روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
فوق الأبواب حتى عثر على غرفتها .. فتحرك ووقف أمامه ليرفع يده ويطرق عدة طرقات ليست بلينة ولا قوية .
لحظات قصيرة وفتحت هي الباب معتقدة أن خدمة الفندق قد وصلت بالفطار .. لكن تجمدت دماء وجهها وطالت التحديق به تحاول اختراق تلك النظارة السوداء التي تحجب عنها رؤية عيناه ونظراته .. ثم انتصبت في وقفتها بشموخ وقالت في خنق
نزع نظارته أخيرا عن عينيه فرأت نظرة مستاءة تمركزت في عيناه وهو يجيبها
_ لمي هدومك يلا عشان نمشي
خرج سؤالا شبه استنكاريا منها
_ لوين !
حاتم بحدة
_ على البيت يانادين ولا متخيلة إني هسيبك تقعدي في فندق هنا وحدك
ردت في برود استفزازي وابتسامة غير مبالية
استفزته واغضبته بشدة لكنه تحكم في زمام نفسه ليدفعها للداخل برفق ويدخل ثم يغلق الباب هاتفا بلهجة آمرة
_ مفيش مشكلة يتلغي الحجز
نادين بغيظ
_ راح ارجع ما بدي اضل هون بيكفي يا حاتم
تقدم منها بخطوات متريثة فتقهقرت هي لا إراديا للخلف حتى اصطدمت بباب الحمام الملحق بالغرفة أشرف عليها بهيئته وهمس في لهجة لا تقبل النقاش
رغم اضطرابها من قربه إلا أنها صاحت به پغضب
_ ما في شيء اسمه نحنا عم تفهم .. ولا إنت نسيت اللي سويته مبارح
لم يتمكن من كبح انفعالاته أكثر من ذلك فصاح بها في صوته الرجولي المهيب وعيناه المظلمة
_ لما تقضي اليوم كله مع راجل معرفش مين هو أصلا وتقوليلي رفيقي .. وبعدين ترجعي آخر الليل منتظرة تكون ردة فعلي إزاي يعني .. مين صاحبك ده هاااا .. قولي ميين خليني اعرف يمكن تكوني على حق !!
_ لك شو خصك إنت مين رفيقي هادا !! .. بخرج مع اللي بدي ياه ما راح انتظر الأذن منك مثلا
ضړب بقبضة يده على باب الحمام بجانب رأسها فانتفضت بخفة فزعا وانكشمت في وقفتها حين رأته يدنو منها
________________________________________
بشكل خطېر حتى لفحت أنفاسه الڼارية صفحة وجهها وخرج صوته منذرا وقد أظلمت عيناه بشكل مخيف
خشيت تحذيره ونظراته التي أثبتت أنه لا يمزح فيما يقوله .. خصوصا وهو قريب بهذا
الشكل رغم ذلك أبت الخضوع أمامه فقالت بابتسامة متشفية تحمل لمسة النصر
_ إنت غيران ولا شو !
حاتم بنفاذ صبر
_ نادين !!!
_ أيوة غيران ولو متكلمتيش متلوميش غير نفسك على اللي هيحصل
ابتسمت بنصر وسعادة لاعترافه بغيرته الچنونية عليها فاستدارت توليه ظهرها ثم تفتح باب الحمام وتدخل وقبل أن تغلق الباب همست في ابتسامة مثلجة
_ كانت رفيقتي مايا
ثم أغلقت الباب دون أن ترى ردة فعله لكنها استشعرت مدى الصدمة التي تهيمن عليه الآن .. بالتأكيد يقف متسمرا كالصنم يحدق في الباب وفي أثرها ببلاهة وعدم استيعاب للخديعة التي سقط فيها بكل سهولة .. وربما غاضب منها بشدة ويرغب في فض شحنة غيظه بها .. لكن كل هذا لا يهم طالما حصلت على ما تريده ! .
كانت ستتجه الخادمة لفتح الباب بعد سماع صوت رنينه لكن أسمهان أوقفتها بإشارة من يدها وسارت هي لتفتح وكانت تعرف أن الطارق هو ابنها .
فتحت الباب واستقبلته بابتسامة امومية حانية ثم فردت ذراعيها له تعانقه وتهتف
_ ازيك ياحبيبي
ابتسم لها وملس على ظهرها بلطف مغمغما
_ كويس ياماما .. إنتي عاملة إيه طمنيني بتاخدي علاجك بانتظام
أسمهان بإماءة بسيطة
_ باخده متقلقش ..كويس إنك جيت أهو تتغدا معانا ونتلم كلنا على السفرة
طبع قبلة سريعة فوق رأسها يجيبها على عجلة معتذرا
_ خليها مرة تاني ياست الكل وهقضي اليوم كامل معاكي .. أنا جاي بس اخد كام حاجة من الأوضة كنت شايلها بخصوص الشغل وهمشي
ابتسمت متهكمة وردت باقتضاب تلقي بتلمحياتها المباشرة
_ طبعا ماهي خلاص خدتك مننا .. وعرفت تكسبك في صفها
أصدر زفيرا طويلا بخنق ثم ابتسم وقال متخطيا جملتها
_ آدم موجود
هزت رأسها بالنفي ولا زالت ملامحها مقتضبة فهز هو رأسها بيأس واندفع تجاه الدرج يصعد إلى غرفته بالأعلى فتح الباب ودخل ثم اتجه اول شيء إلى أدراج الطاولة الخشبية يفتحهم واحدا تلو الآخر يبحث عن الذي يريده ولم يتمكن من إيجاده ووجهته التالية كانت الخزانة فيسحب الباب الجرار الذي بالمنتصف لتقع عيناه على ملابس فريدة المعلقة والتي تملأ الخزانة بأكملها أظلمت عيناه واحتدمت نظراته ومر أمامه شريط بجميع أفعالها والذكرى الأخيرة عندما تركها لتذهب مع عمها .. تخلت عنه وهو تخلى بأبشبع الطرق واقساها .
خرجت صيحة عارمة منه
_ ماما
لحظات وكانت أسمهان تهرول إليه بالأعلى على أثر صيحته .. وحين دخولها الغرفة تصلبت بعدما رأت