الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 91 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

الجدية الممتزجة بالسعادة 
_ شفق وافقت
رفع حاجبه متمتما بريبة تحمل القليل من الشك 
_ بالسرعة دي ! .. ماما أنا وافقت بس قولت بشرط إنكم تدوها فرصة براحتها تقرر وبعدين تقول موافقة أو لا ومعنى الكلام ده أنكم متضعطوش عليها
قالت هدى محاولة تبرير موقفها بذكاء مألوف منها 
_ واحنا مضغطناش عليها ومش هنغصبها مثلا على الجواز .. احنا قولنا ليها الصبح و رفيف سألتها تاني من شوية لو قررت أو لا فقالت موافقة
_ وهي كدا لحقت تقرر صح مثلا !!
هتفت هدى بشيء من الڠضب والانفعال 
_ وإنت مالك مدقق وعايزاها تاخد وقت تفكر فيه ماهي فكرت وقالت موافقة وخلاص خلص الموضوع
تمتم في رزانة تامة وصوت هاديء يختلف قليلا عن نبرته السابقة 
_ عشان ده جواز مش لعب عيال وأنا مش عايزها تاخد قرار متسرع وټندم عليه بعد كدا كفاية إني وافقت مضطر بسبب إصرارك فمش هيبقى أنا وهي .. ادي لشفق فرصة تاني ياماما ومتقوليش نكتب الكتاب علطول لإني هصبر على الاقل أسبوع لغاية ما تبقى هي متأكدة تماما من قرارها بعدها نبقى نكتب الكتاب
همت والدته بأن تجيب عليه مغتاظة ولكن رفيف ضغطت على كفها بهدوء تهدأ من روعها وتهتف باقتناع وتأيد لرأي أخيها 
_ كرم عنده حق ياماما خليها تاخد وقت براحتها تفكر فيه مرة واتنين وتلاتة وبعدين يبقى يكتبوا الكتاب
قالت مغلوبة على أمرها عندما وجدت الضغط من كلاهما وأنهم لا يؤيدوا فكرتها مطلقا وشعرت في قرارة نفسها بأنهم قد يكونوا على حق 
_ طيب ياكرم براحتك
هب واقفا بعد أن انهى طعامه واقترب منها ثم انحنى وقبل رأسها بحنو هامسا في صوت يبعث في النفس راحة وسکينة 
_ تصبحي على خير ياست الكل .. عايزة حاجة 
استطاع رسم ابتسامتها الامومية المحبة له وامسكت بكفه الذي فوق رأسها وانزلته لتقبله بحنان متمتمة 
_ عايزة سلامتك ياحبيبي
اتجه نحو شقيقته وطبع قبلة سريعة على رأسها أيضا ثم اتجه لغرفته ليخلد للنوم ويستعد لصباح يوم جديد مليء بروتينية العمل التي لا تنتهي !! .
كان جالسا أمام التلفاز يشاهد إحدى قنوات الأخبار وهي بجواره تعبث بهاتفها تتصفحه كانت عيناه معلقة

على شاشة التلفاز وعقله بعالم آخر مشغول بالتفكير وبين آن وآن يلقي نظرة إليها فيجدها مندمجة في هاتفها جدا فيتنهد بقوة شبه متأففا وبعد لحظات طوال من التفكير غمغم في هدوء تام 
_ احكيلي ياملاذ كل حاجة عن خطيبك قابلتيه إزاي وفين 
توقف إبهامها الذي يتحرك على شاشة الهاتف التي تعمل باللمس واخترق كلامه مسامعها فأصابها بالذهول وتجمدت على حالها فآخر شيء كانت تتوقع أن يسأل عنه في يوم من الأيام هذا الشيء الذي يدعى بخطيبها السابق هل هو بالفعل مستعد لسماع كل شيء دون أن يفقد أعصابه أو يزداد كرهه لها انتفضت جالسة على أثر صوته الخشن 
_ ملاذ !!
_ هااا .. بس إيه اللي جاب الموضوع ده على بالك دلوقتي !
تمتم بثبات ملحوظ ونظرات ثاقبة 
_ عادي حابب أعرف كل حاجة ولا إنتي عندك مانع !!
هزت رأسها بالنفي في توتر وحاولت ارتداء لباس الشجاعة وأن تقص عليه كل شيء دون كڈب لعلى يكون هذا جزء يساهم في استعادة مافقدته وهو ثقته قالت بابتسامة مرتبكة 
_ لا طبعا معنديش مانع بس إنت مستعد إنك تسمع حجات أكيد مش هتعجبك !
_ لو مكنتش مستعد مكنتش هسأل
أخذت شهيقا ارتفع معه صدرها قليلا ثم أخرجته زفيرا متمهلا وتبدأ بالسرد قائلة 
_ هو كان قريب واحدة صحبتي وفي مرة طلعنا أنا وهي وروحنا مطعم فهي وماشية جه هو ياخدها وشافني بعديها بكام يوم لقيتها بتقولي إنه أعجب بيا وحابب يتعرف عليا فقولت ليها يتعرف عليا إزاي يعني ! قالتلي يعني يكلمك وكدا في التلفون لإنه ناوي يتقدملك بس عايز يتعرف عليكي في الأول فأنا وقتها بهدلتها وقولتلها أكيد لا مش موافقة ولو عايز يتقدملي ياجي أهلا وسهلا ولو حصل نصيب في حاجة اسمها خطوبة وهنتعرف على بعض كويس أوي وبعدها بأسبوعين لقيته اتقدملي بالفعل واللي اكتشفته بعدين إنه شافني كذا مرة مش مرة واحدة وطبعا أنا من غبائي وافقت لما اتقدملي وكنت فرحانة جدا كان في نظري بقى شاب جميل وشبه الأجانب بالرغم من إني لو كنت ناضجة وفاهمة كنت هدرك إن طلاما واحد قبل على نفسه إنه يكلمني قبل ما يبقى في أي حاجة بينا وكان عايز بمعنى أصح يرتبط بيا من ورا أهلي فده معناه إنه مش كويس بس أنا بغبائي صممت عليه مع إن إسلام وبابا مكنوش مقتنعين بيه ومكنوش بيطقوه بس وبعدها تمت الخطوبة وكان بيكلمني كل يوم تقريبا وكنا بنتكلم في حجات ملهاش أي ستين لزمة وكان بيجيلي بعد شغلي وبنقعد في كافتريا وفي وقتها أنا مكنتش مدركة حجم الغلط ده كنت عارفة إنه مينفعش ويمكن يكون حرام بس مكنتش مدركة إن أنا كنت باخد ذنوب بالهبل بسببه
90  91  92 

انت في الصفحة 91 من 197 صفحات