روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
أنه تداركه على آخر لحظة وتفاده برأسه الذي ماله بها
للجانب فمر الحجر من جانب رأسه تماما كانت تراه يضحك باستمتاع وبرود استفزها لكنها قررت عدم الدخول معه في شجار الآن وتجاهلته ثم استدارت مرة أخرى وسارت للداخل وتركته .
في مساء ذلك اليوم ......
سارت باتجاه جدتها التي تجلس أمام التلفاز تشاهد مسلسلا مصريا كلاسيكيا البخيل وأنا .. جلست بجوارها على الأريكة وهي تحمل بين يديها صحن كبير ممتليء بالفشار مدت فوزية يدها داخل الصحن دون أن تحيد بنظرها عن التلفاز والتقطت ثلاث حبات من الفشار بين اصابعها ورفعتهم بفمها تتناول كل واحدة على حد .. بينما مهرة فالتقطت حبة والقت بها داخل فمها مردفة وهي تشير بنظرها على التلفاز في ملل
روحت فوزية يديها لها بعدم اكتراث مغمغمة بسخرية
_بس اسكتي إنتي ولا عارفة حاجة اتفرجي وشوفي بس
مهرة بإصرار
_ والله عارفة حتى الراجل البخيل اسمه عوض اللي هو فريد شوقي يعني و بيفضل يحوش في فلوسه وميديش لولاده حاجة ومطفحهم المر وفي الآخر لما ېموت ولاده هيكتشفوا أنه عنده ثروة و .... يووووه أنا كل شوية بحكي في الموال ده بصي معايا كدا طيب عايزة اقولك حاجة مهمة
_قولي
أخذت نفسا عميقا واخرجته زفيرا متهملا قبل أن تهتف في نفس واحد
_ أنا سبت الشغل
توقفت فوزية عن التحديق في التلفاز والتفتت برأسها تدريجيا تجاه حفيدتها تتطلعها بدهشة امتزجت ببعض الڠضب فقالت مسرعة تتفادى ڠضب جدتها
_ يازوزا مش مرتاحة مع
عم سمير والشغل مرهق أوي الصراحة وأنا بتعب
فوزية باستياء بسيط
_ وماله عمك سمير ما الراجل ربنا يباركله ليكي سنين بتشتغلي معاه في مكتبته وعمرنا ما شوفنا منه حاجة وحشة وأنا عارفاه وببقى مطمنة عليكي عنده
ابتسمت مهرة بمرارة وودت لو تخبرها بكل شيء .. حتى تجعلها ترى هذه الملائكة المزيفة على حقيقتها .. لكنها آثرت الصمت بالنهاية خوفا على صحة جدتها وقالت بابتسامة دافئة ونبرة رزينة
ضړبت فوزية بكفها الايمن فوق ظهر كفها الأيسر وهي تهتف بحيرة بعد تنهيدة طويلة أصدرتها
_ وإنتي هتلاقي فين شغل تاني يا ناصحة
ابتسمت بارتباك بسيط وأجابت پخوف
_ لا ما أنا لقيت !
علقت فوزية مدهوشة
تنحنحت مهرة واتسعت ابتسامتها البلهاء وهي ترد على جدتها برقة مصطنعة
_ أصل أنا شوفت أعلان بالصدفة لشركة وكانوا محتاجين موظفين في قسم الحسابات تخصصي يعني فقولت اقدم .. قدمت وروحت الصبح عملت المقابلة وقالولي هيردوا عليا بكرا
اتسعت عيني فوزية بذهول وسرعان ما صاحت بحفيدتها في ڠضب حقيقي
رأتها تنزع حذاء قدمها عنها فأدركت ما سيحدث بعد ذلك وثبت واقفة وهرولت راكضة تجاه غرفتها ولسوء حظها أن فوزية ألقت بالحذاء فأصابها في ظهرها .. توقفت وهي تلف ذراعها للخلف تضعه على ظهرها صاړخة پألم وتهتف من بين صړاخها
_ آاااه جالي الغضروف .. ياولية عايزة تعجزيني وأنا لسا في عز شبابي .. طب افرض اتقبلت في الشغل دلوقتي اروح للواد التركي ازاي .. اروحله وأنا على كرسي على متحرك يعني
فوزية مضيقة عيناها باستغراب وڠضب
_ مين الواد التركي ده كمان !!!
تداركت مهرة جملتها وقالت وهي تضحك ببلاهة
_ لما اروح تركيا يعني واقابل عريسي هناك قصدي
فوزية بعصبية
_ انجري يابت على اوضتك يلا .. تركيا في عينك .. قال قدمت وروحت عملت المقابلة أصل أنا مليش كلمة يا بنت رمضان
تجاهلت كلمات جدتها الغاضبة وسارت باتجاه غرفتها وهي ممسكة بظهرها وتتلوي پألم مغمغمة في عينان تبكي بكاء مزيف دون دموع
_ ياعيني على شبابك اللي راح يامهرة .. الولية ماشاء الله تاخد جايزة نوبل في التنشين بالشبشب .. آه ضهري اتقطم !!
أمسكت بهاتفها الذي يصدع رنينه للمرة الثانية على التوالي .. قرأت هوية المتصل فتنهدت بقوة وأجابت عليه في نبرة جادة
_ أيوة
ضيق عيناه باستغراب من نبرة صوتها لكنه أجاب بصوت لين
_ عاملة إيه ياحبيبتي
_ كويسة يا رائد وإنت
لم تتغير نبرتها بل كانت مثل السابقة تماما وربما أشد حزم وجدية .. مما جعله يسألها بحيرة
_ أنا كويس .. إنتي في حاجة مضيقاكي ولا إيه !
لوت زينة فمها بتهكم وهدرت بعدم مبالاة مزيفة
_ لا عادي مفيش حاجة
رائد بترقب لردها وصوت رجولي جاد
_ زينة واضح من صوتك إن في
حاجة حصلت .. قوليلي في إيه !
كانت قد عزمت أنها لن تسأله .. لكن كلما تتذكر تلك الفتاة وتقذف لذهنها صورتها تشتعل غيظا من أسلوبها والطريقة التي تحدثت بها معها .
زينة بصرامة
_ أصل من يومين أنا كنت