روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
الباردة فيغطي وجهها كله تقدم إليها في خطوات هادئة جدا حتى وصل إليها ثم انحنى عليها بنصف جسده ومد أنامله يزيح خصلات شعرها بوداعة من على وجهها ليظهر جمال وجهها وملامحها الساحرة وهي غارقة بالنوم وانفاسها الدافئة لفحت باطن كفه .. اطال التأمل بها للحظات في عينان تحمل لمعة مختلفة ثم حرك ظهر أنامله برقة شديدة بداية من وجنتها نزولا إلى رقبتها .. تحركت برأسها بعدما ازعجتها لمساته وفتحت عيناها ببطء وبمجرد ما وقعت عيناها عليه انتفضت في جلستها فورا وقالت پصدمة
عدنان
_ دلوقتي
استقامت واقفة وقالت باهتمام أسرعت في إخفائه مسرعة بعد جملتها
_ أنت كويس طيب .. اقصد طلعت إزاي حاتم سحب الشكوى !
كادت أن ترتفع الابتسامة على ثغره من اهتمامها الواضح به لكن سرعات اندثرت وحل محلها الصرامة وهو يهتف بنظراته الشرسة
_ حاتم ! .. لا متراجعش وأنا مش محتاج إنه يسحبها أصلا مش حتة عيل عبيط زي ده هيعرف يسجني .. بس أنا عارف هعرفه مقامه إزاي عشان ميفكرش بعد كدا أنه يلاعبني أو يقرب من مراتي وبنتي
_ مش هتقربله ياعدنان فاهم ولا لا .. أنا اتكلمت معاه وهو خلاص مش هيقربلي تاني ولا أنا هكلمه
أخطأت فيما قالته عن دون قصد حيث ألهبت نيرانه المرعبة وهتف بصوت رجولي يحمل لمسة مريبة
_ كلمتيه !!!
اربكتها نبرته وقسمات وجهه التي تحولت لكنها أجابت عليها بثبات وشجاعة دون أي خوف ظاهر
قبض على ذراعها پعنف وجذبها إليه صائحا بها بصوت جهوري وعينان مشټعلة بالغيرة
_ يعني إيه روحتيله بيته ! .. إنتي بتكسري كلامي ياجلنار سبق وحذرتك إن عقابك هيكون عسير لو عرفت إنك كلمتي ال ده تاني .. بس شكلك حابة تجربي
_ أنت ملكش حق تتدخل في حياتي وأعمل اللي أنا عايزاه .. ومتنساش إننا أول ما نرجع مصر هتطلقني
صاح بها پعنف وعينان بها نظرات مرعبة ومنذرة
_ انسي الطلاق ده نهائي وطلعيه
من دماغك .. طلاق مش هطلق
ظهرت في عيني جلنار نظرات مشټعلة اندمجت بالتحدي وهي تجيبه بثقة واستنكار
علت صوت ضحكته وهو يجيبها مستهزئا
_ تدمريني ! .. كبيرة أوي الكلمة دي وإنتي مش قدها
_ هتشوف قدها ولا لا
ثم اندفعت إلى خارج الشرفة في طريقها إلى غرفتها لكن قدمها التوت فجأة فاصدرت صړخة عالية پألم وسقطت على الأرض جالسة تتأوه بتوجع شديد
ممسكة بكاحلها ذهب إليها وجلس القرفصاء أمامها ثم هم بإمساك قدمها لكنها دفعت يده پعنف وصاحت به بسخط
_ Dont touch me لا تلمسني
رمقها بنظرة باردة وتابعها وهي تحاول النهوض مرة أخرى على قدمها ولا تستطيع فتنهد بابتسامة مخفية ووقف ثم انحنى عليها وحملها على ذراعيه متجها بها نحو الغرفة رأت ابتسامته الجانبية على شفتيه فقالت بخنق
_ اعتقد أن مفيش حاجة تضحك
طالعها بطرف عيناه في وجه مبتسم بمكر امتزج بالسخرية
_ بعد الوقعة دي إنتي اخرك تدمري مجسم مكعبات مش تدمريني
جلنار بقرف
_ its not funny أنه ليس مضحك
على فكرة .. ونزلني
لم يبالي بكلمتها الأخيرة فصاحت به مرة أخرى باستياء
_ نزلني ياعدنان
وكان رده عليها بالتجاهل حتى وصل إلى الغرفة ودخل ثم وضعها على الفراش وجلس على حافة الفراش بجوارها ممسكا بكاحلها ويقول بهدوء
_ الألم هنا
دفعت يده عنها وصاحت به
بانفعال
_ قولتلك متلمسنيش
عدنان بحدة
_ اسكتي ومتعصبنيش .. معانا سفر بكرا الصبح مش هتصحى وتقوليلي مش قادرة أقف على رجلي
سكتت مجبرة فالألم لا يحتمل حقا ولا تستطيع تحريكها حتى فكيف ستقف عليها ! .. بدأ هو يقوم بتمرين بسيط لقدمها بحركات مدروسة وغير عشوائية لكنها أصدرت تأوها مرتفعا وهي تبعد يده هاتفة پتألم
_ أه .. ابعد ياعدنان بتوجعني اكتر
_ لازم هتوجعك
قالها بجمود ووجه خالي من التعابير ثم استكمل ما كان يفعله وهي تتأوه بصمت وألم شديد ثم نهض واتجه إلى الحمام وفتح صيديلة الحمام الصغيرة المعلقة فوق المرحاض وأخرج منها ضمادة مرنة بيضاء .. ثم عاد لها وبدأ بلفها في بطء حول كاحلها ويضغط عليها بينما هي فكانت بمكان آخر تتأمل بلحيته التي نمت كثيرا وأصبحت كثيفة وملامح وجهه المتغيرة بعض الشيء حتى شعره الكثيف