روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف
كلهم واسترسلت وهي ترفع يداها الاثنتان ولكن ما باليد حيلة يا أمي للأسف ظروف الشغل هنا في البلد صعبة جدا ولو إيهاب فكر يرجع مش هيلاقي مكتب يعيشنا المستوى الاجتماعي والمادي إللي إحنا عايزينه . رد عليها رحيم أخيها وهو يخرج من غرفته طب ياروني ما كفاية كدة ويرجع يفتح له مكتب هنا ورزقكم علي الله . وجهت أنظارها تجاه أخيها وأردفت بعملية للأسف يارحيم سوق العمل هنا بقي صعب والجنية قيمته قلت جدا وزيد عليهم كمان إن كل الفلوس إللي بيبعتها لنا إيهاب يدوب عملنا بيها الفيلا بتاعتنا ولسة كمان بنشطب فيها قدامنا سنة كمان علي مانخلصها واسترسلت بتوضيح أكثر لو رجع بقي واستقر هنا هنضطر نحط كل الفلوس إللي معانا في المكتب وتشطيباته ونستني بقي عقبال مانكون عملاء يثقوا فينا وبعد سنين الغربة دي كلها يبقي الحال كما هو عليه . استوعب أخيها حديثها وأردف بنبرة حنونة فعلا سوق العمل هنا بقي فيه خمول رهيب وربنا يستر ومين عايش في الدنيا مرتاح ياأختي توكلي على الله وقلوبنا ودعواتنا محاوطاكم . ربنا علي ظهره بحنان مماثل ورددت حبيبي ربنا يخليكم ليا وميحرمنيش منكم أبدا ومسير الأيام هتجمعنا وساعتها بإذن الله مش هنفترق أبدا . وما إن أنهت كلامها حتي سمعت أباها عائدا من البنك هرول إليه أحفاده مسرعين باحتضانه استقبل هم جميل بحفاوة مقبلا كل منهم من رأسه وردد بوجه يشع سعادة يادي النور يادي النور أحفادك حبايبك منورين بيتك ياجميل واحشني يامهاب إنت وحبيبة جدها سموكة القمر وأمسك كل منهم بكفاي يداه وأجلسهم علي الأريكة وهو متوسطهم مرددا بحزن خلاص هتسيبوا جدوا وتسافروا . احتضنوه وقبلوه من وجهه وقال مهاب إنت كمان هتوحشنا أوي ياجدوا وأكتر حاجة هتوحشني إنك تعملي كوباية القهوة التمام ونقعد أنا وأنت في البلكونة ونديها شطرنج لحد نص الليل ثم ضم شفتيه وهو يضع إصبعه السبابة عليهم واسترسل بتأثر مصطنع تصدق ياجدوا إني بجد هفتقد قعدتك ودروسك إللي بتديهالي في الحياة لما أسافر . بس بقي يامهاب سيب لي جدوا شوية هو مفيش غيرك إللي حبيب جدوا...قالتها سما وهي تشدد من احتضان جدها الحبيب. ابتعد جميل عن مهاب بحدة مصطنعة وأردف بنبرة حب لسما ابعد يا ولد يامهاب خليني أشبع من سمكة حبيبة جدها إللي بتعمل لي أحلي كيكة وجمبها كوباية شاي ارتمت بين نه وابتسمت لإطرائه الشديد لكل ماتفعله له وتحدثت بابتسامة عريضة ياه ياجدوا إنت الوحيد إللي بتعمل لي قيمة وبترفع من معنوياتي إللي دايما حابطها لي الواد ده وأشارت بعينيها الي أخيها وهي تخرج له لسانها علي سبيل المداعبة وبدوره ألقي بالوسادة في وجهها واشتعلت الحړب بينهم بمشاكسة فضت والدتهم الڼزاع الأخوي المعتاد في كل منزل وكعادة كل ام رددت بصوت عالي بسسسس عيب يابنت عيب ياولد ونظرت إلي والدها وقالت يالا يابابا ادخل غير هدومك أنا وماما جهزنا الغدا واسترسلت بحزن مصطنع ولو إنك انشغلت مع الأشقية دول ومسألتش علي بنوتك حبيبتك . أجابها والدها وهو ينظر إلي أحفاده بحب متزعليش مني ياروني دول بيخطفوا قلبي أول مابشوفهم ثم ولج إلي غرفته لكي يبدل ملابسه ويخرج يتناول معهم الغداء وضعت فريدة وراندا الطعام علي الطاولة بنظام وترتيب كعادة فريدة فهي تعشق النظام والترتيب وما إن انتهوا حتي خرج جميل من غرفته وجلسوا جميعهم يتناولون الطعام بشهية مفتوحة نظرا لتجمعهم ثم أردفت فريدة بحزن مش كانت الست ريم هانم كانت جت اتجمعت معانا في يوم زي ده إنتي كلمتيها وعرفتيها ياماما سألها رحيم وهو يشمر عن ساعديه ليتناول طعامه في أريحة امتعضت ملامحها وأجابته بنبرة حادة آه طبعا كلمتها وبتقول إنها مش فاضية وإن وراها تصميم مطلوب تسلمه بكرة وأنها هتبقي تروح لراندا تسلم عليها قبل ما تمشي واسترسلت باستنكار ومحليش التصميم إلا لما طلبت منها تيجي تتجمع معانا . تفهم جميل حديثها وأجابها بتعقل ماتبقيش أفشة كدة مع ريم ياأم رحيم البنت بتعشق التصميم وبتحبه جدا وبتحاول تتطور من هوايتها وتحقيق حلمها المفروض مننا إننا تساعدها ونقف جنبها ومنكسرش مقاديفها . استنكرت فريدة حديثه ونقده وأردفت بعتاب يعني لما أكون عايزة أجمع ولادي مع بعض علي سفرة واحدة وناكل من نفس الطبق يبقي بكسر مقاديفها واسترسلت بتوضيح فيها إيه لما كانت تستأذن من التصميم أنها هتأخره يوم علشان أختها مسافرة آخر الأسبوع وكانت جت اتجمعت معانا وقضينا يوم مع بعض ولا علشان اتجوزوا وخلفوا بقي ملناش حق نضايق أو نطلب نشوفهم في أي وقت ! ضغط جميل علي يديها كنوع من التهدئة وتحدث بهدوء ملقتيش إلا ريم أهدي واحدة في ولادك وتشني عليها الحړب واسترسل بتعقل وهو يغمز لرحيم وراندا أن يصمتوا عن حديثه عن أختهم لكي يهدئ والدتهم وبعدين