روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
باب الحمام مباشرة منتظرة خروجه وهي ترسم على وجهها ابتسامة عريضة تظهر اسنانها البيضاء ولم يدم انتظارها سوى للحظات قليلة حتى فتح الباب هو وكان يلف حوا رقبته منشفته الصغيرة وحين اصطدم بها بمجرد ماخرج ارتد للخلف بزعر هاتفا
_ بسم الله !
زمت شفتيها للأمام وهي تجيبه بعبس طفولي وطريقة كوميدية
_ أخص عليك ياببلاوي شوفت عفريت !!!
_ عايزة إيه ياشفق !
سارت خلفه وهتفت برقة وهي تشير إلى عقلة سبابتها
_ عايزة طلب صغنن خالص خالص قد كدا !
زادت ابتسامته اتساعا ليردف متنهدا وهو يجفف شعره
_ خير !!
اقتربت ووقفت أمامه ثم مدت يديها وتولت مهمة تجفيف شعره مغمغمة في براءة متصنعة بعض الشيء
ابعد يدها ببطء عن شعره متشدقا في بساطة
_ قولي علطول من غير مقدمات
لم تبالي بإبعاده ليدها حيث اعادتها مجددا تعبث بأكتاف تيشرته وكذلك المنشفة مغمغمة في رقة مقصودة
_ عايزة اخرج اشوف نهلة عشان وحشتني جدا ولينا فترة طويلة أوي مقعدناش مع بعض
_ وافق بقى إنت اللي كنت بتبقى خاېف عليا منه ماټ خلاص ومفيش حاجة بتهدد سلامتي تاني
اخذ نفسا عميقا وقال بحنو واهتمام
_ عارف إنك ممكن تكوني بتضايقي من تحكمي فيكي في نقطة الخروج دي بس عايزك كمان تفهمي خۏفي عليكي .. أنا من ساعة اللي حصل مع أروى ومعاكي لما حاول الحيوان ده يعتدي عليكي اكتر من مرة بقيت عايز اخبيكي في مكان محدش يعرفك فيه غيري عشان احميكي من أي راجل مش منه بس وحتى رفيف كذلك بخاف عليها پجنون وأنا اكتر واحد كنت رافض فكرة إنها تشتغل ولما وافقنا خليتها تروح وتاجي بسواق خصوصي يأما بوصلها واجيبها أنا وخروجها بيبقى بحساب
ثم ابتعدت عنه وقالت في ابتسامة عذبة
_ خلاص موافق مش كدا !
أصدر تأففا حارا بنفاذ صبر من الحاحها لتميل هي برأسها للجانب وتبتسم بساحرية وترمش بعيناها عدة مرات تستعطفه من خلالهم ببرائتها لكي يوافق هامسة
_ ارجوك !
أبتسم بعدم حيلة بعد أن أدرك استحالة الفرار من اصرارها وضعفه أمام
نظراتها ليقول باقتضاب
_ طيب خلاص ياشفق روحي بس هتروحوا فين وامتى
تهللت اساريرها وقالت بحماس وفرحة
_ دلوقتي هلبس وهنروح في أي كافتيريا نقعد شوية
_ طيب يلا اجهزي لغاية ما البس عشان اوصلك ولما تخلصوا رني عليا عشان اجي اخدك
أماءت برأسها عدة مرات وهي تفشل في اخفاء سعادتها ليكمل هو مبتسما بمداعبة
قهقهت بخفة وقالت في نعومة
_ لا متقولش كدا دي نهلة عسل وبالعكس دي وشها حلو عليا دايما لما باخدها معايا في أي مكان
_ ربنا يستر !
قالها مستنكرا وهو يضحك ثم استدار وذهب ناحية الخزانة ليخرج ملابسه ويبدأ في الاستعداد وهي كذلك اخذت ملابسها وذهبت لترتدي في الحمام .........
فتحت المساعدة الخاصة به الباب وقالت في رسمية تامة
_ الملفات اللي محتاجة مراجعة يسر هانم تحب اوديها ليها ياحسن بيه
قال بإيجاز وهو منشغل بالعمل الذي أمامه
_ آه وديهم ليها وقوليلها تخلصهم بسرعة
استدارت الفتاة وكانت على وشك الرحيل لولا صوته وهو يوقفها هاتفا
_ استني ياميرنا !
احس بأنه يريد رؤيته ومحادثتها ولا يريد الاعتراف في قرارة نفسه أن بات يشتاق لها ففكر في أن يأخذ هو لها الملفات متحججا لها بهم وفي نفس ذات اللحظة تكون حجة لنفسه العنيدة التي تأبي الخضوع .
استقام وتحرك ناحيتها وأخذ من يدها الملفات متشدقا بحزم
_ أنا هوديهم ليها روحي إنتي على شغلك خلاص
أماءت له بالموافقة وانصرفت فورا ليغادر هو الآخر متجها إلى مكتبها وحين فتح الباب ودخل كان فارغا ولكنه رأى اشيائها على سطح المكتب ففهم أنها ذهبت لمكان ما سريعا وستعود .. اغلق الباب وجلس على الأريكة بإرياحية منتظرا إياها وطال انتظاره لدقائق طويلة حتى وجدها تفتح الباب وتدخل وهي تتحدث في الهاتف وتضحك تسمرت بأرضها حين وقع نظرها عليه ولجمتها الدهشة لثواني فقط ثم تصنعت عدم المبالاة بأمره وأكملت حديثها الهاتفي مع ابن خالتها راسل متعمدة الضحك والتحدث بحرية بعدما فهمت في الأيام القليلة الماضية ضيقه وغضبه كلما يراها معه .
رآها وهي تجلس على مقعد مكتبها وتتحدث مع من في الهاتف بعفوية بالغة والذي من الواضح أنه رجل وفي ظرف لحظة تحول لجمرة نيران ملتهبة حين سمعها تنطق اسمه غليت دمائه في عروقه وحدجها بابتسامة مزيفة تضمر خلفها بركان تطفو حممه على وجهه فاشاح بوجهه عنها للجانب وهمس لنفسه وهو يحك ذقنه بنبرة