الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 174 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

حتى ذهبت في ثبات عميق وظل هو يحملق في السقف بشرود ثم غلبه النوم هو الآخر !
تحركت ملاذ باتجاهه عندما رأته جالس في حديقة المنزل وعيناه معلقة على السماء وكأن عقله مشغول بشيء مهم للغاية فاقتربت منه حتى جلست بجواره وخطفت قبلة سريعة من وجنته هامسة بعبوس انوثي ومدلل 
_ سايبني وحدي ليه وقاعد بتفكر في إيه هنا 
لم ينزل نظره عن السماء وظل معلقها في الأعلى لتسمعه يسألها بنبرة مشتتة 
_ ملاذ هو إنتي ممكن تكرهيني وتسبيني لو سمعتي عني في يوم كلام أو حجات مكنتيش تتوقعيها
لم تفهم سبب هذا السؤال بل كان السؤال غامض بالنسبة لها ولا تفهم منه شيء .. ماذا يقصد بأشياء لم تتوقعها منه !! وهل هو سؤال فارغ أم خلفه خفايا وأسرار لم يفصح لها عنها .
سألته بريبة حقيقية واستغراب 
_ حجات زي إيه يعني مثلا 
مازال لا يملك الجرائة ليخبرها بماضيه الذي لا يتقبله هو حتى الآن يخشى أن تتغير نظرتها فيه أو تبغضه وتفقد ثقتها فيه يخشي من شيء لا يعرف تحديدا ماهو ولكن هناك صوت بقلبه يلح عليه بأن الأفضل أن تظل الحقيقة غامضة لفترة أخرى .
هتف بنفي وابتسامة متصنعة 
_ لا خلاص متشغليش بالك سؤال ملوش لزمة
تنهدت بعمق وقالت 
_ زين أنا حاسة إنك مخبي عني حاجة من وقت ما روحنا بيت العيلة وقولتلي إن في حاجة حصلتلك وبعدين باباك اخدكم لبيت منفصل وزي ما حاسة بده حاسة كمان إنك خاېف ماتقولي بس صدقني أي كان الشيء ده عمره ما هيقدر يقلل من حبي ليك .. إنت سندي وحبيبي وجوزي ومفيش حاجة هتقدر تفرقنا عن بعض وزي ما تخطينا صعاب كتير من بداية جوازنا وعلاقتنا هنتخطى كل حاجة جاية كمان ووقت ما تحس نفسك حابب تتكلم أنا موجودة .. متخفش أنا معاك ومش هسيبك
لا يمكنها أن تكون بكل هذا التفهم والحكمة وهي تعرف أني اخفي شيء عنها كيف تفعلها !! كان يسأل نفسه بذهول من ردها عليه ورزانتها وتلقائيا وجد ابتسامته تخرج لشفتيه بدون أذن وتستقر في عيناه نظرة عاشقة فهي كالملاذ حقا الذي ارسله الله له لكي يحتمي به ويجد فيه الراحة والسکينة والحب والتفاهم كما كان يبحث عنه 
_ بحبك ياملاذي
قررت أضفاء القليل من المرح على جلستهم فأجابته بمداعبة 
_ عارفة قولتلي كدا أول إمبارح
فهم مداعبتها فضحك بخفة وغمغم غامزا بحب 
_ وفيها إيه ! نقول تاني وتالت ورابع وعاشر كمان .. ولا إنتي عندك اعتراض !
تقول اللي عايزه ياقلب ملاذك
ضاحكة وقالت بتذمر وهي تزم شفتيها للأمام 
_ زينو إنت مش هتخرجني ولا إيه اتفسح !
اجابها بتصنع الجدية كامتا ابتسامته 
_ كل دي فسح ومش عجباكي
_ والله !! هي فين الفسح دي بقى !

كان طاهر بمكتبه في المنزل يباشر بعض أعماله على حاسوبه النقال الخاص به فدخلت عليه زوجته وهي تحمل بيدها كوب الشاي الذي طلبه منها وتضعه أمامه على سطح المكتب هامسة بتردد 
_ طاهر عايزة اتكلم معاك شوية
أجابها وهو مازال يعلق نظره على شاشة الحاسوب أمامه 
_ قولي خير !
أخذت نفسا طويلا واخرجته زفيرا متهملا متمتمة بثبات بسيط 
_ يسر اتكلمت معايا في موضوع السفر و.....
قاطعها بحدة ونبرة حازمة

لا تقبل النقاش 
_ وأنا رديت عليها ورفضت متحاوليش تقنعيني اوافق
قالت بهدوء وصوت رخيم به بحة حزينة 
_ ولا أنا موافقة والله بس لما بصيت من جهة تانية لقيت إن هي فعلا محتاجة تبعد شوية .. البنت تفسيتها متدمرة ياطاهر من ساعة طلاقها أنا بقيت احس إنها مش بنتي .. لا بتضحك ولا بتهزر زي الأول وعلطول حابسة نفسها في اوضتها
صاح بانفعال وڠضب 
_ آه ولما تسافر وتبقى بعيدة عن عنينا هنبقى مطمنين عليها كدا مثلا قوليلي كدا هتقعد فين ولا هتتعامل إزاي هناك
_ لا ما أنا هشترط عليها لو هتسافر يبقى هتقعد مع خالتها هناك وراسل موجود هناك كمان وهيكون معاها علطول يعني متقلقش عليها .. خليها تروح تاخدلها شهر ولا حاجة وتاجي ياطاهر
سكت وهو يفكر بكلامها وبنقطة اقامتها عند خالتها وإنها ستكون مع ابن خالتها أيضا في العمل وهو يثق براسل جيدا ويعرف أنه سيكون معها دوما ولكن مازال خائڤا من أن يتركها تذهب بمفردها وتكون بعيدة عن نظره رأى نظرات زوجته المترقبة لموافقته أو رفضه ليجيبها باستسلام 
_ طيب
أماءت له بالإيجاب واستدارت وبمجرد ما أن غادرت المكتب واغلقت الباب اغارت عليها يسر التي كانت تتصنت لحديثهم وعانقتها بقوة هامسة بصوت منخفض في امتنان 
_ حبيبة قلبي ياماما بحبك والله
اشارت الأم بسبابتها على فمها هاتفة بخفوت 
_هششش اكتمي ليسمعنا أنا خليته يوافق بس تعرفي يايسر لو عملتي حركة كدا ولا كدا هناك خالتك هتقولي وزي ما خليت ابوكي يوديكي هخليه يرجعك في لحظتها
تأففت وقالت بخنق 
_ ياماما أنا مش هرتاح عند خالتوا وراسل موجود
أجابتها أمها پغضب 
_ خلاص يبقى مفيش سفر
قالت مسرعة بتراجع وهي تزفر مغلوبة
173  174  175 

انت في الصفحة 174 من 197 صفحات