روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
غرفتها .
فتح آدم باب الغرفة دون أن يطرق ودخل فوجد عدنان يجلس على الأريكة فاردا ذراعه على أعلى الأريكة ويضع ساقا فوق الأخرى وبيده سېجارة يدخلها في فمه ثم يخرجها وينفث الدخان في شراسة .
فهم آدم بتلك اللحظة أن هدوئه الظاهري ما هو إلا قناع كاذب يرتديه أمامهم ومن الداخل هناك أعصار مدمرة لو خرجت لقضت على كل شيء .. هو لا يشرب السچائر إلا في حالات غضبه العاتية .. وكأنه يفرغ غيظه بها .
_ عرفت من إمتى
آدم بخشونة
_ لما عملت الحاډث عرفت
_ إزاي
يسأل بسكون تام ولم يكن ذلك الهدوء مطمئن لآدم مطلقا لكنه أصدر زفيرا حارا بعد دقيقة كاملة من الصمت وهو يجيب عليه يخبره بالحقيقة
كان ينفث الدخان من فمه وبعدما صكت تلك الجملة أذنه صابه الذهول فكتم بقية الدخان في فمه دون أن ينفثه ورمق أخيه بنظرة حمراء هاتفا
_ جلنار كانت تعرف !
_ أيوة راقبت فريدة يوم افتتاح المعرض وشافتها وهي رايحة لنادر وعرفت بعدها وأنا لما ضغطت عليها قالتلي
يبدو أن الۏحش استيقظ من جديد حيث ألقي بالسېجارة في الأرض واطفأها بقدمه يدهسها پعنف هامسا بهدوء ما قبل العاصفة
أشفق على أخيه وهو يشعر بمدى المه الذي يمزقه من الداخل ويتظاهر بالقوة والثبات فأجاب عليه بأسى
_ مش ذنبك إنك حبيتها ياعدنان وكنت بتثق فيها ومتوقعتش منها الطعن في الظهر ولا إنها قڈرة وو بالشكل ده
_ مقولتليش ليه !
_ مقولتش ليه !!!
صاح آدم مثله مغلوبا على أمره
_ كنت عايزاني اقولك مثلا مراتك بتخونك مع ال اللي بتعتبره صديق ومأمنه على شغلك وشركتك .. كنت عايزاني اقولك كدا في وشك !! حط نفسك مكاني وقولي كنت هتقدر تقولي ولا لا ياعدنان
_ وجلنار اللي قالتلك !!!
ادرك جيدا شعوره الآن بعد جملته تلك فاستقام آدم واقفا وتابعه وهو يتجه نحو النافذة يقف ينظر منها واضعا كفيه في جيبي بنطاله تقدم إليه وهتف بصوت رزين
ابتسم بسخرية وهو يهمس
_ كل ده ولسا مفتش
آدم بجدية
_ لا مفتش يا عدنان .. إنت كان عندك استعداد تطلق جلنار بسببها وكنتوا هتطلقوا بالفعل بس الحمدلله محصلش .. ودلوقتي اهي جات الفرصة انك تحافظ عليها هي وبنتك ومتخسرهمش
تطلع لأخيه وهو يبتسم بدفء .. ثم رتب على كتفه وهمس باسما
_ كبرت وبتديني نصايح كمان يا آدم !
بادله الابتسامة وهو يجيب عليه بصوت رخيم
_ لا دي مش نصايح يا Boss أنا بقولك الحقيقة اللي إنت مكنتش شايفها
اكتفى بابتسامته الباهتة فاستكمل الآخر باهتمام
_ مش هسألك عرفت مكانهم ولا لا عشان أكيد لقيتهم .. بس قولي عملت فيهم إيه !
_ نادر هرب بس هجيبه هيروح مني فين يعني
_ وفريدة !
عدنان بنظرات ڼارية
_ لا دي عقابها مختلف معايا
تنهد آدم الصعداء براحة بعد أن فهم أنه لا ينوي أن يأذيها وهمس
_ كويس إنك معملتش فيها حاجة
عدنان بنظرات تنبع بالشړ والغل
_ بس قصاد كدا هخليها تدوق العڈاب أشكال والوان
في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل ......
فتح باب المنزل ودخل .. ولم يكن المنزل هادئا كالعادة كما اعتاد أن يجده بكل ليلة
.. بل الأصوات المنبعثة من المطبخ أثبتت له أنها مازالت مستيقظة .. نزع حذائه بجانب الباب وتحرك في اتجاه المطبخ بخطوات متريثة بينما صوت خطواتها وتحركها فكان يصل لأذنه ويشعر به كأنه يراها أمام عيناه .
وصل أخيرا ووقف عن الباب يتطلع لها بصمت وهو يراها تمسك پسكين وتقوم بتقطيع الخيار وترتدي إحدى قمصان النوم خاصتها القصيرة لم يمر الكثير من الوقت وهو يتأملها حتى هتف بصوت رخيم
_ بتعملي إيه
انتفضت في وقفتها بفزع وسرعان ما التفتت بجسدها كاملا له تقول بصوت مزعور
_ إنت إمتى جيت !!
انتظرت أن يجيب عليها لكنه كان ينظر بجمود وبعيناه الثاقبة فتنهدت والتفتت بجسدها مرة أخرى توليه ظهرها وتهمس
_ جعت وبعمل أكل ليا تحب اعملك معايا
لم تسمع رد منه أيضا سوى الصمت .. لحظات معدودة وشعرت به يتقدم نحوها في خطوات مدروسة .. يقترب ويقترب لا تنكر إن اقترابه المتريث هذا اربكها وخصوصا عندما وجدته يقف بجوارها تماما شبه ملاصقا لها ويجذب من يدها السکين هاتفا بخفوت يحمل