روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
عندها أنا خاېفة أوي عليها .. مش هسامح نفسي لو جرتلها حاجة بسببي
لم يفهم مقصد كلماتها الأخيرة لكنه وجد لسانه يتحدث بشكل لا إرادي بدلا عنه
_ اهدي إن شاء الله هتقوم بالسلامة .. إنتوا في مستشفى إيه
إجابته وهي تشهق بقوة
_ في مستشفى ........
استقام
واقفا يسحب مفاتيح سيارته ويلتقط سترته بيد واحدة ثم يهتف بطريقه لمغادرة الغرفة
لم ينتظر ليستمع ردها بل انزل الهاتف واندفع لخارج غرفته ومنها للدرج ينزل درجاته مسرعا حتى غادر مقر الشركة بأكملها واستقل بسيارته ثم انطلق بها يشق الطرقات متجها لتلك المستشفى التي أخبرته بها ...
هرولت راكضة بلهفة بعدما سمعت صوت ابنتها تصيح عليها بأن الهاتف يرن والمتصل أخيها .. وصلت إليها وجذبت الهاتف من يدها تجيب بسعادة ولهفة امومية
هشام مبتسما وبنبرة رخيمة ودافئة
_ أنا بخير الحمدلله ياماما .. إنتوا عاملين إيه
أجابت عليه ببهجة صوتها
_ كلنا زي الفل مش ناقصنا غيرك ياغالي .. مش ناوي تنزل إجازة بقى على الأقل يابني
اتسعت ابتسامته وقال في لطف ومداعبة جميلة
_ ماهو أنا متصل عشان كدا ياست الكل
_ بجد ياهشام نازل مصر !
نكزتها ابنتها في ذراعها برقة تهتف بإلحاح وحماس لمحادثة أخيها
_ بيقولك إيه !!! .. ادهوني ياماما أكلمه وحشني أوي
لوحت لها بيدها وابعدت كفها بعدم اهتمام واستمعت لابنها الذي قال
_ النهارده بليل إن شاء الله جاي
لم تتمالك نفسها من الصدمة فانهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وكتمت شهقتها بكف يدها حتى لا يخرج صوتها إليه .. من فرط سعادتها لم تتحكم في زمام عباراتها .. سوف يعود أخيرا لهم بعد غياب دام لخمس سنوات .
_ هشام إنت بجد جاي ولا بتهزر !!!
_ أيوة النهارده بليل بإذن الله هكون عندكم
انطلقت منها صړخة اخترقت اذناه بقوة وهي تثب جالسة من مقعدها وقد أدمعت عيناها من سعادتها فلو تركت زمام دموعها لاڼفجرت مثل أمها .. بينما هو فهتف شبه ضاحكا بريبة
هدرت في نبرة مغلفة بالبكاء
_ من الفرحة مش مصدقين .. أخيرا هترجع ياهشام
_ ولا أنا مصدق والله أنا من امبارح مش عارف أنام من كتر التفكير .. وحشتوني أوي
ألاء بمشاكسة
_ كذاب لو وحشناك كنت نزلت زيارة وشوفتنا حتى ده إنت آخر مرة نزلت فيها زيارة كانت من تلات سنين ويدوب اخدت اسبوع وسافرت تاني !
_ إن شاء الله المرة دي مفيش غياب تاني
ألاء بذهول وعدم استيعاب
_ واحدة واحدة علينا ياعم أنا كدا هقعد جمب الوالدة واعيط زيها
_ هي بټعيط جامد بجد !!!
ألاء ضاحكة في سعادة غامرة
_ دي خلصت علبة مناديل في الدقيقتين دول بس
_ طيب ادهاني اكلمها !
ألاء برفض وحماس
_ لا روح إنت جهز شنطتك بس وجهز حاجتك يلا و أنا هي هنسهقبلك بليل احلى استقبال
قهقه بخفة واستمر حديثه معها لدقائق أخرى حتى ودعها واغلق بعدما طرأ له عمل طاريء بالمستشفى واضطر لإنهاء حديثه مع عائلته .
كانت أسمهان تقف أمام خزانتها تبحث بين ملابسها عن ذلك الدفتر الصغير الخاص بها .. وأثناء بحثها وقعت يدها على صور قديمة لا تعرف كيف تلك الصورة لا تزال معها ! .. تذكر أنها
________________________________________
ألقت بها في القمامة منذ زمن طويل ! .
التقطتها بين يديها تتطلع إليها بصمت وقد احتدمت نظراتها بشدة .. لتشوبها غمامة من الغل والبغض .. مجرد تذكرها لذلك اليوم يثير چنونها واشمئزازها .. ليتها أبت ولم تنصاع خلف أصوات قلبها السخيفة .. لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الآوان .. بل في الواقع كلاهما لا يحق لهم الندم أساسا .
سمعت صوت طرق الباب فأخفت الصورة بين كفيها وصدح صوتها الحازم
_ ادخل
دخلت إحدى الخادمات تحمل فوق يديها الطعام الخاص بها هاتفية
_ اتفضلي يا هانم
أسمهان باستغراب وحدة
_ جايبة الأكل هنا ليه .. آدم زمانه على وصول وهناكل مع بعض !
ابتلعت الخادمة ريقها بتوتر من العاصفة التي ستهب الآن إذا أخبرتها بما حدث لكن بالأخير ردت مغلوبة
_ آدم بيه مش جاي على الغدا النهارده
أسمهان بحيرة
_ ليه مش جاي وإزاي عرفتي
من شدة توترتها ظهر التعرق فوق جبهتها .. حيث ردت باضطراب وخوف
_ ليلى اتصلت بيا وقولتالي ابلغ حضرتك إن آدم بيه راح المستشفى عند البنت اللي اسمها مهرة لأن جدتها تعبانة
اشتعلت عينان أسمهان بالنيران لتسأل في تأكيد
_ مهرة دي البنت اللي لسا شغالة جديد في الشركة مش كدا !
أماءت لها الخادمة برأسها في إيجاب .. وحين رفعت نظرها تتطلع لأسمهان رأتها عبارة عن جمرة ملتهبة واخذت تتحرك يمينا ويسارا صائحة في عصبية
_ بيعمل إيه
مع البنت البيئة دي .. ماشي يا