدق به لفترة وجيزة بعدم فهم حتى هتفت بحزم
_ أنت بتراقبني !!!
ابتسم رائد وقال بخفوت ضاحكا
_ أكيد لا .. أنا شفتك بالصدفة وقولت اسلم عليكي ونتكلم شوية لو مفيش عندك مانع طبعا
احتدم وجه زينة بغيظ ثم التقطت هاتفها وأشيائها من فوق سطح الطاولة واستقامت واقفة وهي تقول باعتذار صارم
_ أسفة بس أنا ورايا مشوار ومستعجلة وكنت ماشية قبل ما حضرتك تاجي
همت بالانصراف لولا قبضته التي أمسكت برسغها في لطف وهتف بوداعة
_ لحظة بس إنتي متعصبة مني ليه كدا ! .. لو قولت حاجة ضايقتك