الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 99 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

ونظراته 
_ إسلام .. أصل ماما قالتلي إنه كان تعبان إمبارح واتصلت اطمن عليه واتكلم معاه شوية
تابعت تعابير وجهه فلم تجد منه أي تعابير تخفف من حدة نظراته وفقط انزل نظره وأكمل طعامه بصمت فتأخذ نفسها في التفكير للحظات حتى تغيرت ملامحها من الهدوء واللطف إلى اليأس والضيق وتركت من يدها المعلقة هاتفة تسأله بوضوح دون مقدمات 
_ هتفضل لإمتى تشك فيا كدا يازين !!
رفع نظره والقى نظرة جامدة وقوية عليها دون أن يتفوه ببنت شفة فابتسمت بمرارة وأسى وهدرت بعبوس 
_ كلها كام يوم ونكمل شهر وأنا طول الشهر ده بذلت كل حاجة اقدر أعملها عشان اثبتلك إني ندمت وإني مستحيل أكرر الغلط مرتين وإني عايزاك إنت .. بس تقريبا مش أنا اللي فشلت في إني استعيد ثقتك فيا لا إنت اللي بتختار إنك متثقش فيا في كل موقف وبتختار إنك تشك فيا .. أنا بحاول أعمل المستحيل عشان العلاقة دي تستمر ومخسركش بس واضح إن إنت اللي مش فارق معاك تخسرني أو لا ومش عايزها تستمر وإنت كمان اللي عايز تحط خطواط النهاية لعلاقتنا مش أنا !
ثم استقامت وهمت بالعودة إلى غرفتها ولكن صوته اوقفها وهو يقول في لهجة شبه آمرة 
_ اقعدي كملي أكل
همهمت في عبث 
_ شبعت كمل إنت بالهنا والشفا
ثم دخلت إلي غرفتها وتركته حتى هو الآخر فقد شهيته عن الطعام فجعل يستغفر ربه وهو يمسح على وجهه بكفيه .. هي مخطئة

هذه المرة ربما هذه هي المرة الأولى له منذ زواجهم التي لم يشك بها فقط ما داهمه كانت مشاعر غيرة وڠضب عارم من أنها تحادث رجل وتضحك هكذا معه ولكن حين عرف أنه أخيها هدأت نفسه الثائرة قليلا ولكنها اساءت فهمه ولفظت بكلمات من بين شفتيها لا تعرف مدى صحتها فهو مثلها يحاول الحفاظ على هذه العلاقة بل يبذل مجهودا أكبر منها في نسيان ما حدث والعيش معها حياة طبيعية كأي زوج وزوجة ويواجه صعوبة في التأقلم مع هذه الأوضاع لهذا تجده غير متوازن في انفعالاته معها .. لحظات يكون جميلا وحنونا ولحظات يعود لجفائه معها وهو بالفعل سيبدأ في وضع نقاط حروف عشقه لها حيث هب واقفا واتجه خلفها لغرفتها ثم فتح الباب ودخل ليجدها جالسة على فراشها وقدمها ټضرب في الأرض بحركات متتالية وكفها على وجنتها تقرض ظافر سبابتها بحړقة ودموعها تجد طريقها على وجنتيها فأصدر زفيرا متأففا ثم تحرك نحوها وجلس بجانبها ومد يده يزيح خصلات شعرها التي تغطي جانب وجهها ويتمتم في خفوت صادق 
_ أنا مش عايز أحط خطواط النهاية ومش عايز اخسرك وصدقيني بحاول اصدقك وأثق فيكي بس مش قادر وكل ما بفتكر خداعك ليا برجع للصفر تاني .. أنا كمان عايزاك ياملاذ ومش عايز اطلقك بس لو علاقتنا استمرت بالوضع ده مش هنقدر نكمل لإن لا إنتي هتستحملي ولا أنا وعلى فكرة أنا مشكيتش فيكي دلوقتي أنا اتعصبت لما افتكرتك بتكلمي راجل غريب وبتضحكي كدا معاه
هتفت پبكاء حاد وحړقة قلب فهمها من كلامها ودموعها 
_ لا إنت مبتحاولش يازين ومتقولش إنك حاولت لإنك لو كنت حاولت وحاولت تصدقني مكنش وضعنا هيبقى كدا لغاية دلوقتي
حك ذقنه النامية وصمت لبرهة من الوقت وهو يأخذ شهيقا قوي ثم تمتم في نظرة دافئة 
_ طيب هدي لعلاقتما فرصة إننا نثبت لبعض بأفعالنا ومش هتبقى فرصة ليكي بس لا كمان ليا عشان اثبتلك إني زيك بحاول احافظ على العلاقة دي ويمكن اكتر منك كمان
_ وهو كل اللي عملته ده لسا ميثبتش ليك يازين !
قالتها باستغراب وباسمة بسخرية ليقابل سخريتها برزانته المعهودة ويتمتم في صوت ينسدل كالحرير ناعما 
_ لا ميثبتش لأن علاقتنا تستحق أننا نثبت بأفعالنا ثقتنا وصدقنا واخلاصنا لبعض .. نثبت بالأفعال مش بالكلام
هدأت نوبة بكائها وسألت في استفهام وحيرة 
_ بالأفعال إزاي يعني !
ابتسم وأجابها بلطف وحنو 
_ دي حاجة تخصك متخصنيش .. الفترة الجاية دي فترة اختبار لينا احنا الاتنين وياننجح فيها يانرسب
لا بأس فإذا كان اختبار فكما اجتزت جميع اختبارات الحياة سأجتاز اختبار العشق وسأتفوق عليك كانت تحدث نفسها بهذه الكلمات ثم نظرت له وبادلته نفس الابتسامة وهي تهز رأسها بالموافقة لتجده يمد انامله ويجفف دموعها برقة هامسا في أعين تلمع بوميض مختلف 
_ يلا قومي عشان تكملي فطارك
_ حاضر
بعد ساعات قليلة داخل مقر شركة العمايري .......
خرج حسن من مكتبه ومر من أمام مكتبها في طريقه فتوقف لبرهة من الوقت مترددا ثم اقترب بعد تفكير عميق وفتح الباب والقى نظرة متفحصة في مكتبها فلم يجدها به ليعقد حاجبيه باستغراب ويدخل ويغلق الباب خلفه وهو يلقى نظرة متأملة ودقيقة على محتويات مكتبها وأذا به ينتبه إلى الاجندة المتوسطة التي بحجم الكراسة ووجعل يتطلع لها بصمت وفي غلافها الجميل الذي عبارة عن صورة سماء زرقاء وبها لمسات اعطته جمال أشد فابتسم
98  99  100 

انت في الصفحة 99 من 197 صفحات