روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
تسمع منه أي شيء وهو بهذه الحالة المزرية .
اكمل عدنان بثغر مبتسم في أسى
_ جايز أكون اناني زي ما بتقولي .. بس أنا أناني في حبي وتمسكي بالشخص اللي عايزه .. مش بقبل بعده عني ولا بقبل اشاركه مع حد
ثم سكت لدقيقة قبل أن يتبع بعينان تلمع بدمعة متحسرة
_ ربنا اخدلك حقك مني ياجلنار
غامت عيناها بالعبارات ولو كانت بقت للحظة أخرى تتطلع إليه تلك العبارات ستشق طريقها إلى وجنتيها .. فابتعدت عنه مسرعة وهمت بالنزول من فوق الفراش حتى تغادر لكن قبضته على رسغها اوقفتها وتبعها همسته الراجية
بقت على وضعها توليه ظهرها تحاول كبت دموعها من السقوط لكنها انهمرت بشكل لا إرادي حين شعرت بلمساته تهبط برقة من رسغها إلى كفها ليقربه لشفتيه لاثما باطنه بعدة قبلات تتنقل من باطن الكف لظاهره وانفاسه الساخنة تلفح بشرتها الناعمة .
التفتت برأسها له وسط دموعها فتراه يحتضن كفها ويمطره بوابل من قبلاته وهو مغمضا عيناه .. فتجمدت يدها أمام قبلاته ولم تتمكن من سحبها إلا عندما توقفت قبلاته واحست بانفاسه السريعة هدأت وانتظمت
كان لا يزال مغمضا عيناه وخرجت منه همسة بمشاعر صادقة .. رغم أنه شبه نائم وتأثير الكحول واضح عليه إلا أن قلبه ولسانه تولوا مهمة الكلام بدلا عن عقله المغيب
قدماها تسمرت مكانها وانفرجت شفتيها بذهول .. ومن فرط صډمتها ظنت أن عقلها يختلق تهيأوهات ويهلوس .. وبأقل من الثانية كانت تلتفت برأسها إليه في معالم وجه يعلوها الذهول وعدم الاستيعاب .. فوجدته يغلق عيناه بسكون تام .. بشكل تلقائي تحركت لتصعد فوق الفراش من جديد وتقترب منه تمد أناملها الرقيقة تهزه في كتفه بلطف تتأكد هل مستيقظا أم نائم
لكنه للأسف لم يجيبها فقد كانت تلك هي جملته الأخيرة قبل أن يغرق في سباته العميق .. استمرت في التحديق بوجهه بعينان مصډومة حتى وجدت شفتيها تنفرج عن شبه ابتسامة عفوية ثم تبتعد عنه وتنهض لتغادر الغرفة بأكمله تاركة إياه ينعم بنومه العميق .
مع صباح اليوم التالي .......
صك سمعها صوت رسالة وصلت للتو على هاتفها .. فنهضت من فراشها واتجهت لتلتقط هاتفها وتفتح الرسالة تتفقد آخر رسالة وصلت وكانت من رقم مجهول محتواها كالآتي نصيحة مني ليكي متثقيش أوي في رائد .. هو مش ملاك زي ما متخيلة ولا عمره هيكون .. خدي حذرك وخلي بالك منه عشان ده شيطان متجسد في صورة انسان .
هذا الرقم ولماذا يحذرها من رائد !! .. ماذا يعرف عنه حتى يقول هكذا !! .
بقت على هذا الوضع لدقائق تارة تعود وتقرأ محتوى الرسالة من جديد بتدقيق أشد كلمة كلمة وتارة ترفع نظرها تحدق في الفراغ بشرود .. لا تنكر شعور القلق والخۏف الذي انتابها لوهلة بعد هذه الرسالة رغم سخافتها بالنسبة لها إلا أن صاحبها نجح في بث الخۏف بنفسها وتحقيق مبتغاه الذي لا تعرف سببه ! .
_ وبعدين يازينة تعالي ساعديني شوية يابنتي كلها كام ساعة وعمتك وولادها يوصلوا ده حتى خطيبك هيجي الليلة !
مسحت زينة على وجهها متأففة في عقل مشوش .. لكنها قررت عدم الانشغال برسالة سخيفة كتلك من ارسلها هدفه واضح وهو دلع نيران الشجارات والتفرقة بينهم .. لتجيب على أمها بإيجاب وخفوت
_ حاضر ياماما روحي وأنا جاية وراكي علطول
استدارت ميرفت وغادرت من جديد لتعود للمطبخ تكمل تجهيزات طعام المساء .. بينما زينة فما هي إلا دقائق قصيرة حتى لحقت بأمها لكي تساعدها .
داخل الاستراحة الخاصة بالمستشفى .....
تجلس فوق مقعدها حول طاولة صغيرة وعلى الوجه المقابل لها مقعد فارغ .. أو بالأحرى مقعده حيث استقام منذ لحظات وابتعد عنها لكي يجيب على هاتفه وقد اوصاها بأن تتناول طعامها ومشروبها إلى حين عودته .. واكتفت هي بالإماءة في موافقة دون أن تتحدث .
ذبل
وجهها المبتهج دائم الابتسام وبات شاحبا تحيط بعيناها الهالات السوداء .. كانت ترفع شعرها لأعلى في تسريحتها المعتادة لتتركه ينسدل على ظهرها ذيل طويل .. مرتدية بنطاله الأبيض الواسع واعلان كنزة بحمالات عريضة وفوقها جاكت جينز واسع في الذراعين يعطيها شكل لطيف مقارنة بجسدها المتناسق .
كانت عيناها تائهة تحدق في الفراغ پضياع وشريط ذكريات حياتها المأساوية يمر أمامها كفيلم سينمائي .. وسؤال واحد يدور في ذهنها تستمر