روايه خطايا بريئه كاملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه ميرا كريم
بجوار فراشه تخبره بالكثير والكثير كي تخفف حمولة قلبها
فكانت تسترجع ذكرياتها معه وتلك المواقف التي لاتنسى بينهم تتوسله أن يعود لها وتبتهل لله بدعواتها وتخشع في صلاتها وبالأخير تغفى ودمعتها على خدها.
وها هي تجلس بين أصدقائها الذين حضروا خصيصا كي يؤازروها في محنتها وقد اصط محمد ميرال إلى هناك ورافقتهم نغم وابيها الذي لم يرضى أن تذهب لحالها.
قد باشرت العمل بعيادته وطلبت منه أن يحضر كي تعرض عليه بعض الأمور وبالفعل اتى وعرضت عليه الأمر وقد نال استحسانه كثيرا...وها هو يقف في منتصف احد الغرف قائلا
ردت وهي تمسد جبهتها منهكة
انت وثقت فيا وانا مكنتش حابة اعطلك اكتر من كده العمال كانوا بيشتغلوا ورديتين وبيسلموا بعض علشان ننجز
ابتسم بسمة واسعة واخبرها بامتنان
مش عارف اقولك ايه
متقولش حاجة يا دكتور غير لما تكمل واسلمهالك
تأمري بأي حاجة يا بشمهندسة ما نمشي
خلصتوا يا توفيق
اه احنا شغلنا خلص بس النقاش لسه شغال هو والصنايعي بتاعه قدامه شوية
ردت وهي ملتهيه في حقيبتها
خلاص ماشي يا توفيق تقدروا تمشوا
طيب عن اذنك يا بشمهندسة
قالتها وهي تزفر يائسة ما لم تجد شيء يجدي بحقيبتها ليقول هو
طيب هنمشي ولا في حاجة تانية
لم تلتفت لصيغة الجمع الذي قصدها وردت
لأ خلاص تقدر تتفضل يا دكتور
انا هنزل اجيب حاجة من تحت و هستنى الفرش هيوصل كمان ساعة
تسأل باهتمام
هتجيبي ايه
مطت فمها بحرج واخبرته وهي تتهرب بنظراتها
ابدا بصراحة جعانة وكنت هجيب بسكوت من أي سوبر ماركت
لأ انا مش ب الأكل الجاهز وكمان علشان هتغدى مع الولاد
طيب خليك هنزل انا
لأ ملوش لزوم تعطل نفسك معايا انا هنزل...
صمم بجدية وبنبرة لا ت النقاش عنادها
مينفعش ومتنسيش أننا في منطقة شعبية يعني ممكن حد يضايقك
تنهدت و وافقت وهي تشعر بالحرج منه وفي غضون دقائق كان قد أتى محملا أكياس عدة وزع بعض منها على العمال الذين لم ينتهوا من عملهم وقام بتسلميها باقي الاكياس بها لترمش هي مستغربة
رفع منكبيه واجابها ببساطة
بسكوت
طالعت الأكياس التي بها لتجد انواع عدة من البسكويت والكيك
والشكولاتة بأنواعها
ده كتير اوي
مش كتير ولا حاجة...انا طلبت ليا انا والرجالة شاي من الكافتيريا اللي تحت وطلبتلك قهوة قولت اك محتجاها... ثواني والراجل هيطلعهم
كان هشها بأخلاقه ونخوته ورغم أن صراحته الزائدة و وضوحه يوترها إلا أنها حقا تشعر بالامتنان له كونه ساندها في مواقف عدة.
سرحتي في ايه يا بشمهندسة
قالها وهو يستند بخصره على احد الصناديق القريبة منها وقد لاحظ شرودها لتتلعثم هي بتوتر ملازم لها في حضرته
هاا...ابدا
طب اشربي قهوتك
قالها وهو يؤشر على الطاولة الصغيرة بجانبها وتقسم انها لم تنتبه متى جاء بها
لتتناول الكوب وترتشف منه القليل وتمنحه نظرة ممتنة عابرة لتجده يرتشف من كوب مشروبه المفضل متلذذا ليصدر سؤالها عفوي للغاية
انت فعلا مش بت القهوة
لأ عمري ما يت مرارتها
طب ليه شاي بحليب بالذات ايه سر ك ليه!
اجابها ببسمة بشوشة هادئة مفعمة بالحنين
ابويا الله يرحمه هو اللي بني فيه...وكان مزاج عنده زي القهوة كده
الله يرحمه...هو اتوفى وانت صغير
احتل الحزن ه واجابها بنبرة مخټنقة بعبق ذكرياته
لأ كنت لسه متخرج و كانت أصعب مرحلة في حياتي انا ووالدتي.
لاتعلم ما بها ولم تنهال عليه ئلتها فما شأنها هي ذلك ما كانت توبخ به نفسها حتى انها اعتذرت قائلة
آسفة لو سؤالي ضايقك وفكرتك
تنهد تنهة مثقلة ثم عقب بنبرة صامدة وببسمة يج اقتناصها في أ أوقاته حزنا
في حاجات على أد ما بتوجعنا وتكسرنا لكن مبتتنسيش ابدا وبتفضل محفورة جوانا علشان تفكرنا بأوقات ضعفنا وازاي اتخطناها و قوينا ها.
عندك حق
قالتها ببسمة حزينة باهتة محملة بعبق ذكرياتها المريرة... لتتجمد خضراويتاه المطة عليها وينطق لسانه دون وعي
انت من الحاجات دي على فكرة
عقدت حاجبيها وتسائلت بريبة
مش فاهمة
لعڼ تحت انفاسه زلفة لسانه ثم تلجلج بحرج وبنبرة مترددة وهو يضع الكوب من ه
اقصد...يعني...انا
زفر انفاسه دفعة واحدة عندما انحصر الحديث بحلقه وقال متوترا كي يتهرب وهو يهب واقفا
اعتبريني مقولتش حاجة
تعجبت من رده فعله وتسائلت بريبة
جاوبني تقصد ايه ! هو انت كنت تعرفني كده
تنهد بلا فائدة وهز رأسه لتضيق هي رماديتاها وتتسائل بريبة
ازاي ممكن تقولي
استند مرة أخرى وتحدث كي يوضح لها
انت ناسية أن احنا جيران ولا ايه
رفعت منكبيها وردت وهي تضع الكوب من ها
بس انا مش فكراك!
تنهد بعمق