الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 82 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

وكأن لم يحدث شيء فسحب هو كفه من بين كفها بحرص ثم نهض من الفراش واطفأ ضوء الغرفة وقبل أن يرحل انحنى وطبع قبلة مطولة على رأسها في ابتسامة حانية وبعدها رحل فورا قبل أن يفقد زمام السيطرة على نفسه التي تطوق إليها ! ........
ترجل من سيارته وقاد خطواته نحو الأريكة المتوسطة في منتصف حديقة المنزل وجلس واضعا رأسه بين راحتي يديه بيأس وشجن ماذا عساه أن يفعل من أين له القوة لكي يتحمل كل هذا تباعا لقد سئم حياته حقا فكل شيء يضغط عليه من جميع الجهات وبات لا يعرف يرضي من أو ماذا يفعل .
من جهة والدته التي تصر على رغبتها في زواجه ومن جهة تلك العنيدة التي لا تدرك خطۏرة ماهي فيه وتعرض نفسها دوما للخطړ فمنذ الصباح وهو يبحث عنها في كل مكان قد يمكن أن تكون به ولكن لا أثر لها حتى هاتفها لا يستطيع الوصول إليها من خلاله . أما بالأعلى تقف كل من هدى ورفيف التي هتفت بإشفاق على أخيها 
_ قوليله ياماما حرام عليكي كرم بذات فيه اللي مكفيه
قالت هدى بإصرار وشيء من الشفقة 
_ وإنتي فاكرة إني مبسوطة كدا !! ما أنا بعمل كدا عشان مصلحته وهو عنيد مش عايز يفهم وأنا مش هسيبه كدا لغاية ما يدمر حياته ونفسه سبيه يومين يدور عليها وبعدين هيدرك إن عندي حق وهيوافق
قالت محتجة ومعاتبة أمها بلطف 
_ إيه ياهدهد مكنتش أعرف إنك قاسېة كدا .. ولما تقسي بتقسي على كرم على فكرة بقى أنا مش هستحمل اشوفه كدا وهروح أقوله
قبضت هدى على ذراعها وصاحت بها معنفة إياها في تحذير حقيقي 
_ إياكي يارفيف تقوليله وإلا والله العظيم يكون ليا تصرف تاني معاكي ملكيش دعوة دول ولادي وأنا عارفة أنا بعمل إيه كويس وفاهمة دماغ كل واحد فيهم
تراجعت وهي تلوى فمها بامتعاض وتتأفف بخنق وإشفاق على أخيها المسكين أما هدى فأخذت تحدق به بأعين دامعة وقلب ېحترق على حزنه وألمه ولكنها متيقنة أن ما تفعله سيكون السبب في تضميد چروحه التي ټنزف منذ افتراقه عن زوجته !! .....
داخل منزل حسن العمايري .......
كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد إحدى قنوات الطبخ وبينما هي مندمجة في التلفاز جال بعقلها ما حدث بينهم في الصباح فانزلت نظرها عن التلفاز وثبتته على اللاشيء بشرود ليأتيها صوت بداخلها ويخبرها بأنه لم يكن من الجيد وليس في صالحها أن تحادثه هكذا هي الآن في أمس الحاجة لأي شيء ليقربها منه فتستطيع من خلاله امتلاك مفاتيح قلبه وما فعلته بالصباح له تفسير واحد وهو أنه غباء منها والحل الوحيد هو الأعتذار منه ومحاولة تلطيف الجو بذكائها ودهائها الانوثي ! .
استقامت وقادت خطواتها الواثقة نحو غرفته ثم طرقت على الباب عدة طرقات متتالية في لطف هاتفة 
_ حسن إنت صاحي .. أدخل 
أتاها صوته الحازم يسمح لها بالدخول ففتحت الباب ببطء ودخلت ثم اغلقته خلفها كما كان ونظرت له فوجدته متسطح على ظهره فوق الفراش ويعقد كفيه خلف رأسه فتحنحت باضطراب بسيط واقترب لتجلس على حافة الفراش بعيدا عنه قليلا وتطرق رأسها أرضا هامسة باعتذار صادق وهي تعبث بأصابعها 
_ أنا آسفة بخصوص الصبح متضايقش مني
أطال النظر إليها في سكون دون أن يجيبها

أو يكون على وجهه أي تعابير لتكمل هي بجدية بعد أن نظرت له 
_ لسا حابب تعرف مين ده 
رسم ابتسامة متصنعة على وجهه وغمغم بصرامة 
_ مش عايز أعرف حاجة أنا عايز أنام ممكن تطلعي برا !
وردة فعلها كانت غير متوقعة بالنسبة له حيث هزت رأسها بالنفي وتمتمت مبتسمة 
_ تؤتؤ لما أقولك الأول بعدين هطلع عشان ابقى ريحت ضميري
مالت شفتيه لليسار بابتسامة ساخرة لتستكمل هي حديثه بنبرة عادية 
_ ده كان زميلي في الكلية وكنا مجموعة كبيرة بنات وأولاد أصدقاء جدا بسبب إننا كنا مع بعض في كل نشاطات الكلية وكدا واللي شوفته في الصورة ده كان صداقتنا قوية شوية وكنا في كل حاجة في الكلية مع بعض والصور دي اتصورناها لما كنا في حفلات تبع النشاطات أو حجات تبع الكلية نفسها فإنا شيلاها كنوع من الذكرى برضوا عادي ولغاية دلوقتي احنا احيانا بنتواصل
عبارة لغاية دلوقتي التي تفوهت بها جعلته يرفع حاجبه بشيء من الدهشة ويهتف بنبرة رجولية خشنة 
_ لغاية دلوقتي !!!
_ أيوة أقصد يعني مجرد سؤال كلنا بنسأل على أحوال بعض كل فترة وفترة والفترة دي ممكن تبقى مرة كل تلات شهور أو اربعة
هز رأسه بتفهم وهو لا يزال يحتفظ بتفاصيل وجهه الصارمة ولكن اختفت في سرعة البرق هذه التفاصيل وحل محلها التوتر حين وجدها تسأله وهي تضيق عيناها بلؤم 
_ إنت كنت بتسأل ليه بقى !
نظر لها بذهول لعدم توقعه لسؤالها هذا وتمتم بتوتر ملحوظ 
_ بسأل ليه !
اعتدل في نومته وغمغم بطبيعية جاهد الظهور بها وبنبرة صوت كان يحاول
81  82  83 

انت في الصفحة 82 من 197 صفحات