الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 213 من 214 صفحات

موقع أيام نيوز

 

_ الحمدلله إنه عجبك .. بس مش دي المفاجأة تعالي معايا فوق وبعدين نبقى نكمل وافرجك على بقية التغيرات اللي عملتها في البيت 
سارت معه مبتسمة يصعدون الدرج حتى وجدته يتحرك بها لإحدى الغرف المغلقة والتي من المفترض أنها ستكون لطفلهم الثاني .. فتسمرت مكانها بذهول فور تخيلها لشكل المفاجأة لكنه ابتسم وحثها على استمرار السير معه وعند الباب تركها وابتعد عنها ليفتح الباب ثم يتقهقهر للخلف لكي يترك لها أسبقية الدخول .

تملكها الذهول وهي تتنقل بنظرها بين أرجاء الغرفة الصغيرة .. أصبحت مكتملة من كل شيء ذلك الفراش الصغير لابنهم وأيضا يوجد مهد صغير وخزانة عصرية من اللونين الأبيض والأسود معا والوان الحوائط ملائمة تماما لصبي .. حتى أن الغرفة امتلأت بالالعاب من قبل قدومه .. كل شيء كان كما تمنت بالضبط وأثاث الغرفة على ذوقها تماما .
اغروقت عيناها بالعبارات واستدارت له لا إراديا ترتمي بين ذراعيه هاتفة من بين دموعها بصوت مبحوح 
_ الأوضة لو فيها أي حاجة مش عجباكي وعايزة تغييرها براحتك 
هزت رأسها بالنفي واردفت بسعادة غامرة 
_ تؤتؤ كل حاجة حلوة أوي وأجمل مفاجأة بجد ياعدونتي 
ضحك
ورد بشوق وحماس 
_ طيب جهزي نفسك إنتي وهنا بقى بليل عشان نرجع البيت 
عبست قليلا وقالت برقة ونظرة كلها حنو 
_ طيب خليها بعد يومين يعني مثلا بعد فرح آدم يكون بابا بقى كويس وبعدين نرجع لأني مش هقدر اسيبه دلوقتي 
تنفس الصعداء بحنق وأجابها في عدم صبر 
_ زهقت ياجلنار ووحشتيني أوي إنتي وهنا ده أنا ما صدقت خلصت البيت عشان اخدك وترجعي 
_ عشان خاطرك بس يارمانتي هستحمل شوية 
بتمام الساعة السابعة مساءا ..........
انفتح الباب ودخل عدنان ليقابل صوت أخيه وهو يقول لأمه مازحا 
_ أهو الباشا شرف أخيرا يا أسمهان هانم 
ابتسمت أسمهان وهتفت بحنو 
_ ليه اتأخرت كدا ياحبيبي 
تقدم منها وانحنى عليها يقبل رأسها بدفء متمتما 
_ معلش ياماما كان معايا شوية حجات
خلصتهم وجيت علطول والله 
أردف آدم بمرح 
_ احنا لينا ساعتين مستنينك عشان العشا .. المفروض تراعي إني عريس ولازم اتغذى كويس
رمقه بحاجب مرتفع ثم هدر باسما بنبرة ذات معنى 
_ اه طبعا اهم حاجة تتغذى ما أنت داخل على ملحمة بقى مش كدا ولا إيه يا عريس ! 
قهقه عاليا وأجاب بلؤم وهو يوجه الحديث لأمه 
_ عندما تتحدث الخبرة ! 
تنفست أسمهان الصعداء بعدم حيلة وهي تضحك ثم صاحت منادية 
_ هاتي ياسماح العشا يلا 
_ والله واتجمعنا من تاني على سفرة واحدة ياولاد الشافعي .. ربنا يخليكم ليا ياحبايبي ويحفظكم وما يفرق بينا أبدا 
كل منهم التقط كف من كفيه وقبل ظاهره بلطف هامسين بالتناوب 
_ ويخليكي لينا ياست الكل
بعد مرور يومين وتحديدا بالليلة المنتظرة والموعودة ليلة الزفاف ..........
كان يجوب الطرقة
إيابا وذهابا أمام الغرفة لا يطيق الانتظار حتى يدخل ويراها وبين كل لحظة والأخرى يطرق طرقة قوية على الباب في محاولة منهم للاستعجال .. عند الطرقة الأخيرة فتحت جلنار الباب له ووقفت كالسد المنيع تقول بحزم 
_ نعم ! 
آدم متوسلا 
_خليني ادخل أشوفها لحظة واحدة ياجلنار 
جلنار برفض قاطع وعدم تأثر بتوسله 
_ مينفعش هي خلاص خمس دقايق وتخلص اصبر بقى 
تأفف بصوت عالي ويأس وهمت هي بأن تغلق الباب وتدخل لكن سألته باهتمام وحماس 
_ عدنان فين يا آدم 
أجابها بحنق ولا مبالاة 
_ مع هنا تحت 
اتسعت بسمتها الغامضة بالنسبة له ودخلت الغرفة ثم أغلقت الباب لتتركه بالخارج يتحرق شوقا لرؤية زوجته وهي بفستان الزفاف ! .
وبالفعل لم تكن سوى دقائق معدودة حتى خرجوا جميعهم من الغرفة وأخرهم كانت جلنار التي أشارت له بالسماح بالدخول إليها .. فأشرق وجهه وأضاءت عيناه من السعادة والحماس وفورا اندفع للداخل يغلق الباب خلفه ليتقدم منها بخطوات هادئة .. يراها تقف توليه ظهرها وهي بفستان الزفاف الذي يأخذ مساحة كبيرة من حولها .. الشوق يأكله أكل لكي يرى وجهها فالتف حولها حتى وقف أمامها ورأى أجمل وجه يمكن أن يراه على الأطلاق .. كانت هي تتطلعه ببسمة خجلة لا تقوى على النظر بعيناه من فرط حيائها أما هو فكانت عيناه لا تحيد بالنظر عنها يتأملها وهو يبتسم باتساع ولوهلة شعر بأن الدموع ستصعد لعيناه من فرط السعادة فراح يقترب منها ويضمها في عناق حميمي ډافنا وجهه بين ثنايا رقبتها وهو يهمس 
_ مش مصدق إنك خلاص بقيتي مراتي يامهرة أخيرا ياحبيبتي 
ردت هي بصوت خاڤت يملأه الحياء برغم عبارتها التي تحوي على بعض من الجرأة 
_ وأنا فرحانة أوي يا آدم 
ابتعد عنها ودنى منها يلثم جبهتها ووجنتيها وهو يتمتم 
_ إيه الجمال ده بس أنا مش قادر اشيل عيني من عليكي
تطرقت رأسها أيضا وهي تضحك بخجل بينما
 

212  213  214 

انت في الصفحة 213 من 214 صفحات