الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 174 من 214 صفحات

موقع أيام نيوز


كتفيها لأعلى تدل على عدم تأكدها من الإجابة التي ستعطيها لها وغمغمت 
_ تقريبا جدتها تعبت وفي المستشفى عشان كدا اضطرت تمشي 
اتسعت عيني آدم بدهشة واكتفى بهز رأسه بالإيجاب مشيرا لها بعيناه أن تغادر .. وفور انصرافها رفع يديه يمسح على وجهها متنهدا بقوة وعقله مشغول بها ماذا حدث لجدتها ! .. وكيف وضعها هي الآن ياترى ! لا يتمكن من كبح عقله ومنعه من التفكير وطرح الأسئلة التي لا إجابة لها سوى عندها هي .

بقى يدور بمقعده بحركة دائرية حول نفسه ويشبك اصابع كفيه ببعضهم .. يهز الإبهام بقوة كدليل على فرط القلق .. وبعد دقائق طويلة من تلك الحالة الغريبة المتمكنة منه توقف بالمقعد في وضعه الطبيعي أمام المكتب ورفع كفيه يطرق بأنامله فوق سطح المكتب في قوة .. مترددا في الاتصال بها والاطمئنان عليها حتى تهدأ نفسه المضطربة ويتوقف ذلك العقل عن التفكير .
أثر بالأخير السير على خطا ذلك الصوت الذي يلح عليه بأن يتصل .. حيث أمسك بهاتفه وبحث عن اسمها بقائمة الأسماء حتى عثر عليه وضغط على اتصال ليرفع الهاتف لأذنه يستمع للرنين ينتظر الرد منها .
وبعد عدة رنات صاحبها اليأس منه بعدم الرد .. أجابت لكن كان صوتها مبحوحا وأثر البكاء يظهر في نبرتها بوضوح 
_ الو مين 
آدم بصوت لطيف وقلق بعدما سمع نبرتها 
_ أنا آدم يامهرة .. جدتك عاملة إيه 
أتاه صوتها المصحوب پبكاء قوي ونبرة مرتجفة من فرط الاڼهيار 
_ مش عارفة .. الدكتور لسا مخرجش من


عندها أنا خاېفة أوي عليها .. مش هسامح نفسي لو جرتلها حاجة بسببي
لم يفهم مقصد كلماتها الأخيرة لكنه وجد لسانه يتحدث بشكل لا إرادي بدلا عنه 
_ اهدي إن شاء الله هتقوم بالسلامة .. إنتوا في مستشفى إيه 
إجابته وهي تشهق بقوة 
_ في مستشفى ........ 
استقام
واقفا يسحب مفاتيح سيارته ويلتقط سترته بيد واحدة ثم يهتف بطريقه لمغادرة الغرفة 
_ أنا نص ساعة بالكتير واكون عندك يامهرة 
لم ينتظر ليستمع ردها بل انزل الهاتف واندفع لخارج غرفته ومنها للدرج ينزل درجاته مسرعا حتى غادر مقر الشركة بأكملها واستقل بسيارته ثم انطلق بها يشق الطرقات متجها لتلك المستشفى التي أخبرته بها ...
هرولت راكضة بلهفة بعدما سمعت صوت ابنتها تصيح عليها بأن الهاتف يرن والمتصل أخيها .. وصلت إليها وجذبت الهاتف من يدها تجيب بسعادة ولهفة امومية 
_ هشام .. عامل إيه ياحبيبي طمني عليك 
هشام مبتسما وبنبرة رخيمة ودافئة 
_ أنا بخير الحمدلله ياماما .. إنتوا عاملين إيه 
أجابت عليه ببهجة صوتها 
_ كلنا زي الفل مش ناقصنا غيرك ياغالي .. مش ناوي تنزل إجازة بقى على الأقل يابني 
اتسعت ابتسامته وقال في لطف ومداعبة جميلة 
_ ماهو أنا متصل عشان كدا ياست الكل 
صاحت في دهشة 
_ بجد ياهشام نازل مصر ! 
نكزتها ابنتها في ذراعها برقة تهتف بإلحاح وحماس لمحادثة أخيها 
_ بيقولك إيه !!! .. ادهوني ياماما أكلمه وحشني أوي 
لوحت لها بيدها وابعدت كفها بعدم اهتمام واستمعت لابنها الذي قال 
_ النهارده بليل إن شاء الله جاي
لم تتمالك نفسها من الصدمة فانهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وكتمت شهقتها بكف يدها حتى لا يخرج صوتها إليه .. من فرط سعادتها لم تتحكم في زمام عباراتها .. سوف يعود أخيرا لهم بعد غياب دام لخمس سنوات .
انقبض قلب ابنتها فور رؤيتها لدموعها فجذبت الهاتف من يد أمها ووضعته فوق أذنها تهتف في تلهف وعدم استيعاب 
_ هشام إنت بجد جاي ولا بتهزر !!!
_ أيوة النهارده بليل بإذن الله هكون عندكم 
انطلقت منها صړخة اخترقت اذناه بقوة وهي تثب جالسة من مقعدها وقد أدمعت عيناها من سعادتها فلو تركت زمام دموعها لاڼفجرت مثل أمها .. بينما هو فهتف شبه ضاحكا بريبة 
_ بت يا الأء ردي عليا أنا قلقت الأول أمك ودلوقتي إنتي ! 
هدرت في نبرة مغلفة بالبكاء 
_ من الفرحة مش مصدقين .. أخيرا هترجع ياهشام 
_ ولا أنا مصدق والله أنا من امبارح مش عارف أنام من كتر التفكير .. وحشتوني أوي 
ألاء بمشاكسة 
_ كذاب لو وحشناك كنت نزلت زيارة وشوفتنا حتى ده إنت آخر مرة نزلت فيها زيارة كانت من تلات سنين ويدوب اخدت اسبوع وسافرت تاني ! 
هشام ضاحكا وبنبرة رجولية جميلة 
_ إن شاء الله المرة دي مفيش غياب تاني 
ألاء بذهول وعدم استيعاب 
_ واحدة واحدة علينا ياعم أنا كدا هقعد جمب الوالدة واعيط زيها 
_ هي بټعيط جامد بجد !!! 
ألاء ضاحكة في سعادة غامرة 
_ دي خلصت علبة مناديل في الدقيقتين دول بس 
_ طيب ادهاني اكلمها ! 
ألاء برفض وحماس 
_ لا روح إنت جهز شنطتك بس وجهز حاجتك يلا و
 

173  174  175 

انت في الصفحة 174 من 214 صفحات