روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
وردت على حفيدتها بحنو
_ جبت لحمة وقولت نعمل كفتة النهارده بما إنك بتحبيها
انحنت عليها مهرة وطبعت قبلة قوية على وجنتيها هاتفة بضحكة وبمرح
_ أصيلة يا حجة فوزية والله ربنا يجبر بخاطرك زي ما جابرة بخاطر بطني كدا دايما
انطلقت من فوزية ضحكة عالية على مزاح حفيدتها المعتاد ثم وقفوا أمام الباب وأخرجت المفتاح لتفتح ويدخلوا .
الشارع من خلال زجاج المقهى بشرود .. استمعت إلى صوت أنوثي
________________________________________
بجانبها يهتف
_زينة !
التفتت برأسها تجاهها وتطلعت إليها بابتسامة باهتة هادرة بتعجب
كانت فتاة متحررة بشكل زائد عن الطبيعي من خلال ملابسها وطريقة وقفتها وكلامها .. حيث ردت عليها بخبث دفين
_ مش إنتي برضوا خطيبة رائد .. أو خلينا نقول خطوبتكم بعد يومين
تلاشت ابتسامة زينة واعتدلت في جلستها لتجيبها بلهجة جادة
_ أيوة أنا .. إنتي مين
رأت ابتسامة لعوب تظهر على ثغرها وتردف بثقة
احتدمت نظرات زينة وطالعتها بقرف هاتفة في شيء من الاستهزاء
_ لا مقاليش والله .. بس أنا حابة يحصلي الشرف واعرف مين سيادتك !
قهقهت بأسلوب مستفز وردت عليها في برود
_ لا الأفضل تسأليه وهو يقولك بقى .. وعلى العموم مبروك .. معلش ازعجتك
تابعتها زينة بنظراتها الڼارية وهي تراها تستدير وتسير مبتعدة عنها وبداخلها تشتعل غيظا .. كيف له أن يتعامل مع فتيات بهذا الشكل أساسا أي كانت علاقتها به فمظهرها وأسلوبها مثير للأعصاب ولن تدع ما حدث يمر مرار الكرام .
خرجت من الحمام بعد أن أخذت حمامها المسائي وعقلها شارد بأكثر من شيء مختلف .. تحركت باتجاه المرآة ووقفت أمامها تجفف شعرها وتقوم بتسريحه وبلحظة شرودها قذفت في ذهنها جملة والدها لها مطلقتكيش منه عشان بيحبك وهو قالي وطلب مني اديله فرصة يصلح علاقته بيكي .. توقفت يداها عن تسريح شعرها وجعلت تنظر لانعكاس وجهها في المرآة بتفكير فاسترجع عقلها بعض مشاهدهم معا تبحث بأي منهم عن حب خفي يضمره لها في أعماقه لكنه لم يشعرها بأي من شيء بل حتى أنه أخبرها بوضوح أنه لا يحبها ولا تزال حتى الآن تتذكر تلك اللحظة بالتفصيل
_ أنا زهقت من تهميشك ليا وكأني مش موجودة ياعدنان
رد عليها بتعجب
_ تهميش !!
جلنار بصياح وانفعال هادر
_ أيوة مبقتش قادرة استحمل اكون على الرف تاني .. وأنا عارفة كويس أوي إنك مش بتحبني ومتنكرش وتقول إني بحبك
مرت لحظة وهو يمعن النظر فيها بسكون حتى هتف بقسۏة دون أن يشعر
توقفت عاصفتها فجأة وهدأت معالم وجهها الثائرة وظهر شبح ابتسامتها المنكسرة على ثغرها تهتف بعينان متلألأة بالعبارات
_ يعني معترف إنك مش بتحبني
صاح بها بعصبية وصوت رجولي غليظ
_ عايزاني اقولك إيه يعني وإنتي كل ما تشوفيني تقوليلي الكلام ده .. تهميش ومعتبرني مش موجودة ومش مهتم بيا ومعرفش إيه .. أنا مبقتش فاهم إنتي عايزة إيه بظبط
غامت عيناها بالدموع من جفائه لكنها استعادت رباطة جأشها وردت عليه بثبات وقوة
_ عايزة اتطلق وده قرار نهائي ومفيش رجعة منه .. عشان كل حاجة انتهت وأنا وإنت مينفعش نكمل اكتر من كدا مع بعض
عادت لواقعها ووجهها ممتليء بالدموع .. أخذت تنظر لنفسها في المرآة وبالأخير هزمت أمام آلامها فاڼفجرت باكية بحړقة وأسى ېمزق قلبها إلى أربا هي فقط أرادت حياة هادئة وسعيدة تنعم بها مع رجل يعشقها ولكنها لم تحصل على أي منهم .. أعطت دون مقابل وهي الآن التي تعاني فقدان جزء من قلبها .
سمعت صوت طرق الباب وابنتها تهتف من خلف الباب
_ مامي افتحي الباب
اعتدلت فورا في جلستها وجففت دموعها جيدا وعادت لطبيعتها الشامخة المعتادة ثم اتجهت نحو الباب وفتحت لصغيرتها التي دخلت وتطلعت لها بعينان يائسة وهي تسأل
_ هو ليه بابي مجاش امبارح والنهارده تمان كمان !
جلنار بنبرة عادية وهي تهز كتفيها بجهل
_ معرفش ياحبيبتي يمكن معاه شغل ولما يخلصه هيجي
_ طيب أنا عايزة اكلمه !
تنهدت جلنار بقوة واصدرت زفيرا حارا ثم انحنت لمستوى ابنتها وحملتها على ذراعيها هاتفة بنعومة محاولة تغير الموضوع
_ أنا كلمته ومكنش بيرد عليا هو لما يفضى هيكلمنا .. المهم إيه رأيك نروح نتفرج كرتون حلو على TV
اماءت لأمها بالموافقة في وجه عابس وسارت بها جلنار للخارج نحو التلفاز وجلسا على الأريكة ثم بدأو بمشاهدة أحدى قنوات الأطفال .
خرجت نادين من باب المنزل ثم تلفتت حولها في الحديقة تبحث عنه لكن لا أثر له .. تحركت وهي تجوب الحديقة بنظرات دقيقة على أمل أن تعثر عليه يجلس في أحد الأركان بمفرده .. وإذا بها تلمح ضوء خاڤت منبعث من غرفة خلفية في الحديقة