روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
يقول
_ بقولك إنتي فين
تمتمت بصوت يحمل بحة البكاء
_ مش هقولك ومش هتعرف وحتى لو عرفت مش هتقدر تاخد بنتي مني
عدنان بوعيد حقيقي ونبرة مرعبة
_ تمام براحتك بس قريب اوي هلاقيكي وصدقيني هوريكي النجوم في عز الضهر وهخليكي تشوفي مين هو عدنان الشافعي على حق
انهمرت دموعها بغزارة على وجنتيها ولكنها جاهدت في عدم اظهار هزة صوتها وهي تهتف بقوة مزيفة وباحتدام
وفور انتهاء جملتها أنهت الاتصال فورا والقته على الفراش ثم چثت على الأرض بجواره ودفنت وجهها بين راحتي كفيها تبكي بحړقة وپألم تبكي كل شيء في حياتها .. على زواج فاشل يقف على أعتاب الانتهاء وعلى ابنة ستعيش مصير مجهول وحزين لا تستحقه وعلى أب قاسې لا يبالي بشيء سوى بمصالحه الشخصية وأمواله وأخيرا على قلب مهشم يدعي القوة .
بقصر الشافعي .....
كانت أسمهان تجلس على المقعد الهزاز في الحديقة وبيدها كوب القهوة خاصتها ترتشف منه ببطء وبجانبها مسجل كلاسيكي جميل يصدح صوته بفيروزات الصباح حتى ارتفع صوت رنين هاتفها بجوارها فمدت يدها على المسجل واغلقته ثم أمسكت بالهاتف وأجابت بحزم
_ كله تمام ياهانم .. الصور وصلت لعدنان باشا وهو شافها
ارتفعت الابتسامة الشيطانية على شفتيها وهدرت بحدة
_ اوعي تكون عملت حركة غبية كدا ولا كدا وعرفته مكانها عارف لو ده حصل هعمل فيك إيه
هتف بثقة تامة وغطرسة
_ عيب يا هانم هو أنا مبتدأ .. ده أنا تربيتك بس بيني وبينك الست جلنار دي وتكة عنده حق الباشا يغير عليها
_ اخرص ياحيوان .. أنت ملكش دعوة بأي حاجة غير اللي بطلبه منك بس وتنفذه من غير كلام
لوى الرجل فمه بتهكم وقال بخنق
_ حاضر ياست هانم .. وأنا تحت امرك
انزلت الهاتف من على اذنها وأنهت الاتصال وهي تهتف باشمئزاز
_ جاتك القرف
ثم عادت الابتسامة تعلو شفتيها من جديد وتهمس بسعادة ووعيد
رأت آدم وهو يخرج من باب المنزل ويتجه نحو سيارته فقالت بحنو وصوت عالي نسبيا
_ رايح فين يا آدم
توقف للحظات وأجابها بابتسامة هادئة
_ رايح المعرض ياماما عايزة حاجة اجبهالك معايا
_ لا ياحبيبي عايزة سلامتك .. خلي بالك من نفسك
في مساء ذلك اليوم ....
وصلت زينة أمام باب المعرض وهي تحمل بين يديها طعام ! .. تارة تنظر للمعرض وتارة للكيس الذي يحتوي بداخله على ورق عنب ! .. وتفكر بينها وبين نفسها هل أخطأت عندما جاءت له بالطعام أم أنها فكرة رائعة .. فتجيب على نفسها بصوت مسموع بعض الشيء
_ مش سمر قالتالي شوفي هو بيحب إيه واعملهوله .. هو بيحب ورق العنب !!
وكالعادة كلما تكون تقف تتشاور مع نفسها في حوار يخصه يقطع هو حوارها مع نفسها .. سمعت صوته وهو يخرج من الباب ويقول بوجه بشوش
_ زينة واقفة كدا ليه تعالي !
اقتربت منه ووقفت أمامه تماما ثم قالت بابتسامة عريضة تحاول التحلي بالثقة وعدم الخجل
_ عامل إيه يا آدم
نظر للكيس الذي بين يديها رافعا حاجبه باستغراب ثم نظر لها وقال بلطف
_ كويس الحمدلله .. إيه الكيس ده !
ابتسمت بحياء وقالت وهي تتجه
لداخل المعرض وتقول
_ تعالى هقولك جوا
دخل خلفها وهو يبتسم بحيرة فوجدها تجلس فوق أحد المقاعد وتجذب الطاولة الصغيرة أمامها ثم تبدأ بإخراج علبة بلاستيكية صغيرة شكلها رقيق وتضعها على الطاولة وهي تقول بحماس
_ عملت ورق عنب وقولت لازم تدوقه فجبتلك معايا منه عشان تدوقه وتقولي رأيك
قهقه بصوت عالي على طريقتها وقال
بنظرات مشتهية
_ طال والله انتي بنت حلال .. تعرفي كان نفسي فيه
_ يلا ياعم عد الجمايل بقى
اقترب وجذب مقعد آخر ليجلس قبالتها ويفتح العلبة ثم يلتقط الشوكة الموضوعة بالداخل ويغرزها في واحدة ثم يرفعها لفمه ويأكلها ظهر الإعجاب على وجهه بعد أن تذوق طعمه ثم القى بالشوكة على الطاولة وقال ساخرا
_
لا شوكة ايه بقى ده مش عايز شوكة
خرج صوتها الرقيق وهي تقول برقة
_ عجبك
أجابها وهو يأكل بنهم واستمتاع
_ اممم جميل أوي يازينة .. انتي اللي عملاه
ابتسمت باستحياء وقالت