روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
يسير مبتعدا عنها ليجيب بغلظة
_ عملت إيه
رد الطرف الآخر بخبث وشيطانية
_ كله تم زي ما أمرت ياباشا مش فاضل غير أوامرك بس عشان ننفذ فورا
أظلمت عيني عدنان بشكل مخيف وغمغم في صوتا مريبا ومخيفا بعض الشيء
_ تمام انتظر مني الإشارة مش عايز أي غلطة ولا عينكم تغفل للحظة
_ اطمن ياباشا كله تحت السيطرة
كان يعم الصمت القاټل بينهم لا يسمع سوى صوت الموسيقى من حولهم .. هي لا تنظر له وهو يتأملها بعمق حتى وصل نادلين أحدهم يحمل صينية واسعة فوقها صحون الطعام والآخر كان يقف بجوراه يلتقطت الصحون ويضعها أمامهم فوق الطاولة بانتظام وبعد انتهائه ارسل لهم ابتسامة عذبة في رسمية قبل أن يستدير وينصرف .
_ ليه !!
_ هو إيه اللي ليه !
جلنار بتوضيح أشد
_ ليه بتعمل ده كله ياعدنان !!
تنهد بقوة وغمغم في صوت رجولي جاد دون أن تزين شفتيه أي ابتسامة
لمعت عيناها بالعبارات ليس لجمال كلماته ولكن لذلك الوضع الذي يعاني كلاهما منه ..
لا هو يتخلى ولا هي تتمكن من العفو بسهولة .
قالت في خفوت وضيق
_ اللي قولته الصبح مش هيغير حاجة ومش هيخليني انسى كل حاجة واسامحك
_ عارف ومش منتظر إنك تسامحيني بالسهولة دي أساسا .. أنا بس حبيت اوضحلك إني عمري ما كرهتك ولا يمكن هكرهك
جلنار باستياء وألم دفين
_ وليه متقولش إنك حاسس بالندم عشان كدا رافض تطلقني كنوع من تكفير الذنب وعشان تريح ضميرك
احتدمت نظراته في حدة ليهز رأسه بالنفي في عڼف ويقول بصدق لمسته في نظرته وصوته
كويس وعارفة إني مش بتمسك بشيء إلا لما يكون غالي عندي بجد وإنتي وهنا اغلي حاجة في حياتي دلوقتي
فشلت في منع دمعتها المتمردة التي سقطت فوق وجنتها الناعمة والبيضاء لتجيبه في قوة رغم عيناها الدامعة
عيناها ونظراتها صوبوا سهمهم لقلبه الذي تألم بشدة فرفع أنامله يمسح دمعتها برقة ثم ينحنى عليها مقبلا عيناها وينزل بشفتيه أسفل عيناها مكان الدمعة يقبله كذلك هامسا في نبرة تحمل بحة رجولية ساحرة كلها دفء وحب
_ وليه لا مش يمكن يكون أيوة .. كل شيء وارد وممكن ياجلناراڼهارت حصونها أمام قلبها الضعيف من قربه فلفت ذراعيها حول رقبته متعلقة به ټدفن هي أيضا وجهها بين ثنايا كتفه ورقبته !! ...
ارتفع صوت رنين الباب وكانت أمها تقوم بأداء فرضها فاضطرت هي للنهوض حتى تفتح للطارق المجهول .. سارت زينة باتجاه الباب هاتفة
_ أيوة ثواني
وصلت وامسكت بالمقبض تديره وتجذب الباب إليها بعفوية غير متوقعة لما ستجده أمامها .. وبمجرد ما أن وقعت عيناها عليها تصلبت كان صاعقة أصابتها من فرط الصدمة وتفوه لسانها بشكل لا إداري في عدم استيعاب
_ هشاام
.......... ...........
_ الفصل الرابع والثلاثون _
لا تدري كم مر من الوقت وهي بين ذراعيه هكذا تتشبث برقبته وټدفن وجهها بين ثنايا كتفه .. حالة من الضعف اللإرادية تمكنت منها لدقائق طويلة .. ولم تستمع لأي صوت داخلها ېصرخ عليها بالابتعاد وفقط سارت خلف تلك المشاعر التي تحركها كالدمية وانزلت راية صمودها مؤقتا .
لم تسامحه ولكن قلبها خر منهزما بين يديه .. يحاوطها بذراعيه بقوة ويحكمهم حولها كأنه يخشى ابتعادها .. أما وجهه فوجد مخبأه بين ثنايا رقبتها وأنفاسه الساخنة تلفح رقبتها فتجعلها كالمتغيبة عن ما يحدث ! .
كانت في عالم آخر حتي صړخ صوت بعقلها واستفاقت على أثره فأدركت الوضع .. ابعدت يديها عنه وتراجعت للخلف بخطوة تسحب جسدها من بين ذراعيه وتحدجه بسكون وبعيناها نظرة استنكار لضعفها أمامه .. لا يجب أن تكون لينة بهذا الشكل .. فمازال الطريق طويل أمامه حتى ينال ما يسعى إليه .
تابعها عدنان بعيناه البائسة وهي تعود لتجلس فوق مقعدها أمام الطاولة وتشيح بوجهها للجهة الأخرى تتفادى النظر إليه عمدا .. كإشارة بسيطة ترسلها له من خلال تلك التصرفات أن ما حدث كان مجرد حالة لحظية لا تعني