روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف
عارف أنا المصانع دي ولا ورثتها ولا جات لي كدة من الهوا تعبت فيها وعملتها من الصفر وطبعا نجاحها يرجع أولا لفضل ربنا عليا في إنه رزقني التوفيق وللعمال إللي وقفت جمبي وسندتني من البداية لحد إللي وصلت له واسترسل بدهاء وبعدين إنت قلت لي قبل كدة إنها اتعرض عليها عروض كتيرة جدا من منافسين حوالينا وهي كانت دايما بترفض وقالت لك إنها يستحيل تسيب الكيان إللي ابتدت واتطورت وحققت نجاح معاه صح ولا أنا غلطان وافقه علي حديثه وأجابه بتأكيد صح جدا يامالك ريما ستور بالذات فيها حتة الوفاء للي بتشتغل معاهم ومش ماشية بمبدأ اللي يغريها بفلوس أكتر تروح وراه هي شايفة إن إسم الجوهري أضاف ليها ولسه هيضيف لها كتير علشان كدة مكملة وهتكمل معانا إن شاء الله وظلا يتحدثان في أمور المصنع والتصميمات لمدة إلي أن دق الباب ودخلت السكرتارية مرددة بعملية مالك بيه الأستاذة نهال برة وعايزة تقابل حضرتك ضيق عينيه بزهق وردد باستنكار قولي لها مالك بيه مشغول وكاد أن يكمل إلا أنه وجدها ټقتحم المكتب بكل غرور وابتسامة سمجة قائلة باستسماح معلش يامالك عايزاك في حاجة مهمة ومش هعطلك كتير ممكن أشار بعينيه للسكرتيرة أن تتركها وتغادر وقام علي من مقعده وهو يلملم أشياؤه قائلا باستعجال طيب أنا همشي أنا بقي ورايا مقابلات كتير اشوفك في الميتنج بالليل متنساش سلام . لأ مش هنسي مع السلامة رددها مالك بهدوء ثم نظر إلي الجالسة تنظر له بتبجح وقال ببرود خير إن شاء الله إللي جايب نهال هانم لحد عندي وبدون ميعاد سابق رمشت بأهدابها بتوتر ورفعت مقلتيها تنظر داخل عيناه كطريقة منها للتأثير عليه كقبل ذلك وأردفت بعتاب كدة يامالك دي مقابلة تقابلها لي بعد المدة الطويلة إللي مشفتكش فيها مكانش العشم برده . دق بقلمه على مكتبه ليبين لها عدم اهتمامه لثرثرتها وأوضح بسخرية عشم إيه إللي بينا يانهال إللي بتتكلمي عليه العشم ده تبليه وتشربي مايته وتقولي الحمدلله وراه إني رضيت اقعد معاكي أصلا . استمعت لحديثه وقالت بحزن مصطنع للدرجة دي هنت عليك تقول لي كدة للدرجة دي هانت عليك عشرة ٨ سنين جواز واتنين خطوبة ! ضحك بصوت عالي دليلا على الاستهزاء بكلامها وأكمل وهو يحك ذقنه بتساؤل إنتي مصدقة نفسك والكلام العبيط إللي إنتي جاية تقوليه ده خلاص مالك بتاع زمان إللي اتحايل عليكي هو وأمه إنك تفضلي جمبه ومتسيبهوش علشان خاطر أزمة صحية مسيري هتعالج منها وبالرغم من كده بينتي أصلك بدري أوي واسترسل بسخرية يابنت الأصول . قامت من مكانها واتجهت إلى مقعده واقتربت منه وهي تنظر داخل عيناه قائلة بندم صادق كنت لسة صغيرة وڠصب عني ضعفت من ضغط ماما وإللي حواليا ورجعت لك دلوقتى ندمانة ومشتاقة ومن الآخر عايزاك يامالك قلبي وبحركة مفاجأة منها وضعت هائمة علي يداه انتفض من أمامها كمن لدغه عقرب وبسرعة ابتعد عنها فمالك يخشي الله ولا يقبل بأي شئ محرم يفعله وعنفها قائلا بشدة إنتي إزاي يابني آدمة إنتي تسمحي لنفسك تقربي مني بالمنظر ده يامحترمة ! عيب علي الحجاب إللي لايمت بالحجاب بصلة اصلا إللي إنتي لابساه وذهب إلى الباب وأشار بيديه كطريقة لطردها مرددا پعنف ودلوقتي حالا إتفضلي اطلعي برة معنديش وقت أضيعه معاكي ثم اتسعت عينيه بحدة كحدة عيون الصقر مردفا بصوت عالي إتفضلي وياريت مشفش وشك هنا تاني . قامت وهي تحمل حقيبتها پعنف وأردفت بتوعد جراء كرامتها المهدورة وهي تقف أمامه مرددة هتندم يامالك وهتدفع تمن طردك ليا من هنا واستهزائك بيا ثم خرجت بسرعة غاضبة من مكتبه تدل على ڠضبها الشديد واستيائها من مقابلته لها الغير متوقعة في عقلها بالمرة . أما هو بعد خروجها حدث حاله وهو يضرب بكف علي كف قال ياقاعدين يكفيكوا شړ الجايين وذهب إلى مكتبه وطلب فنجانا من القهوة كي ينزع عنه صداع الرأس من تلك الشمطاء التي كانت تجلس معه الآن . أما هي بعد خروجها ركبت سيارتها وجلست بها وأمسكت هاتفها وهاتفت شخص ما مرددة بعصبية أيوة ياست هانم هو ده اللي قلتي لي ده الوقت الصحيح إللي هترجعي له وهيقابلك أجابها الطرف الآخر اهدي بس إيه إللي حصل لعصبيتك دي جزت علي أسنانها پغضب ونطقت بسخرية البيه طردني طردة الكلاب من مكتبه وكأني حشرة وعاملني بمنتهي البرود أنا نهال الدين يتعمل فيا كده واسترسلت بتوعد والله لا أندمه علي إللي عمله معايا وهدفعه التمن غالي وظلا يتحدثان بتخطيط كل منهم علي هواه البارت الثاني في منزل باهر الجمال زوج ريم عصرا عاد باهر من عمله فهو يدير مع أخيه سلسلة المطاعم المشهورة في الإسكندرية بالأسماك البحرية ذات النكهة المميزة بمطاعهم ليتناول وجبة الغداء مع زوجته وأبنائه