روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
نادين وهي تسير بحذائها العالي المعتاد الذي يصدر اصواتا عالية تجذب الانتباه إليها ولم يكن هو بحاجة لرفع رأسه لينظر للمتطفل الذي اقتحم الغرفة دون آذن فصوت حذائها كفيل ليكشف له هوية المتطفل خرج صوته حازما قليلا
_ الساعة السابعة يا آنسة وأنا قولت ستة تكوني في الشركة
كانت على وشك الابتسام لولا أنها لاحظت نبرته الصلبة فضيقت عيناها ببعض الدهشة وسارت نحوه وهي تتمتم
رفع نظره لها وهتف بضيق مزيف
_ ومزعلش ليه !
اقتربت ووقفت بجوار مقعده ثم هزته في كتفه بخفة وهتفت مشاكسة وهي تضحك
_ بلا ولدنة !!
لانت حدة نظراته وقال بابتسامة خفية
_ احنا موضوعنا دلوقتي في التأخير يا أنسة مش زعلت ومزعلتش
_ ما أتأخرت اجيت على الوقت الطبيعي واللي تعودت عليه
_ طيب خلاص .. المهم أنا مسافر خلال اليومين الجايين
ضيقت عيناها بحيرة وهتفت فورا بشيء من الحزن
_ لوين !
تنهيدة طويلة تبعتها همسة حازمة
_ مصر
لجمت الصدمة لسانها فبقت تتطلع إليه للحظات بسكون .. وألف سؤال يدور في ذهنها وأول سبب استنتجته هو رغبته في رؤية جلنار ! .
_ في شغل مهم ولازم اكون موجود بنفسي هناك وكلها اسبوع وهرجع تاني .. وفي الحقيقة كنت هسألك واشوفك لو حابة تيجي معايا ياريت والله
صمت تام يهيمن عليها وهي مستمرة في التحديق به بيأس حتى وجدته يلوح بيده أمام وجهها حتى تنتبه له فوقفت بصلابة وشموخ متمتمة بقوة
_ ليه !!
نادين ببساطة مزيفة
_ مو حابة
حاتم بترقب لردها
_ مش حابة تسافري مصر ولا مش حابة تسافري معايا أنا
_ بشو راح تفرق يعني !
رد بابتسامة ساحرية ونبرة دافئة
_ لا هتفرق طبعا لو مش حابة لمجرد إنك مش عايزة تروحي مصر فده أمر هين ومقدور عليه أما لو الاحتمال التاني فكدا هيكون الكلام مختلف
يوجد أي احتمال من الاحتمالين صحيح .. بل الحقيقة هي فقط ليست جاهزة للتعامل مع أي موقف قد يجرح كبريائها وليست في حالة تسمح لها بمشاهدة جلنار ورؤية تودده لها بالنظرات والكلام .
غمغمت بخفوت تام تختار الاحتمال الأول
_ تقدر تقول أول احتمال
_ لا إذا كان كدا مفيش مشكلة .. إنتي بقى تجهزي نفسك وشنطتك من دلوقتي عشان هتسافري معايا خلاص
_ شكلك ما سمعتني منيح عم اقلك مو حابة
حاتم بعين تطلعت إليها في نظرات اذابتها
_وأنا هحتاجك معايا يانادين .. سواء في الشغل أو انك تكوني جنبي
لمعت عيناها بوميض مختلف وكلماته أصابت الهدف تماما حيث صعدت ابتسامتها لوجهها دون أن تشعر وردت عليه بعفوية في لهفة
_ عنجد يعني بدك ياني اكون جنبك !
_ امممم عنجد ونص كمان
غيرت رأيها بجملة واحدة منه وردت عليه تتصنع ثقل الشخصية حتى لا تثبت له تلهفها
_ ماشي راح فكر واقلك
ضحك حاتم ببساطة وهو يعلق نظره عليها يتفحص حالاتها الغريبة ومحاولاتها لعدم إظهار رغبتها في الذهاب بعدما أوضح لها رغبته في مجيئها معه أيضا .
بصباح اليوم التالي ......
بينما كانت مهرة في طريقها لعملها اعترت طريقها بدرية التي اوقفتها في منتصف الطريق وهتفت
_ ازيك يامهرة
رمقتها مهرة بنظرة ڼارية ولم تجب عليها وهمت باستكمال طريقها لكنها أسرعت وقالت باعتذار يضمر خلفه نوايا خبيثة
_ متزعليش مني يابنتي كانت دخلة شيطان وراحت لحالها .. منهم لله ولاد الحړام اللي مش سايبن بنات الناس في حالها حقك عليا يامهرة سامحيني
مهرة بعصبية وڠضب هادر
_ اسامحك في إيه .. انتي غلطتي في اهلي وشرفي وتقوليلي دخلة شيطان !
همت بدرية بأن تمسك بكفها لكن مهرة أسرعت وسحبته فورا بقرف بينما الأخرى فأكملت اعتذارها المزيف متمتمة
_ طب والنعمة الشريفة أنا ما عارفة انام من ساعة اللي حصل وضميري بيأنبي كل دقيقة على اللي قولته في حقك .. حقك عليا وخلينا نفتح صفحة جديدة ده احنا أهل وعشرة وجيران برضوا
اطالت مهرة النظر في وجهها بابتسامة ساخرة ولم تلين نظراتها ولو بقدر ذرة لها كانت تتطلع لها بكل نقم وقالت بالأخير في قوة تليق بها
_ عليكي نور .. أهل وعشرة والعشرة متهونش إلا على ولاد الحړام وإنتي هانت عليكي العشرة
القت بجملتها القاسېة في وجهها وابتعدت من أمامها تكمل طريقها لمكان عملها بينما بدري فظلت مكانها كالصنم ودمائها تغلي في عروقها من فرط الغيظ للاهانة التي تعرضت لها للتو وبعد لحظات من الصمت تمتمت بوعيد
_ شكلك مش هتجبيها لبر يابنت رمضان
خرجت جلنار من الحمام بعدما أخذت حمامها الصباحي الدافيء وتمسك بمنشفة صغيرة تجفف بها شعرها .. تسمرت مكانها حين رأته يرتدي ملابسه ويستعد للخروج فقالت فورا باستغراب
_ رايح فين !
رد عليها بإيجاز وهو يرتدي سترته
_ رايح الشركة هخلص كام حاجة ضروري وراجع
انزلت يدها الممسكة بالمنشفة في حركة