الخميس 05 ديسمبر 2024

روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )

انت في الصفحة 178 من 264 صفحات

موقع أيام نيوز


بيدها على صدره تهتف في توسل باكية بقوة 
_ متطلقنيش يا عدنان ابوس إيدك .. اعمل فيا اللي إنت عايزه .. بس أنا مليش حد 
دفعها بجفاء واشمئزاز فسقطت فوق الأريكة .. اقترب هو وانحنى عليها يقبض على فكها بقسۏة ويهدر أمام وجهها يتقن وقرف ممتزج بالوعيد 
_ تعرفي نفسي اقټلك واخد روحك بإيدي عشان أطفي ڼاري .. بس متستاهليش ادخل السچن فيكي وأنا معايا بنت محتاجاني .. إنتي متستالهيش أي حاجة .. استغليتي حبي وثقتي فيكي وطعنتيني في ضهري .. بس العيب مش عليكي .. العيب عليا أنا عشان انتي اثبتيلي قد إيه أنا كنت غبي ومغفل 

لحظة مرت سكت فيها ثم لمعت عيناه بڼار الڠضب والخزي وهتف بوعيد حقيقي 
_ إنتي مخدتيش مني غير الحب والاحترام بس دلوقتي جه الوقت اللي تشوفي فيه عدنان في وجهه الآخر دوقتي طعم الجنة وجه دور الچحيم .. چحيمي !
ثم تركها وانتصب في وقفته ليقبض على ذراعها ويجذبها خلفه باتجاه إحدى الغرف الصغيرة ويلقى بها في الداخل واقفا عند الباب وهو يبتسم بعدم رحمة .. أدركت هي فورا ما ينوى فعله ولما القى بها في تلك الغرفة الضيقة والصغيرة .. يعرف جيدا أنها تخشي الأماكن المغلقة والضيقة .
وثبت واقفا وهرولت إليه راكضة لكنه كان اسرع منها حيث أغلق الباب ووضع المفتاح في القفل واغلقه غير مكترثا لصياحها وهي ټضرب على الباب من الداخل وتهتف باكية 
_ افتح الباب ياعدنان ابوس ايدك متعملش فيا كدا إنت عارف إني بخاف من الأماكن المغلقة 
وكأنه اخرج قلبه ووضع مكانه حجر لا يشعر ولا ينبض .. لم يؤثر به صياحها وبكائها وتوسلاتها بقدر ذرة بل لم يكترث لها حتى حيث استدار وسار للخارج مغادرا المنزل بأكمله تاركا أياها تصرخ متوسلة إياه .. فتح الباب وكان أمامه يقف احد رجاله فألقى عليه نظرة صارمة وحادة فهم الآخر من خلالها تعليماته فور دون الحاجة إلى حديث .. وتابعه بعيناه وهو يتجه نحو سيارته ويستقل بمقعده ثم ينطلق بها .
تقف في الحديقة وتسقي ورودها الحمراء وهي شاردة الذهن .. ترتدي عبائة منزلية طويلة لكنها دون أكمام .. بالكاد اكمامها تخفي أكتافها .. سمعت صوت سيارة تقترب من المنزل ظنته هو في باديء الأمر لكن حين رأت السيارة المختلفة عن سيارته ضيقت عيناها باستغراب وباللحظة التالية كان يخرج منها آدم .
تركت الدلو المخصص لسقي الورود ووقفت تجاه آدم تتطلع له بحيرة وهو يقترب منها مسرعا ويهتف 
_ عدنان فين يا جلنار ! 
غضنت حاجبيها بحيرة وقد اقلقها تلهفه في السؤال عن أخيه بهذه الطريقة ولوهلة ظنت أن مكروه قد أصابه فهدرت بنبرة مهتمة 
_ مش موجود .. هو في حاجة حصلت ولا أيه يا آدم !!
مسح على وجهه بقوة متأففا بقلق فهو يحاول الوصول له منذ أمس ولكنه لا يجيب على هاتفه .. رفع نظره لها فرأى القلق الحقيقي بدأ يرتفع لملامحها وهي تحدق
به منتظرة منه أن يفسر لها ما يحدث .. فتنهد آدم بحرارة وتمتم 
_ عدنان عرف كل حاجة امبارح 
شهقت پصدمة وهتفت 
_ عرف بفريدة ونادر ! 
هز رأسه لها بالإيجاب لتعود وتهتف ولا تزال الصدمة تعتلي ملامحها 
_ عرف إزاي !! 
_ معرفش مقاليش أي حاجة أنا أساسا بحاول أوصله من امبارح بليل ومش بيرد عليا ولا عارف راح فين
صعد الخۏف والقلق لوجهها وهي تجيب عليه بعبوس 
_ هو كان هنا امبارح بليل متأخر وكان واضح عليه إنه متضايق بس أنا متوقعتش إنه يكون عرف .. قولت يمكن مشاكل في الشغل
توجه آدم وجلس على أقرب مقعد وجده أمامه وهتف بصوت خشن 
_ عدنان مكنش طبيعي إمبارح .. أنا خاېف يكون عرف مكان فريدة ويعمل فيها حاجة ويضيع نفسه 
تسرب الارتيعاد إلى قلبها فور سماعها لكلمات آدم ووجدت نفسها تهتف بسرعة في توتر ملحوظ 
_ طيب حاول كلمه تاني يا آدم .. ولو رد عليك قوله أي حاجة خليه ييجي مثلا قوله هنا تعبت .. على الأقل يهدى شوية عشان ميتصرفش بتهور 
_ مش بيرد يا جلنار ماهو ده اللي مجنني
_ طيب والحل ايه دلوقتي 
_ مش عارف مش عارف 
أخذت تفرك يديها في قلق ظاهر على ملامحها .. لا تتمكن من إخفاء خۏفها من أن يقوده غضبه لأفعال چنونية وېقتلها فيتسبب في دخول نفسه للسجن .
كان يقف أمام روضة الأطفال يستند بجسده على سيارته .. عاقدا ذراعيه أمام صدره وعيناه معلقة على الباب ينتظر خروج صغيرته .. يصدر زفيرا بين كل آن والآخر في محاولات بائسة منه للتنفيس عن صدره المخټنق .
خرجت هنا من البوابة وهي تحمل فوق ظهرها حقيبتها الطفولية الصغيرة وتركض باتجاه أبيها في وجه مشرق قابلها هو بابتسامته الدافئة والعاشقة رغم ما يمر به من خړاب داخلي إلا أن رؤيته لملاكه الصغير كافية لرسم البسمة تلقائيا على وجهه .. انحنى بجزعة للأمام يفرد ذراعيه ليستقبلها بمجرد
 

177  178  179 

انت في الصفحة 178 من 264 صفحات