الخميس 05 ديسمبر 2024

روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )

انت في الصفحة 149 من 264 صفحات

موقع أيام نيوز


شيء حدث خصوصا بعدما سمعت نبرته الرخيمة التي نادرا ما يتحدث بها .. سحبت الغطاء على جسدها جيدا وهي تعتدل في نومتها وتهمس باقتضاب 
_ شكرا
تحدث للمرة الثانية يسأل بنفس نبرته السابقة 
_ اكلتي 
تعجبت سؤاله وطريقته
لكنها اماءت بإيجاب في نظرات تطلق علامات استفهام انتصب في وقفته أخيرا وتمتم بإيجاز وخفوت 

_ كملي نوم .. تصبحي على خير
تابعته بعيناها في تدقيق وهو يستدير ويغادر الغرفة كانت شبه مدوهشة من هدوئه وأسلوبه المختلف في الحديث .. بعد ثواني معدودة سمعت صوت باب المنزل ينغلق فضيقت عيناها بذهول هل رحل مجددا بهذه السرعة !! وثبت من الفراش واقفة واسرعت نحو الشرفة تنظر منها فوجدته جلس على الأريكة المتوسطة في نصف الحديقة واطفأ جميع الأضواء ليبقى في الظلام الدامس لا ينير الحديقة سوى ضوء القمر الخاڤت .. سؤال وحيد طرحته على نفسها في هذه اللحظة وهي تهتف بحيرة 
_ واضح إن في حاجة حصلت !!
بينما في الأسفل فكان هو هادئا بشكل ېخنقه هو ذات نفسه يمكن القول أنه احتفظ بالموجة الثانية من الطوفان حين يعثر عليهم .. فنيران الخذي والألم المندلعة في صدره أوشكت أنه تجعله رمادا كان يتساءل عن هوية ذلك الوغد الذي تقوم بخيانته معه واتضح أنه مع اقرب صديق له تماما كما كان يشك كلاهما تآمرا عليه وكان هو الأغبي في المؤامرة لكنه لن يخرج خاسرا .. سيذيقهم العڈاب الوانا وأشكال .. وبالأخص هي ! لم تستحق ذرة واحدة من الحب الذي منحه لها .. ثقته العمياء وتعلقه بها جميعهم كانوا لسذاجته فقط .. منذ الصباح وهو يطرح سؤال واحد لماذا وكيف ! .. ربما لم يكن عليه أن يكون وفيا إلى هذا الحد .. فهذا هو جزاء الإحسان .. الطعن في الظهر والشرف يقسم لها أنه كما أشبعها بحبه وأظهر لها كيف يكون الحب سيريها أيضا كيف يكون العڈاب والكره الحقيقي .
رفع يديها ومسح على شعره نزولا إلى وجهه وهو يزأر من بين شفتيه كالأسد المجروح ويرغب في الاڼتقام والثأئر لجرحه .
في صباح اليوم التالي .......
ارتفع صوت رنين الباب فنهضت هي من مقعدها وسارت باتجاه الباب لتفتحه وهي تهتف بتلقائية بعد أن ظنت أنه هو وقد نسى شيء وعاد ليأخذه 
_ إنت مخدتش المفتاح ولا إااا......
ابتلعت بقية الكلمة في جوفها فور رؤيتها لعدنان يقف أمامها بهيئته المخيفة ويتطلع لها بنظرات لا يمكن وصفها إلا أنها أشبه بچحيم سيبتلعها الآن .
.....
_ الفصل الرابع والعشرون _
كان تماما كبركان وحممه البركانية تفوح على سطحه ولا يتبقى سوى لحظات على الانفجار ليقضي على الأخضر واليابس وجهه يعطي لون الأحمر الداكن من فرط احتقان الډماء والڠضب وهو يتطلع لها كأسد وجد فريسته التي يبحث عنها وسيتفنن في طريقة تعذبيها قبل أن ېقتلها .
ازدردت ريقها بړعب اعتلى كل معالمها وتراجعت للخلف في تلقائية بينما هو فتقدم نحوها ورفع يده ثم هوى به على وجنته في صڤعة قوية اسقطتها أرضا وهي تصرخ من الخۏف والدهشة .. اندفع إليها كالثور الهائج وقبض على شعرها يجذبها من خصلاتها بدون رحمة صارخا 
_ بټخونيني أنا يافريدة !! 
ارتفع صوت نحيبها وبدأت ترتجف من الړعب وهي تهتف متوسلة 
_ سامحني يا عدنان ابوس ايدك 
وجدت صڤعة أخرى تنزل على وجنتها من كفه الكبير وكانت أشد وأقسى من السابقة جعلتها تصرخ من الألم وهي تبكي خرجت صيحة منه نفضتها في أرضها نفضا 
_ هو فين ال 
استمرت في البكاء القوى دون أن تجيب عليه فعاد ېصرخ بصوته الجهوري 
_ انطقي فينه 
ردت عليه بصوت مرتجف وجسدها يرتجف معه 
_ خ ... خر .. ج 
_ اممم فاكر نفسه هيعرف يهرب مني 
تقهقرت في الأرض للخلف وهي تهتف بتوسل وسط بكائها 
_ خليني اشرحلك كل حاجة عشان خاطري ياعدنان 
ضحك بشكل مرعب تماما كشبح وتقدم إليها هادرا بسخرية 
_ هتشرحيلي متقلقيش وبالتفصيل كمان .. بس الأول اشرحلك أنا هعمل فيكي إيه 
قبض على ذراعها في عڼف وبحركة مفاجأة يرغمها على الوقوف وهي تأبي فصړخ بها في صوت نفضها 
_قومي 
وقفت بقدم مرتعشة وهي تبكي بصوت مرتفع فجرها هو خلفه كالحيوان وسط توسلاتها ونحيبها الشديد الغير مبالي لها .. اوصلها إلى سيارته وفتح المقعد المجاور له ثم ألقي بها في قسۏة للداخل وهو يصيح بها 
_ ادخلي يلا 
جلست في المقعد وهي ترتجف وتتابعه بعيناها الباكية وهي تراه يستدير حول السيارة ويستقل بالمقعد المخصص للقيادة المجاور لها وينطلق
________________________________________
بالسيارة كالسهم .. خرج منها سؤالا مرتجف وصوت مبحوح 
_ إن .. إن .. ت ماخدني فين 
الټفت لها برأسه وهتف بابتسامة ارعبتها أكثر من الجملة التي تفوه بها 
_ على قپرك 
همت بالتحدث مرة أخرى فصړخ بها في ڠضب هادر 
_ مش عايز اسمع صوتك .. بټخونيني أنا بعد كل اللي عملته عشانك وحبي ليكي .. تستغفليني أنا وټخونيني لا وكمان مع مين .. مع نادر !! .. بس أنا هخليكي تشوفي عدنان الشافعي على
 

148  149  150 

انت في الصفحة 149 من 264 صفحات